نجحت قمة المناخ كوب 26 ، المنعقدة فى جلاسجو باسكتلندا، فى حشد الجهود الدولية، للتصدى بشكل حاسم وسريع للتغيرات المناخية التى باتت تمثل التهديد الأكبر للكوكب، وذلك من خلال موافقة الدول المشاركة على العديد من مبادرات التكيف من خلال محلية التنمية وفقا لرؤية تلك الدول.
وكشف موقع قمة المناخ الرسمى، إن القادة العالميون يلتزمون بالتحول نحو التكيف من خلال أكثر من 70 إقرارًا لمبادئ التكيف، وأكثر من 450 مليون دولار تم حشدها للمبادرات والبرامج التي تعزز النهج المحلية.
وأشار إلى أن حملة Race to Resilience تجمع مبادرات تعمل على تعزيز المرونة الحضرية والساحلية والريفية لملياري شخص في جميع أنحاء العالم، لافتا إلى أن مقدمى خدمات المناخ الجدد التزموا بتحقيق التوازن بشأن تمويل التكيف، حيث تم تخصيص 232 مليون دولار لصندوق التكيف، وهو أعلى تعبئة فردية للصندوق وأكثر من ضعف أعلى تعبئة جماعية سابقة بمساهمة قدرها 20 مليون دولار من المملكة المتحدة.
وكشف موقع قمة المناخ، إن الالتزامات جاءت من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والسويد وفنلندا وأيرلندا وألمانيا والنرويج وقطر وإسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة وحكومتي كيبيك وفلاندرز، موضحا أن المملكة المتحدة أعلنت عن 290 مليون جنيه إسترليني كتمويل جديد للتكيف ، بما في ذلك 274 مليون جنيه إسترليني لبرنامج العمل المناخي من أجل آسيا المرنة (CARA).
وأضاف أن مقدمى خدمات المناخ الجدد التزموا بتحقيق التوازن من خلال مجموعة خاصة بشأن تمويل التكيف، حيث تتم الآن تغطية 88 دولة من خلال اتصالات التكيف أو خطط التكيف الوطنية لزيادة الاستعداد لمخاطر المناخ ، مع نشر 38 دولة في العام الماضي.
وخلال الفعاليات قال رئيس مؤتمر الأطراف ألوك شارما" شهدنا خلال العام الماضي تغيرات شديدة في الطقس في جميع أنحاء العالم، من الفيضانات في وسط أوروبا والصين ، وحرائق الغابات في أمريكا الشمالية وأستراليا ، إلى ما وصفه البعض بأنه أول جفاف ناجم عن المناخ في العالم في جنوب مدغشقر".
وأضاف شارما إنه لا يوجد مكان محصن ضد تغير المناخ، وهذا هو بالضبط السبب في أننا يجب أن نجتمع معًا لصياغة اتفاقية عالمية هنا في جلاسجو، والاستجابة لاحتياجات التكيف ، وهو أمر حيوي ولا سيما مع بدء الوزراء أمس عملهم في المفاوضات، لافتا إننا معا نواجه المهمة الشاقة لبناء توافق سياسي بين ما يقرب من 200 دولة، خاصة إن التوصل إلى توافق في الآراء لن يكون أمرًا سهلاً، لكن التقدم الذي تم إحرازه الأسبوع الماضي يظهر وجود روح بناءة بين المفاوضين.
وأشار رئيس قمة المناخ إننا هنا في جلاسكو " لدينا فرصة فريدة للوصول إلى نتيجة تاريخية، وأنا ملتزم بجمع البلدان معًا ، حيث نريد صياغة اتفاق يعني أننا نرى المزيد من الإجراءات هذا العقد للمساعدة في الحفاظ على الحد الأقصى لارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة في متناول اليد".
وأوضح إنه خلال الجلسة العامة غير الرسمية للتقييم التي عقدت، أوجزت كيف سنعمل خلال هذا الأسبوع، كما أعلنت عن اتفاق وزاري حول مواضيع رئيسية، كاشفا إنها تشمل الخسارة والضرر المالي وحفظ 1.5 درجة على قيد الحياة ؛ وبالطبع القضايا الرئيسية في كتاب القواعد: الأطر الزمنية المشتركة؛ المادة 6 بشأن أسواق الكربون ؛ والشفافية.
وأضاف شارما خلال كلمته في قمة المناخ" أولويتي الآن هي السرعة، يجب أن يكون هناك شعور بالإلحاح في جميع مفاوضاتنا، لافتا أن العلم واضح ، ليس لدينا وقت نضيعه ، وسأضمن استمرار المفاوضات في الوقت المناسب، مع ضمان الشفافية والشمولية بالطبع".
وأوضح أنه تعهدت الدول في الأسبوع الماضي بالتزامات ستساعد جميعها في حماية كوكبنا ولكن يجب الوفاء بها وحسابها، واليوم ، في يوم التكيف والخسارة والأضرار، ستسلط الأضواء على الدول والمجتمعات الأكثر عرضة لتغير المناخ، أولئك الذين غالبًا ما تُترك أصواتهم غير مسموعة".
وتابع : نعلم أنه حتى لو توقفنا عن تلويث عالمنا غدًا، ستكون هناك عواقب سلبية على ملايين عديدة، وهذا هو سبب أهمية قضايا مثل التكيف، لافتا انه يسعدني الآن أن أرى تقدمًا في هذه الموضوعات اليوم وأرحب بشكل خاص بالتزامات صندوق التكيف التي سيتم التعهد بها في الساعات القليلة القادمة ،بما في ذلك من المملكة المتحدة ، لدعم المجتمعات الضعيفة للاستجابة لتغير المناخ.
وأضاف رئيس قمة المناخ إن البلدان المتقدمة ومصارف التنمية تدرك أنها بحاجة إلى زيادة مستويات التمويل للتكيف ،وآمل أن نتمكن من التقاط هذا الالتزام المتجدد في نتائج مفاوضات COP26، لكنني أشعر بالتشجيع لأن الموسيقى المزاجية قد تغيرت إلى حد ما ، وهناك الآن اعتراف عملي بالحاجة إلى اتخاذ إجراء بشأن هذا الموضوع ، في مواجهة التأثيرات المتزايدة، موضحا إن اختتام المناقشات داخل الهيئات الفرعية بشأن شبكة سانتياغو دليل على ذلك، ويمهد الطريق لموارد أكبر لتجنب الخسائر والأضرار وتقليلها ومعالجتها، لا سيما المجتمعات المعرضة للتغير المناخي هي في طليعة تفكيري بشكل خاص، وستظل كذلك طوال هذه المفاوضات، حيث إنهم والأجيال القادمة لن يغفروا لنا إذا فشلنا في الإنجاز في جلاسجو.