تختتم فعاليات قمة المناخ اليوم، وسط تفاؤل دولى كبير بنجاح المفاوضات ولا سيما مع الضغوط البريطانية على بعض الدول للتوافق مع العمل المتاخر والموافقة على نصوص الاتفاقيات خاصة الحد من الكربون، وعدم زيادة حرارة الأرض عن 1.5 درجة ، ولا سيما أن القمة المقبلة التى تستضيفها مصر فى شرم الشيخ ستكون قمة بالغة الأهمية ، وهو ما دفع مدير صندوق النقد والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أهداف التنمية الدكتور محمود محيى الذين وضع خارطة نجاح للقمة.
خلال الفعاليات تعهدت المملكة المتحدة اليوم بتقديم 27.5 مليون جنيه إسترليني من التمويل الجديد لبرنامج العمل المناخي الحضرى الجديد (UCAP) لدعم المدن التى تستهدف صافي الصفر، وذلك قبيل ختام فعاليات قمة المناخ بجلاسكو الاسكتلندية.
وبحسب الموقع الرسمى لقمة المناخ فإن البرنامج، الممول من خلال التمويل الدولي للمناخ، سيدعم المدن في جميع أنحاء إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لاتخاذ إجراءات مناخية وخلق مستقبل مستدام، من خلال مساعدتها على تنفيذ خطط عمل مناخية مبتكرة لتصبح محايدة للكربون بحلول عام 2050 وإعداد مشاريع بنية تحتية منخفضة الكربون ، تقليل الانبعاثات.
كما سيساعد UCAP المدن على تنفيذ مشاريع مثل أنظمة النقل العام منخفضة الانبعاثات ، وتوليد الطاقة المتجددة ، وإدارة النفايات المستدامة ، وقوانين المباني الذكية المناخية الجديدة ، والتخطيط لمخاطر المناخ. من خلال عرض ما هو ممكن ، يمكن لسلطات المدينة والسلطات الإقليمية أن تثبت للمدن الأخرى والحكومات الوطنية الفرص المتاحة لدفع العمل.
أشار الموقع إنه سيتم تقديم البرنامج بالشراكة مع C40 Cities Climate Leadership Group ، وهي شبكة عالمية من المدن تركز على العمل المناخي ، و GIZ ، وكالة التنمية الألمانية.
وسيبني برنامج UCAP على برنامج القيادة المناخية الرائد في المدن ، والذي دعم بنجاح المدن الكبرى في أمريكا اللاتينية وآسيا لتطوير خطط عمل مناخية طموحة تتماشى مع اتفاقية باريس ؛ بما في ذلك تطوير المسارات إلى صافي الصفر بحلول عام 2050 والالتزام بأهداف مؤقتة طموحة بحلول عام 2030 للحفاظ على 1.5 درجة في متناول اليد.
خارطة نجاح قمة مصر المقبلة تعتمد على 5 عوامل
فى ذات السياق ، شارك الدكتور محمود محيي الدين المدير التنفيذى لصندوق النقد والمبعوث الخاص لأمم المتحدة لتمويل أهداف التنمية المستدامة فى الجلسات الختامية بمؤتمر المناخ ، بعد مشاركة على مدار يومين في جلسة لوزارة التخطيط والتنمية والاقتصادية المصرية ثم كمتحدث رئيسي أمس في جلسة نظمتها وزارة التعاون الدولي.
وأشار محمود محيى الدين فى تصريحات له اليوم إن هناك شكل انفراجة فيما يمكن أن تسفر عنه الاجتماعات الجارية المقدر لها أن تنتهي اليوم بإعلان نتائج المفاوضات، لافتا إن هذا كله سيمهد الطريق نحو قمة المناخ في العام القادم و التي تم اعتماد مصر لرئاستها واستضافتها أمس.
وأضاف الدكتور محمود محيى الدين " إنه في تقديري أن مصر أمامها عمل كبير على أربع مستويات خلال الشهور القادمة للبناء على ما انتهت إليه مفاوضات جلاسجو"، موضحا أن المستوى العالمي فيما يتعلق بتنفيذ التزامات تخفيف الانبعاثات الضارة والتكيف مع تغيرات المناخ وإدارة التحول، ويقع ملف التمويل في مقدمة الأولويات ، والمستوى الاقليمي باعتبار أنها دورة افريقية فيجب البحث في المشروعات ذات العائد المشترك على القارة السمراء، بالتركيز على الاستثمار وليس الاقتراض من أجل تمويل المجالات الحيوية لتغير المناخ في إطاره تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إنه ثالثاً على المستوى الوطني بأن تتخذ الاستعدادات لاستضافة القمة في مصر كدفعة لبرامج وسياسات التنمية والإصلاحات الهيكلية وجذب الاستثمارات في مجالات رفع أداء رأس المال البشري و البنية الأساسية والتكنولوجية ومشروعات الاستدامة.
ورابعاً على المستوى المحلي من خلال المشاركة في تنفيذ مشروعات مبادرة حياة كريمة واستعراض تطورها وتجربتها المتميزة كأكبر مشروع لتوطين التنمية المستدامة على مستوى العالم حيث يستفيد منه بشكل مباشر حوالي ٦٠٪ من المواطنين يعيشون في أكثر من ٤٧٠٠ قرية في ريف مصر.