ذهبت إلى الوحدة الصحية ومعها ابنها الرضيع لكى تضع وسيلة لمنع الحمل بعد إنجابها للطفل "أحمد المعجزة"، ولكن حدثت صدفة غيرت مسار حياتها بالكامل فالأطباء اكتشفوا أن رضيعها لا يرى ولا يستجيب لأى إشارات منهم.. هنا توقفت الحياة فجأة في نظرها وأصيبت باكتئاب وحالة شديدة من البكاء المستمر على نجلها.
رحلة كفاح طويلة اقتربت من الـ20 عاما مع الشيخ أحمد محروس أو الشيخ المعجزة الذى تحول إلى أيقونة ملهمة ونموذج يحتذى به بين العائلات هناك، وكذلك القرى المجاورة، حيث ذاع صيته بعد أن خطب في شهر رمضان الكريم وقرأ القرآن وأبكى الجميع، ليس هذا فحسب بل أن الشيخ أحمد يأتى إليه محبيه من كافة القرى والنجوع.
أتم حفظ القرآن الكريم في عام ونصف فقط وحصل على المركز الأول على مستوى الجيزة، وتقول والدته والدموع تنهمر منها، "ابنى ده ربنا كرمنى بيه وجبرنى فيه، لأنه أتولد بمرض اسمه العظام الزجاجية وده يخليه معرض للكسر في أى وقت من أقل خبطة، ودوخت بيه على كل الدكاترة والاستشاريين وكلهم قالولى مفيش أمل".
وفى الآونة الأخيرة انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعى كالنار في الهشيم لأب يحمل ابنه على كتفه ويمشى به في الشارع وأحدثت ضجة كبيرة جدا بين المواطنين وسعادة بالغة بالأب والابن، فالأسرة البسطة لم تتوقع ذات يوم ذيوع صيته على نحو كهذا.
وتروى الأم حكاية ابنها قائلة، "ابنى على طول قاعد في الأوضة اللى جنب مدخل البيت ديه وفى إيده على طول المصحف الشريف بيقرأ فيه وبيتعلم، ابنى مش بيحفظ بس ابنى بيفهم اللى بيحفظه، ومبيخرجش من الأوضة ديه إلا على النوم، مش بس كده هو كمان بيحفظ أطفال القرية القرآن الكريم وبيجيله كمان ناس كبار في السن بيحفظهم".
وتابعت، "ابنى يأبى حياة الظلام، وأشعر دائما أنه يرى ويتحرك في الشقة على هذا الأساس، سنوات مرت في رحلة طويلة من الفحص والتشخيص لإيجاد حل لكى يرى النور، فقد كانت لحظات مؤلمة لنا جميعا وهو يتعلم المشى خاصة أن الوقعة الواحدة تكفى لتكسير عظمه لأن آلامها مبرحة".
واستكملت، "مفيش أمل، كلمة قلهالى استشارى كبير كان جاى من أمريكا، وهنا فقدت الأمل نهائيا في علاج ابنى وأنه يشوف النور بعد ما قالى أنه عنده ضمور في الشبكية وملوش علاج هنا ولا بره مصر، هنا انهرت في البكاء وذكرت الله عز وجل وقلت الحمد لله على كل شيء".
واستطرد والد الشيخ أحمد محروس، "بدات أشيل ابنى على كتفى وهفضل أشيله العمر كله طول ما أنا عايش، ومن وقتها وقولت ابنى لازم يدخل الأزهر الشريف ويحفظ القرآن وحطناه على أول الطريق بس، وهو كمل كل حاجة لوحده بفضل الله، وبقيت أنا رجله وأخوه عنيه لأن أخوه اللى بيوديه المدرسة يوميا ومش سايبه نهائي".
ويقول الشيخ أحمد محروس، كنت أتعرض للتنمر والتجاهل فى الكتاتيب، والفصول الدراسية من الطلبة، ووصل هذا الأمر إلى شيخ المعهد، الذى أمر باستدعائى فورا إلى مكتبه وبمجرد أن رأنى قام باحتضانى وأبشرنى بمستقبل مشرق على خطى الدكتور طه حسين، كما أنه حذر التلاميذ فى طابور الصباح علانيا من التمدر علىَّ أو مضايقتى".