مبدع متميز فى كتابة القصة القصيرة والرواية يتحلى بالتواضع، صاحب مشروع ثقافى كبير، حيث دشن مسابقة للقصة القصيرة لعشقه لها، هو الكاتب الكويتىطالب الرفاعى، شخصية العام الثقافية لمعرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته الـ 40، وقد أجرى "انفراد" معه حوارًا حول المشهد الثقافى الحالى من حيث انتشار الرواية ومستقبل القصة وحركة الترجمة فى الوطن العربى والجوائز وأهميتها بالنسبة للكتاب..
إلى نص الحوار
ــ ذكرت أن الكاتب يعيش وحدتين الأولى خلال الكتابة والأخرى وقت القراءة.. هل سيأتى عليك يوم وتتسبب تلك الوحدة فى اعتزالك للكتابة؟
لا صعب أن أعتزل الكتابة، لأن ليس لدى إلا الكتابة، نعم تأخذنى إلى عزلة، وهناك عزلة مؤلمة وأخرى تذهب إليها برغبتك، وأنا سعيد بهذه العزلة، وأكون سعيدا عندما أقرأ، فهى أنهار مفتوحة على كل عطور العالم، ومن خلالها نتعرف على خبرات البشر وتجاربهم وتاريخهم.
ــ هل من الممكن أن يأتى وقت على الكاتب ويتوقف عن الكتابة؟
نعم أنا سأتوقف عن الكتابة عندما أشعر أنه ليس لدى أى جديد، وحينما انتهى من كتاب وأكتشف أن مستواه أقل من الكتاب الذى سبقه، لأن أهم شىء بالنسبة للكتاب أن يكون كتابه الجديد أفضل من كتبه القديمة، فحين أكتشف أننى عجزت عن تقديم شىء يفوق ما قدمته من قبل سأتوقف حينها، وهناك فترات كثيرة أعجز عن الكتابة ويحدث ذلك عندما تكون لدى فكرة ولم أستطع أن أكتبها.
ــ ما أكثر شىء يضر الكاتب؟
عندما كنت صغيرًا فى بداية كتاباتى كنت أستعجل النشر، لكن الآن لم أعد أستعجل النشر، ولا يوجد شىء مضر للكاتب بقدر هذا الاستعجال.
ــ هل هناك روايات كتبتها وعندما قمت بإعادة قراءتها وجد أنها دون المستوى؟
لست كاتبا غزير الإنتاج بالأساس، فمشوارى كله 8 روايات، لكن لدى أكثر من رواية اشتغلت عليها أكثر من عامين وعندما انتهيت من كتابتها اكتشف أنها ليست جيدة، وليست بالمستوى الذى يسمح بنشرها، فلا أنشرها، ولكن من الممكن أن أعود لها فى وقت ما وأجدد فيها، وهذا كثيرًا ما يحدث بالذات فى القصة القصيرة، وعن نفسى أكتب القصة القصيرة 10 مرات وبعد المرة العاشرة إذا لم أرها ناضجة وليس بها رسالة فلا أنشرها، فإذا لم تنشر شيئا سيئا فالكاتب فى الضفة الآمنة، وإذا نشر الكاتب شيئا سيئا، فإنه يدفع ثمن سقوطه.
ـــ ما الذى دفعك لتدشين جائزة للقصة القصيرة؟
أنا من عشاق القصة القصيرة حيث بدات مشوارى الأدبى قصاصًا، ولحضور الرواية عالميا بدأ الكل يكتب الرواية، ولازلت لها حضور، ولكن من الإخلاص وحبى للقصة أردت أن أكون مساعدًا فى تقديمها بشكل عصرى، فأطلقت جائزة للقصة من خلال ملتقى القصة القصيرة العربية بالكويت، ويتم تقديم سنويا 350 عملا للجائزة، وفى 1 يناير 2021 سيتم الإعلان عن دورتها الجديدة.
ــ كيف ترى حركة الترجمة فى الوطن العربى؟
الترجمة لها طريقان، الترجمة للعربية، وترجمة الكتاب العربى للغة الأجنبية، وحركة الترجمة إلى اللغة العربية هى حركة نشطة منذ قرابة منتصف القرن التاسع عشر، وأعتقد أن الإشكال فى ترجمة الأدب العربى، وهناك محاولات لذلك، ولكن حسب علمى ليست هناك مؤسسة عربية تخصصت بالنشر وأقامت صلة مع العالم فى أوروبا، ولذا هناك ترجمات بجهود شخصية فكتبى على سبيل المثال ترجمت إلى الأسبانية والصينية والتركية والإنجليزية والفرنسية والهندية وكل ذلك بجهودى وعلاقاتى الخاصة، فالترجمة فى حاجة إلى جهد منظم يراعى العلاقة مع الآخر.
ـ ما أهمية الجوائز للكاتب؟
الجوائز الكبيرة ساعدت على الدفع بأن تتسيد الرواية المشهد، فعندما ندرس الكتابة الإبداعية نقول إن الرواية تقدم عمرًا للقارئ، بسبب تغير العصر والتطور الذى نعيش به، والإنسان يريد أن يعيش مغامرات لهذا يذهب إلى الرواية، وأنا مع أى جائزة عربية تقدم للكتاب العربى نوعا من التقدير، فالكاتب العربى مظلوم، ومحتاج لمن يقف إلى جانبه.
ــ هل كانت تربطك علاقات مع الكتاب المصريين؟
لقد كنت من سعداء الحظ بصداقتي مع عدد كبير من أعلام الإبداع فى جميع الوطن العربى، فكنت صديقا للروائى جمال الغيطانى، والشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، رحمهما الله، كما تربطنى صداقة قوية بالروائى الكبير صنع الله إبراهيم".