تعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لفرنسا، وحضوره مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا، ذات أهمية كبرى، خاصة مع المباحثات التي أجراها الرئيس السيسى مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما أن حضور الرئيس السيسى للمؤتمر، يؤكد أن مصر حريصة أن تكون ليبيا لأبنائها لتشهد استقرارا سياسيا وأمنيا.
في هذا السياق قال الكاتب الصحفى أكرم القصاص رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير انفراد، إن مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا الذى شارك فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم يعد استكمالا لمؤتمر برلين الذى عقد قبل عامين، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد خلال كلمته على رؤية الدولة المصرية التى تتمثل فى إخراج الميليشيات والمرتزقة، حيث أنه خلال الفترة الماضية اقتنعت العديد من دول العالم برؤية الدولة المصرية، لأن مصر حريصة أن تكون ليبيا لأبناء الشعب الليبيى، وأن يسيطر الشعب الليبى على ثرواته، ويتحقق الأمن بشكل كامل على كافة ربوعها، وأن تشهد مزيدا من الاستقرار السياسى والاقتصادى والأمنى.
وأضاف الكاتب الصحفى أكرم القصاص خلال مداخلة هاتفية لقناة إكسترا نيوز، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم حثت على دعوة أبناء الشعب الليبي إلى الاتحاد، وأن يكون هناك حرص ليبى ذاتى على الاستقرار، والوصول إلى حل سياسى، موضحا أن المؤتمر الذى يعقد برئاسة فرنسية إيطالية ونائب الرئيس الأمريكى ودول الجوار مهم ويبنى على جهود مصر، لأن استقرار ليبيا هو استقرار للمنطقة كلها، ومصر مفتاح كبير وقوة كبيرة للرهان عليها فى المنطقة.
وتابع الكاتب الصحفى أكرم القصاص: "البيان النهائى لمؤتمر باريس يهدف إلى تحقيق سياق سياسى مستمر وهناك أطراف تحاول عرقلة هذا الأمر.. وهناك تدخلات لمرتزقة ممثلة لأطراف خارجية يجب إخراجهم"، مشددا على أن مصر تلعب دورا مهما لتقريب وجهات النظر الليبية، ولديها اتصال مع كافة الأطراف الليبية بشكل مستمر، كما أن الدولة المصرية تحظى بثقة من كل الأطراف وتعمل بشكل جاد لتحقيق الأمن والاستقرار للدولة الليبية".
فيما قال محمد الجالى مدير تحرير انفراد، ومسئول ملف الرئاسة من باريس: "أجندة الرئيس عبد الفتاح السيسى كانت مزدحمة بالكثير من اللقاءات رغم أن الزيارة لم تستغرق وقتا طويلا، حيث حضر الرئيس السيسي باريس أمس الخميس، واستمرت اللقاءات حتى اليوم للمشاركة فى مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا، وكان هناك لقاءات مكثفة للرئيس السيسى، مع وزيرة الجيوش الفرنسية، وناقشا العلاقات العسكرية بين البلدين".
وأضاف خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز: "فرنسا شريك مهم لمصر فى مجال الجيوش، وأيضا كان هناك لقاءات مع وزير المالية والاقتصاد الفرنسى والذى أكد على رغبة الشركات الفرنسية فى الاستثمار بمصر، حيث أكد الرئيس السيسى على تذليل أى عقبات أمام الشركات الفرنسية، وكان هناك توافق، وتشارك فرنسا فى المشروعات القومية التى تقوم بها مصر من مشروعات تنموية وحتى المبادرات الرئاسية ومنها مبادرة حياة كريمة تشارك فيها فرنسا".
وتابع: "تعددت لقاءات الرئيس السيسى مع رئيسة وزراء تونس، وموقف مصر مما يحدث فى تونس معروف للجميع، وشدد الرئيس على دعم مصر للرئيس التونسى قيس سعيد والحكومة للوصول إلى رخاء الشعب التونسى الشقيق، وكان هناك لقاء مع رئيس المجلس الأوروبى والذى أشاد بالتطورات الاقتصادية والاستقرار لمصر، وأشاد بقيادة الرئيس السيسى الملهمة والحكيمة والتى أدت إلى هذا الرخاء الاقتصادى، وبالتالى الرئيس السيسى أكد على حرص مصر على التشاور مع المجلس الأوروبي، والعلاقات الوطيدة بين مصر والمجلس الأوروبى".
وأوضح: "كان هناك لقاء للرئيس السيسى والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بقصر الإليزية وأقام مأدبة غذاء للرئيس وكان هناك مباحثات شفافة ومهمة بين الرئيسين، وهناك توافق بين الدولتين فيما يتعلق بقضايا المنطقة والهجرة غير الشرعية وضرورة استقرار ليبيا وإجراء الانتخابات فى موعدها المحدد فى ديسمبر المقبل وخروج المرتزقة والمقاتلين الاجانب من الأراضى الليبية حتى ينعم الشعب الليبيى من استقرار سياسى واقتصادى ونمو".
وأكد : "الحاضرون من كل الأطراف المعنية حريصون على أن تنعم ليبيا بالاستقرار والأمن، وهناك البيان الختامى أكد بشدة على ما حذرت به مصر، وهناك بند لضرورة خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب وكذلك التشديد على الأطراف التى تريد عرقلة المسار السياسى فى الانتخابات القادمة، البيانات الصادرة من مجلس الأمن اكدت على ضوروة الاستقرار السياسى، وأن يتم معاقبة الأطراف التى تريد عرقلة المسار السياسى، والرئيس السيسى أكد أن الانتخابات هى التى تضع الاطار الرئيس فى وضع لبنة الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى، وتجبر الدول الطامعة فى الاقتصاد الليبيى أن تخرج بقوة، وبالتالى حرص مصر انجاح المؤتمر وتلبية الرئيس لدعوة ماكرون تؤكدا أن ليبيا فى قلب مصر وأنها دولة جوار قريبة جدا واستقرارها سيصب فى صالح المنطقة كلها وهذا ما تؤكده عليه مصر دائما".
وأكد العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لباريس مهمة للغاية، خاصة أن مؤتمر باريس للسلام يأتي في توقيت فارق، حيث يعد مؤتمرا تحضيريا لدعم العملية السياسية الليبية في وقت حرج جدا، وهو وقت الاستعدادات للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نهاية ديسمبر المقبل.
وأضاف مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في تصريحات لقناة إكسترا نيوز، أن اقتراب التاريخ بين منتدى باريس للسلام وعقد تلك الانتخابات رغم ما شابها من محاولات عرقلة سيكون دفعة قوية لاحترام هذه المواعيد الخاصة بالانتخابات الليبية.
ولفت مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إلى أن مخرجات مؤتمر باريس للسلام مهمة سيكون لها تأثير كبير على المشهد الليبى، موضحا أن وصول ليبيا إلى مرحلة الانتخابات ثم عبورها بدرجة من الشفافية والثقة وشرعية انعقاد الانتخابات لأنه أمر مهم للغاية لأن هذا ما سيبنى عليه العملية السياسية والمشهد السياسى في لييبى.