يمثل الحوار المصرى الأمريكي أهمية كبرى، حيث يؤكد دور مصر الفعال في المنطقة، وأكد خبراء أن الحوار يشير إلى أن مصر تحصل على ما تريد من منطلق قوتها ودورها الفاعل بالمنطقة، في الوقت الذى أكد متحدث الخارجية الأمريكية، أن مصر لديها تأثير فى كل الملفات
وأكد ساميويل وربيرج، الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أهمية عودة الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي بعد توقف 6 سنوات، خاصة مع وجود صداقة قوية بين القاهرة وواشنطن.
وأضاف ساميويل وربيرج، في مداخلة عبر الفيديو كونفرانس ببرنامج "حديث القاهرة" مع الإعلامي خيري رمضان وكريمة عوض، على قناة القاهرة والناس، أن العلاقات الاستراتيجية قوية بين مصر وأمريكا، كما أن الولايات المتحدة تعتبر مصر شريكا ولاعبا مهما في المنطقة في كل الملفات.
وتابع: "مصر لديها صوت وتأثير ولازم نتكلم ونسمع من شركائنا فى مصر والحكومة المصرية فى كل ملفات ليبيا وأزمة سد النهضة والسودان"، مشيرا إلى أن أمريكا تتفق مع مصر بنسبة 100% فى ضرورة خروج المرتزقة من ليبيا ودعم الشعب الليبي.
وعن أزمة سد النهضة، عبر ساميويل وربيرج، الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، عن استعداد أمريكا لدعم أى جهود بين مصر والسودان وإثيوبيا لحل أزمة سد النهضة، مضيفا: "هناك تحديات كثيرة فى إثيوبيا والسودان والولايات المتحدة ونريد جلوس كل الأطراف على الطاولة".
من جانبه قال الدكتور على الدين الهلال، المفكر السياسى وأستاذ العلوم السياسية، إن العلاقات المصرية الأمريكية، ممتدة وطويلة وبها نقاط توافق كثيرة كما بها نقاط خلاف، موضحاً أن أمريكا مهمة عالمياً بينما مصر مهمة إقليمياً، والمصالح قد تتطابق في بعضها وخلاف في البعض الآخر، وتابع: "ويجب أن نصارح الرأى العام حتى لا يصدم عندما يجد اختلافا".
وأضاف "هلال"، خلال حواره مع الإعلامى محمد مصطفى شردى، ببرنامج "الحياة اليوم"، المذاع عبر قناة "الحياة"، أن أمريكا دولة مهمة وكانت تقود العالم لفترة طويلة دون منازع وتشاركها الآن الصين فى ذلك، ولكن مازالت هي القوى العسكرية الأقوى في العالم حتى وإن ضعفت هيمنتها على أوروبا هي أكثر الدول تأثيراً في النظام العالمى.
وتعليقاً على الحوار الاستراتيجي المصرى الأمريكي، قال "هلال"، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حاول خلال الحوار الاستراتيجي، أن يعطى العلاقات بعدا إنسانيا، عندما قال "إننا نستخدم المنجزات المصرية"، وهذا أمر بعيد عن السياسة، لافتاً إلى أنه ركز على قوة العلاقات المشتركة بين البلدين في كل المجالات، مشيراً إلى أن العلاقات بين الدول قائمة على المصالح المشتركة، وتابع: "أنت تحصل بقدر ما يكون لديك من قوة ودور فاعل".
وأشار "هلال"، إلى أنه لا يوجد تطابق بين الدول في وجهات النظر والمواقف المختلف، حتى مع أقرب الحلفاء لابد أن تجد نقاط خلاف، وتابع: "واللى بيغظنى في الإعلام أن يقال "وقد اجتمع الرئيسان وكان لديهما اتفاق كامل في كافة وجهات النظر"، لأن هذا أمر غير ممكن.
وأكد "هلال"، أن حديث "أنتونى"، حول زيادة الاستثمارات الأمريكية في مصر دليل على إدراك بلاده لاستقرار المناخ الاستثمار لدينا، موضحاً أن مصر خلال السنوات الأخيرة أصبحت تعتمد مبدأ التنوع في علاقاتها السياسية مع مختلف دول العالم، وتابع:"منذ 2014 ماشين بما يرضى ربنا ونحن على الطريق السليم.. والآن مصر أصبح لها أدوات وعلاقات مختلفة على أعلى مستوى الآن".
بدوره قال الدكتور عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، يعكس الخطوات الهامة التي وصلت فيها العلاقات بين البلدين، وأن استئناف الحوار بعد مناورات النجم الساطع في نوفمبر، يؤكد التقارب المتزايد بين الولايات المتحدة ومصر، وتفاهم الطرفين للمواقف الخاصة بالطرف الأخر، وأنها في معظم الأحوال متقاربة بما فيها حقوق الإنسان.
وأضاف خلال مداخلة مع الإعلامي رامي رضوان ببرنامج "مساء dmc"، الذي يذاع على قناة "dmc": "هناك حوارات كثيرة جرت تعبر عن الولايات المتحدة من جهة وعن مصر من جهة أخرى، وأي حديث عن حقوق الإنسان، تعبر عن استراتيجية الدولة المصري للحفاظ على حقوق الشعب المصري في ذلك، والولايات المتحدة تقبل الطريق الذي تسير فيه مصر فى هذا الملف، والحوار الجاري حالياً جاء بعد تنسيق في العديد من الملفات الاقتصادية والسياسية وغيرها".
وقال : "الحوار الحالي يعني وجود تفاهمات أكبر بين البلدين، ولابد أن نثمن ذلك، وفي القضايا الكبرى أن أرى أن هناك تقدم أمريكي وتقارب أمريكي مصري فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، بالإضافة إلى رغبة الولايات المتحدة لضرورة توقيع اتفاقية بين الجانبين المصري والأثيوبي لضمان حقوق كلا البلدين على أن تحصل مصر على حصتها كاملة".
وتابع : "الإدارة الأمريكية عندما جاءت واطلعت على العديد من الملفات، وما يحدث بالفعل في مصر، تغيرت وجهة نظرها تجاه القضايا المصرية، لأن ما يحدث داخل مصر لم تكن صورته واضحة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية".