احتفل الشعب المصرى والقوات المسلحة المصرية بذكر نصر العاشر من رمضان، ومع الاحتفال بالذكرى 43 للعبور العظيم فى حرب العاشر من رمضان، نعرض لقاء نادر للمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربى، فى برنامج "واجه الصحافة" الذى عرض عام 1982.
وعرض البرنامج فى الذكرى التاسعة للنظر العظيم، بحضور مكرم محمد أحمد، رئيس مجلس إدارة دار الهلال، وصلاح منتصر مدير تحرير الأهرام، وحمدى فؤاد المحرر الدبلوماسى للأهرام.
الشعب والقوات المسلحة كانا يشعران بحسرة وألم لما حدث فى 1967
قال أبو غزالة، إن العودة للحديث عن حرب 67 فيه شىء من الألم، وكنا نسميها نكسة 67، وكانت حرب أكتوبر نتاج لنكسة 67، لأن الشعب والقوات المسلحة كانا يشعران بحسرة وألم لما حدث، أى دولة فى الدنيا كانت تُهزم تحتاج لدورة تاريخية كاملة عشان تعود لتقف وتناضل وتقاتل وتنتصر.
وأضاف أبو غزالة، الشعب المصرى والقوات المسلحة كسرا هذه القاعدة، وفى خلال 6 سنوات التى لا تمثل صورة أو بأخرى أى نوع من الدورات التاريخية نجحنا فى أن نقف ونقاتل وننتصر، مؤكدا وجود فرق كبير جدا بين 67 و73، حيث إنه فى 67 كان لا يوجد هدف سياسى واضح.
وتابع أبو غزالة، القوات حشدت فى سيناء لا للحرب وإنما لمظاهرة عسكرية، كان ممكن التعبير عن القوات المسلحة فى هذا الوقت بأنها كانت جسدا بلا رأس ولا عقل يفكر ويضع، وكان هناك مفهوم خاطئ عرض فى وسائل الإعلام والنشرات الإخبارية بأن القوات المسلحة فى 67 كان متفوقة عسكريا، وتمتلك الأسلحة المميزة، لكنها كانت حقيقة كاذبة ولا أساس لها من الصحة، موضحا أن المقارنة العسكرية فى 67 كانت لصالح إسرائيل فى كل شئ، وبناء عليه كان لا يوجد أى نية صادقة للقتال، لكنها كانت عبارة عن مظاهرة ومقامرة سياسية، ولم يكن واضحا فيها وضوح الهدف السياسى، مؤكدا أن القوات اللى ذهبت إلى سيناء كانت لا تعرف دورها سواء بالهجوم أو الدفاع، حيث كان الهدف الاستراتيجى غير واضح المعالم.
القوات المسلحة سعت لمحو عار 67 واسترداد الأرض المغتصبة
أشار أبو غزالة، بعد النكسة كانت هناك حسرة فى النفوس، وكان كل رجل فى القوات المسلحة يسعى جاهدا لمحو هذا العار واسترداد الأرض المغتصبة التى فقدنا فيها سيناء خلال 6 أيام، وبدأ الإعداد جيدا تم من خلاله اختيار واضح للقادة، والتدريب الجيد والشاق ووضع هدف سياسى واضخ، ثم وضع هدف استراتيجى واضح للقوات المسلحة، والمهمة الاستراتيجية التى كلفت بها القوات المسلحة كانت مهمة واضحة المعالم وكانت امتداد بصورة مشرفة لذلك كان النصر.
وأوضح أبو غزالة، لا يمكن أبدا من هزيمة منكرة أن تقفز فجأة لنصر مؤزر أو عمل بارز مثل حرب أكتوبر، لابد أن تطورات فى التدريب ورفع الروح المعنوية للجنود من خلال حرب الاستنزاف أو عمليات العبور المحدودة.
وقال أبو غزالة إن أهم الإعجازات التى حققتها القوات المسلحة فى 6 أكتوبر، هو الاقتحام للمانع المائى والخط الدفاعى الرهيب الذى أنشأته إسرائيل على شاطئ القنال، مع عبور حاجز الخوف نفسه، لأننا فى 67 تعرضنا لضربة جوية وكانت مؤثرة ودمرت القوات الجوية على الأرض، وبدأت القوات المسلحة تفقد اتزانها فكان فى لا نزاع موجود فى داخل نفوس القادة والضباط أن القوات الجوية لها تأثير معين، فكان هناك شيئ من التحسب لتأثير القوات الجوية الإسرائيلية.
اقتحام النقاط الحصينة للقناة وخط بارليف والخداع الاستراتيجى أبرز إعجازات النصر العظيم
وتابع أبو غزالة، إعجاز القناة واقتحامها بكل ما بها من خصائص غير طبيعية لمانع مائى والتغلب على الساتر الترابى الرهيب والنقط الحصينة القوية والوصول إلى 15 كيلو فى 6 ساعات، كان إعجاز مازال العالم يتحدث عنه حتى الآن.
وأوضح أبو غزالة، أيضا كان هناك إعجاز إخفاء العملية الاستراتيجية والخداع الذى تم، لدرجة أن إسرائيل لم تدرك أن الهجوم بدأ إلا بعد الجنود عندما نزلت المياه وبدأ التمهيد النيرانى والضربة الجوية.
وتابع أبو غزالة، دورنا هو حفظ الأمن القومى المصرى، ومنع العدوان على مصر، ومنع حتى من يفكر فقط فى العدوان، وإذا حدث هذا العنوان سندمره بكل قوة.