يحتفل لبنان بالذكرى 78 للاستقلال غدا، وبهذه المناسبة يلقى الرئيس اللبنانى ميشال عون كلمة للشعب اللبنانى مساء اليوم، ربما تحمل إجابات لما يدور بأذهان اللبنانيين من تساؤلات حول مستقبل الأوضاع التى ازدادت صعوبة بالآونة الأخيرة .
وبهذه المناسبة تلقى الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون عددا من برقيات التهنئة بمناسبة الذكرى الـ78 لاستقلال لبنان، من ملوك ورؤساء عدد من دول العالم، أبرزها من ملكة بريطانيا اليزابت الثانية، وملك إسبانيا فيليبي السادس، وملك المغرب محمد السادس، وفق بيان لرئاسة لبنان .
الملكة إليزابيث توجه رسالة
وجهت الملكة إليزابت برقية تهنئة بالاستقلال لرئيس الجمهورية ميشال عون، وقالت فيها: يطيب لي لمناسبة احتفال الجمهورية اللبنانية بعيد الاستقلال، أن أتوجه اليكم، ومن خلالكم الى الشعب اللبناني بأحّر التهاني، وارجو، بعد مرور سنة من الصعاب، ان نعمل معا من أجل تحقيق تقدم مطرد يساهم في بلوغ أيام افضل في المستقبل.
وجاء في برقية ملك إسبانيا: "بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني، أتقدم من فخامتكم بأحر التهاني القلبيةمن قبلي ومن قبل الحكومة الاسبانية والشعب الأسباني".
ملك المغرب: نواصل العمل مع لبنان
أما ملك المغرب الملك محمد السادس فقال: "يطيب لي أن أجدد لفخامتكم مدى تقديري لأواصر الأخوة والتضامن التي تجمع بين بلدينا، مؤكدا لكم إصراري على مواصلة العمل سويا من أجل إثراء علاقتنا الثنائية والرقي بها الى مستوى تطلعات شعبينا الشقيقين.
كما تلقى عون تهنئة من رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي، والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريللا، ورئيسة الجمهورية اليونانية كترينا ساكيلاروبولو، ورئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، ورئيس جمهورية المانيا الاتحادية فرانك-فالتر شتاينماير.
وجاء في برقية الرئيس الأيطالي: "في هذا الوقت البالغ الصعوبة، والذي زاد من مضاعفاته تفشي جائحة كورونا، يطيب لي ان اجدد لكم دعم إيطاليا لأستقرار لبنان وسلامته، كما أثبتت ذلك بلادنا بشكل متواصل، لا سيما من خلال مشاركتها في قوات "اليونيفيل" في الجنوب. ونحن نأمل ان تضطلع الحكومة الجديدة بمهمة القيام بالإصلاحات الضرورية من اجل إعادة النهوض بالاقتصاد بما يتلاءم مع تطلعات الشعب اللبناني."
وجاء في برقية الرئيس الصيني : "شهدت العلاقات الصينية - اللبنانية تطورا مطردا في السنوات الأخيرة. ونحن نحتفل بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ولبنان. وإنني أولي اهتماما بالغا لتطوير العلاقات الصينية-اللبنانية، ومستعد لبذل جهود مشتركة مع فخامتكم من اجل دفع علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين لتحقيق مزيد من التطور، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين.
كلمة بطريرك لبنان
ووجه البطريرك المارونى بلبنان الكاردينال مار بشارة بطرس الراعى بمناسبة عيد الاستقلال الثامن والسبعين غدا الدعوة إياها للشعب اللبنانى، وللمسؤولين السياسيين، وللذين ما زال ولاؤهم لغير الوطن، وللذين يعرقلون سير المؤسسات الدستورية، واستقلالية القضاء، وفصل السلطات، ويخرقون السيادة والوحدة الوطنية: انهضوا واشهدوا بصون الاستقلال وتعزيزه. انهضوا واشهدوا بإخراج الشعب من عذابه وذله، وبإعادته إلى سابق البحبوحة والفرح والعزة. انهضوا واشهدوا بالعيش فى كنف الدولة ودستورها وميثاقها واستقلالها، والتحرر من المشاريع الطائفية والمذهبية. انهضوا واشهدوا لتلك الأيام المجيدة حين اتحد المسيحيون والمسلمون وأعلنوا استقلال دولة لبنان بعد ثلاثة وعشرين سنة على تأسيسها. انهضوا واشهدوا لفجر لبنان الذى كان أول دولة تتوحد وتوحد وتستقل وتحترم فى الشرق". وفق الوكالة الوطنية لإعلام لبنان.
وقال الراعى: "الاستقلال يشكو اليوم من وجود لبنانيين غير مستقلين. واللبنانيون يشكون من وجود مسؤولين وقادة وأحزاب غير استقلاليين. لا يتعايش الاستقلال مع ولاء فئات من الشعب لوطن آخر، ولا مع ضعف الدولة أمام الخارجين عنها وعليها. لا يتعايش الاستقلال مع حكم لا يوفر لشعبه الحياة الكريمة والرفاه والعمل والعلم والعدالة والضمانات الصحية والاجتماعية. لا يتعايش الاستقلال فى وطن تحول ساحة صراعات لجميعِ مشاكل الشرق الأوسط والعالم. لا يتعايش الاستقلال فى مجتمع زادت فيه الفروقات الثقافية والحضارية وتباعدت أنماط الحياة فتركت انطباعا أن هذا المجتمع صار مجتمعات متنافرة. حبذا لو يؤمن المسؤولون، واللبنانيون عموما، فى ذكرى الاستقلال، أن وجود لبنان هو أساسا مشروع استقلالى وسيادى وحيادى فى هذا الشرق. حبذا لو يدركون أن ضعف وحدة لبنان ناتج من ضعف استقلاله. وبالتالى أن بداية الإنقاذ تبدأ باستعادة استقلال لبنان وترسيخِ حياده الإيجابى الناشط فى كل ما يختص بالسلام وحقوق الإنسان والحوار السياسى والثقافى والدينى والاستقرار فى بيئته العربية".
وختم الراعي: "إذا كانت جميع القوى السياسية قبلت بسياسة عدم الانحياز والنأى بالنفس الواردتين فى البيانات الوزارية منذ الاستقلال إلى اليوم، فلماذا لا تلتزم بها وتطبقها؟ وإذا كانت هذه القوى آمنت جديا بسياسة عدم الانحياز والنأى بالنفس، فلماذا لا تعتمد نظام الحياد الإيجابى لضمانِ استقلال لبنان واستقرارِ فى إطار دستورى ثابت. فى هذا السياقِ ننتظر أن تبادر الشرعية اللبنانية إلى اعتماده وطرحه رسميا على المرجعيات الدولية