لا تزال الأزمة الدبلوماسية بين لبنان ومنطقة الخليج، على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبنانى جورج قرداحى عن حرب اليمن، قائمة رغم محاولات رأب الصدع بين لبنان والخليج جارية، لتجنيب لبنان العواقب، وفى تطور لتلك الأزمة، قررت وزارة الداخلية الكويتية، وقف إصدار جميع أنواع التأشيرات لأبناء الجالية اللبنانية حتى إشعار آخر، وأرجعت ذلك إلى الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان. وف قما نقلت "القبس" الكويتية .
وقالت مصادر أمنية مطلعة بالكويت وفق الصحيفة الكويتية: «إن من لديهم إقامات داخل البلاد من اللبنانيين غير مشمولين بالقرار، ومن حقهم العودة إلى البلاد، مشيرةً إلى أن القرار يشمل وقف إصدار الزيارات بأنواعها سوا أكانت عائلية أو سياحية أو تجارية أو حكومية، وكذلك وقف سمات الالتحاق بعائل، إضافة إلى وقف سمات الدخول «فيز العمل».
وفى المقابل كان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي؛ قد أكد فى تصريحات سابقة له أن استقالته من الحكومة غير واردة. وفق حديثه لقناة الجديد اللبنانية.
المفاوضات مع صندوق النقد
وعلى صعيد متصل ، تلقى الأزمة اللبنانية الخليجية بظلالها على كافة قطاعات لبننان ، ومن بين أهمهما المفاوضات مع صندوق النقد الدولى والتى من شأنها إنقاذ الاقتصاد اللبنانى ، وفى هذا السياق قال الخبير الاقتصادي اللبنانى لويس حبيقة إنه "لا يمكن اتخاذ أي إجراء بموضوع صندوق النقد قبل حل الأزمة مع الخليج وصندوق النقد لا يمكنه العمل بدون دول مجلس التعاون ويجب ألا نهرب من المشكلة بل يجب حلها". وفق موقع لبنان 24 .
ولفت الخبير الاقتصادى إلىأن المتضررين من الأزمة هم الصناعيون والزراعيون والمشكلة هل سيبقى الطرف الآخر يشتري منا لاحقاً.
وعن الأزمة الخليجية اللبنانية اضاف حبيقة: "هناك خوف أيضاً بموضوع التحويلات من الخليج إلى لبنانوموضوع الطيران بين لبنانوالخليج ولذلك يجب العمل على حل المشكلة".
محاولات رأب الصدع
وفى سياق محاولات إيجاد حلول للأزمة ناقش سفير مصر في لبنان ياسر علوي مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، آخر التطورات الداخلية وسبل دعم الاستقرار في لبنان، كما تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين، ومشروعات التعاون سواء القائمة أو التي يُجرى الإعداد لإطلاقها خلال الفترة المقبلة.
كما التقى السفير المصرى مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، التعاون القائم بين البلدين، والتطورات على الساحة الداخلية في لبنان.
وفى الإطار ذاته، قام السفير حسام زكى بزيارة إلى بيروت التقى خلالها الرئيس عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتى ، وقال السفير حسام زكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إن الجامعة لا تريد استمرار الوضع الحالى بين لبنان من جهة والسعودية وعدد من دول الخليج من جهة أخرى، معربا عن أمله في تحقيق انفراجة للأزمة الراهنة كمدخل لحل الإشكاليات العالقة في العلاقات بين لبنان والسعودية تحديدا.
جاء ذلك في تصريحات للصحفيين عقب لقائه مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في السراي الكبير (مقر الحكومة اللبنانية).
وشدد السفير حسام زكي على أن تحركه لحل الأزمة نابع من مسئولية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، مؤكدا أنه تابع الوضع منذ بدايته، معتبرا أن هذه الأزمة كان من الممكن احتواؤها من البداية قبل أن تأخذ منحى آخر.
واستطرد قائلا: "هناك أزمة الجميع يدركها والجميع يراها والأغلبية تعرف كيف هو الطريق إلى حلها ولكن لم يبدأ أحد في هذا الطريق، لم يتقدم أحد خطوة واحدة في هذا الطريق.. الأزمة تحل أولا ثم مناقشة الأمور الأخرى تتلو ذلك".
وأضاف السفير حسام زكي أن موقف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي غاية في الإيجابية فيما يتعلق بالعلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية، مؤكدا أنه عكس مدى الحرص الموجود حول إقامة علاقات إيجابية وصحية مع المحيط العربي وتحديدا مع السعودية.
وأكد أن زيارته للبنان في حد ذاتها مبادرة لوضع الأزمة بين لبنان ودول الخليج على الطريق الصحيح والتواصل مع لبنان وقياداته لبحث سبل تجاوز هذه الأزمة.
وأوضح أن هناك فرصا يمكن من خلالها تجاوز الأزمة، مرحبا بكل جهد عربي يساهم في حلها، مشددا على أن الجامعة العربية ستدعم أي جهد للحل.
وعبر عن أمله في أن يكون لدى الجميع الحس الوطني الكافي لكي يتعامل مع الأزمة بما يليق بها.
وأشار السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إلى أن هناك اختلافات في وجهات النظر حول الأزمة، داعيا إلى التعامل مع الأزمة أولا، ثم بحث كيفية التعامل مع الإشكاليات الأخرى الموجودة في العلاقة بين لبنان ودول الخليج والسعودية.
وعلى صعيد متصل، دعت واشنطن الدول الخليجية لإعادة إحياء العلاقات مع لبنان، قائلة إن "الدولة المتعثرة بحاجة إلى دعم دولي"،وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في مؤتمر صحفي: "ندعو لترك القنوات الدبلوماسية مفتوحة مع لبنان. ولا بد من بدء حوار فعال مع بيروت"، مشددا على أنه يجب على لبنان العمل مع شركائه.