تمثل زيارة ولى العهد الأردنى إلى القاهرة اليوم، أهمية كبرى، حيث تؤكد استمرار التنسيق الثابت والذى يتطور بين البلدين الشقيقين، فى الوقت الذى أكد فيه خبراء أن الأردن حريص على الاستفادة من تجربة التنمية المصرية،وأن هناك تنسيق وتعاون دائم بين مصر والأردن تجاه القضايا الإقليمية.
في هذا السياق أكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن رؤى مصر والأردن تكاد تكون متطابقة في العديد من القضايا، موضحا أن مصر والأردن كانوا من أوائل الدول العربية التي وقعت معادات سلام ، ففي مصر وقعنا معاهدة سلام عام 1979 وفى الأردن وقعت معاهدة سلام في 1994.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات لبرنامج اليوم، المذاع على قناة دى أم سى، أن المواقف المصرية والأردنية بشكل مجمع قضايا الشرق الأوسط تكاد تكون متطابقة بجانب الرؤية المشتركة حول التصدى للإرهاب ومكافحته ليس فقط على الأراضى المصرية والأردنية فقط ولكن المشاركة بفعالية في كافة التحالفات العربية والدولية بهدف القضاء على الجماعات الإرهابية.
التحالف الدولى ضد تنظيم داعش
ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن كل من مصر والأردن أعضاء في التحالف الدولى ضد تنظيم داعش الإرهابى، كما أن هناك مجالات تعاون كثيرة بين مصر والأردن في مختلف القطاعات.
فيما قال الدكتور زيد النوايسة، المحلل السياسى الأردني، إن زيارة ولى العهد الأردنى إلى القاهرة اليوم، يأتي استمراراً للتنسيق الثابت والذى يتطور بين البلدين الشقيقين، وهو تعاون ثنائى يأخذ مساحات أكبر سواء على المستوى التجارى أو السياحى وفى كافة المجالات، وتابع: "الأردن حريص على الاستفادة من التجربة المصرية التي أصبحت نموذج في المنطقة".
وأضاف "النوايسة" خلال اتصال هاتفى ببرنامج "الحياة اليوم"، الذى يقدمه الإعلامى محمد مصطفى شردى، عبر قناة الحياة، أن هناك تطابق تام في القضية الفلسطينية بين الجانبين، والبلدين يتحركان في اتجاه واحد مع الحكومة الفلسطينية بما يهدف إلى إقامة دولة فلسطينية، وتابع: "زيارة اليوم هي استمرارا للعلاقات الاستراتيجية بين مصر والأردن".
دور محورى واستراتيجى
وأكد "النوايسة" أن دور مصر والأردن في الملف الفلسطيني ليس دوراً عادياً بل دور محورى واستراتيجى في إحياء المفاوضات والذهاب إلى مؤتمر دولى من أجل تسوية الأمور وإنهاء الصراع الأكبر والأقدم في المنطقة بسبب تعنت الجانب الإسرائيلي.
ولفت "النوايسة" إلى أن ولى العهد الأردني ناقش العديد من القضايا على رأسها القضية الفلسطينية، و التنمية والاقتصاد وملف الشباب، وتابع: "العلاقة مع مصر تأخذ مساحة مهمة في المشهد الأردني.. ولى العهد مكلف على ضرورة إنجاز المشاريع المشتركة بين البلدين".
بدوره قال أمجد العضايلة سفير الأردن في القاهرة، إن زيارة الأمير الحسين بن عبد الله ولى عهد الأردن، أول زيارة عمل رسمية يقوم بها خارج المملكة، واختار مصر نظرا لثقلها والعلاقة المتميزة التي تربط ما بين سيادتى البلدين، والشعبين الشقيقين، موضحا أن مصر تشهد هذه المرحلة إنجازات عظيمة جدا وتقدم نموذجا ليس للشعب المصرى وحسب بل للأمة العربية.
توافق فى كل الملفات
وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "على مسئوليتى"، على فضائية "صدى البلد"، مع الإعلامى أحمد موسى، أن هناك توافق على كل الملفات خاصة ملف القضية الفلسطينية والأوضاع في المنطقة، مؤكدا أن هناك تنسيق وتعاون دائم بين مصر والأردن تجاه العديد من القضايا الإقليمية.
وتابع : موقفنا واضح تجاه سوريا، ونحن مع وحدة سوريا وعدم التدخل في شؤونها وترك القرار للشعب السوري، وأهمية سوريا من أهمية الدول العربية.
ولفت إلى أنه تم توقيع بروتوكول تعاون في مجال السياحة بين مصر والأردن، واتفاقية توأمة بين الأقصر وبتراء، ومدن تاريخية لها حضور عالمى، وهناك زيارة غدا لكنيسة الأقباط وأقيم الايوم معرضا للسياحة الدينية، وأكد أنه تم بحث الترويج السياحى المشترك بين مصر والأردن، موضحا أن زيارة مشيخة الأزهر يوليها الأمير اهتمام كبير لما لدور شيخ الأزهر للدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين، كما أن هناك زيارة عسكرية وجزء لتمرين العسكرية، وهناك زيارة لقناة السويس وهى إنجاز مصري عظيم وسيطلع الأمير على كل الخدمات التي تقدمها هيئة قناة السويس وما هي مجالات التعاون المشترك بين البلدين.
تجربة مصر الرائدة في المشروعات الصغيرة
وذكر أن مصر كلها تجربة ريادية في مجال المشروعات الصغيرة، والتي تخفض من مستوى البطالة وتدر دخلا على الأسر المحتاجة وفئة كبيرة من المصريين، والأمير الحسين بن عبد الله يبحث الاستفادة من التجربة المصرية في ذلك المجال، لافتا إلى أنه سيكون هناك زيارات متبادلة بين المسؤولين في مصر والأردن في الفترة المقبلة، مردفا:"نأمل أن تكون التجربة المصرية في مشروعات البنية التحتية موجودة في باقي الدول العربية، وهناك اتفاقية إطار التعاون الثلاثي لمشروع مدينة لوجستية بين مصر والأردن والعراق".