من الصعود إلى الهبوط، تكمن قصة الإنجاب والزواج فى إيران، ذو المساحة الشاسعة التى تبلغ أكثر من1 مليون و648 كم2، واليوم وجد المسئولون سكان البلاد وسط هذه المساحة التى تميزها بمعدل كثافة سكانية منخفضة، وزاد عدد المسنيين وانخفاض نسبة النمو والتنمية الاقتصادية، لم يحدث ذلك بين يوما وليلة بل تسببت القوانين الحكومية التى تم تطبيقها بصرامة فى خفض أعداد السكان.
وتعود قصة الإنجاب إلى ما قبل الثورة، فإبان قيام ثورة إيران أى فى 1979، بلغ تعداد السكان 37 مليون نسمة، وقبل ذلك كان تنظيم الأسرة هو القاعدة المتبعة. وبعد أن تغيير الحكم وسقطت الملكية وتأسست الجمهورية، رفضت السلطات قانون تنظيم الأسرة باعتباره مخالفا لتعاليم الدين الإسلامى، كما أن ذلك يخالف أيضا طموحات إيران فى دولة قوية غزيرة بالسكان ومهيمنة.
فى الـ 40 سنة الماضية، تضاعف عدد سكان إيران إلى 84 مليون نسمة. وفى شهر ديسمبر من عام 1988 بدأت الحكومة فى تطبيق برنامج حديث يروج لتنظيم الأسرة متناغم تماما مع تعاليم الدين الإسلامى. وضع البرنامج معدل 3 أطفال للأسرة الواحدة. كما شجعت الحكومة توزيع وسائل منع الحمل، وقدمت خدمات مجانية لعمليات تعقيم الذكور والإناث وأتاحت الاستشارات بذلك الشأن فى جميع أنحاء البلاد.
وفى عام 1989 وبعد انتهاء الحرب بين إيران والعراق اعتمدت السلطات الإيرانية سياسة تحديد النسل، وأطلقت شعار "الحياة الأفضل فى ظل مواليد أقل". ونجحت الخطة بالفعل، فبحلول عام 2010 انخفض معدل الإنجاب للسيدة الواحدة من 5.1 إلى 1.7، وهو ما استمر حتى يومنا هذا.
ومع انخفاض معدل المواليد زادت شيخوخة المجتمع، واعترف المسئولين بخطئهم، وكان دائما المرشد الأعلى ينتقد انخفاض الانجاب، متحدثا عن 150 مليون نسمة كرقم يرجى الوصول إليه. وفى عام 2012، قطع على خامنئى تمويل برامج التوعية بتنظيم الأسرة وخدمات منع الحمل معلنا بعد عامين، زيادة معدلات الإنجاب فى البلاد كـ”هدف استراتيجى” قومى.
وأدت سياسات الزيادة السكانية إلى وصول نسبة عدد السكان إلى الضعف خلال فترة تتراوح بين أواخر السبعينات وأواخر التسعينات، وقفزت من 37 مليون إلى 75 مليون نسمة.
وفى عام 2014 صادق البرلمان الإيرانى على مشروع فورى لزيادة نسبة إنجاب الأطفال، والحيلولة دون انخفاض معدل نمو السكان فى البلاد.
اجراءات حكومية للتشجع على الزواج والانجاب
تم تقديم مجموعة خطوات تشجع الأسر على الإنجاب ” تتضمن تمديد فترة إجازة الأمومة لـ 9 أشهر. كما للمرأة الحامل الحق فى الحصول على إجازة مرضية لدى الحاجة مقابل تقديم شهادة طبية، فضلا عن تقديم تسهيلات للحصول على قروض ووظائف للأسر التى لديها أطفال.
كما تم إطلاق أول تطبيق زواج مرخص فى إيران، تابع لمؤسسة تبيان التابعة للحوزة الدينية، تطبيق الشريك فى إطار سياسة التشجيع على الزواج والإنجاب التى تبنتها ايران على خلفية تقارير رسمية تؤكد عزوف الشباب الإيرانى عن الزواج بشكل كبير.
وشهدت معدلات الإنجاب السنوية خلال الأعوام الأخيرة انخفاضا مستمرا، وفقا لصحيفة طهران تايمز الإيرانية. وسجلت الفترة ما بين مارس 2016 ومارس 2017 ولادة 1.48 مليون طفل، بينما شهد العالم التالى إنجاب 1.36 مليون طفل، ليصل الرقم لاحقا إلى 1.2 مليون طفل، الأمر الذى يعنى انخفاضا ثابتا بمعدل 100 ألف طفل سنويا.
أرقام واحصاءات
وبحسب مركز الإحصاء الإيرانى، فقد بلغ عدد الأطفال المولودين فى ربيع هذا عام 2021 269748، وهو أقل بمقدار 10816 عن العام الماضى. وقد بلغ عدد المواليد الإناث ربيع هذا العام 130715 مولودًا بينما كان عدد الذكور 139033 مولودًا.
وفى الربيع الماضى أيضًا، انخفض عدد المواليد بنحو 19 ألفًا مقارنة بالعام الذى سبقه؛ وفى ربيع عام 2019، بلغ عدد المواليد 299389 مولوداً، أى بانخفاض قدره 18825 عن العام الذى سبقه.