احتفلت مساجد مصر بذكرى انتصارات العاشر من رمضان فى ربوع مصر، ابتهاجاً بالمناسبة العظيمة، مستلهمة روح النضال لدى الشعب المصرى، وبطولات القوات المسلحة للدفاع عن الأمة قديماً فى مواجهة الصهاينة وحديثاً فى مواجهة الإرهاب، وما لها من دور فى صنع الأمن والاستقرار.
ففى محافظة القاهرة احيت وزارة الأوقاف المناسبة فى احتفالية كبرى بمسجد السيدة زينب، تقدمها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بحضور الشيخ جابر طابع رئيس القطاع الدينى بالوزارة، والشيخ خالد خضر وكيل الأوقاف بالقاهرة وعلماء وقيادات وزارة الأوقاف، حيث أكد الوزير أن جيش مصر خير أجناد الأرض، وهم أبناء مصر الشرفاء والمخلصون، ويتميز بأنه جيش وطنى بامتياز وحتى النخاع لأنهم أبناء هذا الوطن، لأنه لم يعرف فى تاريخه المرتزقة من المقاتلين.
وأضاف الوزير، خلال كلمته، أنه لم يحدث وخرج فى عهد النبى أناس أعلنوا الجهاد، لأن النبى فقط هو من يعلن الجهاد ثم الصحابة، والجهاد هو حق لولى الأمر وهو الحاكم أو الرئيس وفق ما ينص عليه الدستور، مشيرًا إلى أنه إذا أعلن شخص أو جماعة أو حزب أو جماعة الجهاد كان باغيًا ويقاتل قتال البغاة حتى يفئ إلى رشده.
وقال الوزير، إن إعلان الجهاد أو الحرب والسلم حق لولى الأمر وفق ما يحدده الدستور سواء كان رئيس الجمهورية أو البرلمان وأنه لا يحق لجماعة أو أفراد أو أحزاب إعلان الجهاد حتى لا يعم الفساد والفوضى مما يستوجب التصدي له، مبينا أن إعلان الجهاد كان لرسول الله صلى الله عليه السلام والخلفاء من بعده ولم يعلنه غيرهم.
وشدد الوزير، على أن مقاومة الإرهاب والقضاء عليه واجب شرعى ودينى، كما كان استرداد الأرض فى العاشر من رمضان، مشيداً بالدور الوطنى لقواتنا المسلحة الباسلة لتحقيق نصر العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر، وفى مقاومة قوى الشر والتخريب والقضاء على التنظيمات المتطرفة التى تسئ إلى الدين الحنيف.
وأوضح الوزير، أن رمضان شهر عظيم من صامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، وأنه شهر الصيام والقيام والقرآن والإطعام والإحسان والبر والصلة والرحمة والدعاء والإجابة وهو شهر النصر، فيه كان النصر فى أول غزوة غزاها النبى وهى غزوة بدر والمسلمين قلة، وكان فيه فتح مكة، وفيه كان النصر العظيم فى العاشر من رمضان.
وأشار الوزير إلى أن نصر العاشر من رمضان له دلالات وهو أننا شعب لا ييأس وأمة لا تموت ولن تموت بإذن الله تعالى، فلم تحبط عزيمة المصريين بعد ما كان فى عام 1967، فلم يتململوا وخاضوا حرباً شرسة فى حرب الاستنزاف وقهر العدو الصهيونى فى معركة أظهرت قوة جيشنا العظيم فى حرب أكتوبر.
وشدد الوزير على شهر رمضان يعد شهر إنعام وإحسان ودعاء وإجابة ونصر، حيث كان فيه غزوة بدر التى تعد أول غزوة للنبى منذ أن كان المسلمون قلة، وفيه كان نصر العاشر من رمضان، فى 6 أكتوبر عام 1973.
واستكمل الوزير، قائلاً: "إننا أمة لن تموت وشعب لا يقهر، فلم تحبط عزيمة المصريين بعد ما حدث فى عام 1967، ولم ييأسوا، بل خاضوا حرب الاستنزاف، ورفعوا صوتهم عالياً، معتمدين على الله ومتوكلين عليه".
وأضاف وزير الأوقاف، أن هزة التكبير على الجبهة كانت تبث الرعب فى قلب العدو الصهيونى، فحطم خط بارليف منتصراً عليه فى حرب كرامة للأمة المصرية والعربية.
وأشاد وزير الاوقاف بالقوات المسلحة، موضحا أنها لم تكن فى يوم من الأيام معادية أو ظالمة لأحد، فهى لازالت تخوض حرباً لا تقل عن حرب العاشر من رمضان فى وقفتها ضد قوى الشر والإرهاب والظلام وقتل الأنفس وعمليات التفجير والتخريب.
وأشار الوزير إلى أنه لم يحدث فى التاريخ منذ النبى -صلى الله عليه وسلم- ومروراً بالخلفاء الراشدين أن كان يعلن أى شخص الجهاد غير ولى الأمر أو الحاكم، واصفاً أياه بالفساد، وعلى أهل البلد وولى الأمر أن يتصدوا إليه.
وأشار إلى أن القوت المسلحة تخوض حرباً فى سيناء لا تقل عن حرب 73، وهى الآن تواجه قوى الشر بكل قوة.
وشدد الوزير في نهاية كلمته علي ضرورة الوقوف صفاً واحداً صلباً قوياً، خلف القوات المسلحة التى تدافع عن ديننا وأنفسنا، فكما سخر الله الجيش فى العاشر من رمضان ليسترد أرضنا، سخره لنا لمحاربة الإرهاب الموجود حالياً.
وبالتزامن مع الاحتفالات فى القاهرة عقب صلاة العشاء والتراويح، تعالت أصوات المساجد الكبرى فى المحافظات ابتهاجاً بالذكرى تزعمها وكلاء الأوقاف والمحافظين والنواب، فى مساجد منها "سيدى جابر بالاسكندرية، و سيدى عبد الرحيم القنائى بقنا، وناصر بالفيوم، والنصر بالمنصورة، وناصر بأسيوط، وفى كفر الشيخ".
وقال الشيخ سعد الفقى وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ، إن حرب العاشر من رمضان التى خاضها الجيش المصرى ضد الكيان الصهيونى كانت معركة فاصلة توحد فيها المصريون وكانوا جميعاً على قلب رجل واحد، وكان الإيمان بالله سبيلاً لتحرير الأرض وأحد أهم الأسباب للنصر، وقد تعالت صيحات الله أكبر وكانت زاداً للجنود على جبهة القتال .
وأشاد الفقى بالروح القتالية للجندى المصرى الذى أبلى بلاء حسناً، ورسم نظريات جديدة وحديثة فى عالم العسكرية.
وأضاف الفقى، أن بطولات الجندى المصرى تدرس الآن فى الأكاديميات العسكرية على مستوى العالم، مؤكداً أننا لا يمكن أن ننسى الشهداء والمصابين الذين ضحوا بالغالى والنفيس من أجل عودة الأرض والكرامة.
وأشار الفقى إلى أن من نتائج حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر، أن تحطم خط بارليف هذا المانع المائى والذى لطالما روجت له إسرائيل أنه لا يقهر، وكسر الجمود الذى أحاط بالقضية العربية لمدة ست سنوات.
وأكد الفقى أن الجيش المصرى هو من تكسرت تحت أقدامه النظرية الإسرائيلية بأن جيش الاحتلال لا يقهر، ولن ننسى القادة الأفذاذ وعلى رأسهم الرئيس الراحل الشهيد محمد أنور السادات، والذى خاض بعد ذلك معارك المفاوضات، والتى لا تقل ضراوة عن الحرب، وحقق المستحيل بعودة الأرض، وفرض سيطرتنا الكاملة على سيناء.
ودعا الفقى جموع المصريين إلى استلهام روح النصر واستنهاض الهمم التى سادت إبان حرب العاشر من رمضان، فما أحوجنا إلى التكاتف وبث روح العزيمة، لاسيما فى مرحلة البناء التى يقودها الزعيم، والقائد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، موجها التحية إلى الجيش المصرى ضباطا وجنوداً فى يوم عيدهم.
وأوضح الفقى أن الجيش المصرى يضم خيرة جنود الأرض، مستشهداً بقول النبى صلى الله عليه وسلم: "إذا فتحتم مصر فاستوصوا بقبطها خيرا واتخذوا منها جندا كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض".
اخبار متعلقة..
ننشر خريطة مساجد الاعتكاف فى رمضان.. 2331 مسجدا تفتح أبوابها بالعشر الأواخر.. السلفية تتعبد تحت إشراف الأوقاف والأزهر مفتوح للجميع.. وتعيين أئمة للإشراف على الجوامع وتقديم صور الرقم القومى
عمليات الأوقاف تتلقى شكاوى الإنارة الزائدة للمساجد وارتفاع الميكرفونات والوزارة ترد: لا نتحمل تكاليفها.. وخطب ترشيد الاستهلاك على المحك.. الوزير يرفض التقديرات الجزافية ويطالب بعدادات الدفع المقدم