تجسد فيلم "نحن لا نزرع الشوك" للكاتب الكبير يوسف السباعى الذى دارت أحداثه حول معاناة "سيدة" من سوء معاملة زوجة أبيها التى كانت تجبرها وهى طفلة على القيام بكافة أعمال المنزل دون رحمة - فى منطقة كرداسة مع بعض الاختلافات، حيث غياب الرحمة من قلب رجل دفعه إلى قتل ابنته التى لم تتخطى العقد الثانى من عمرها لأن زوجته أوهمته بسوء سلوكها.
"نورهان" البالغة من العمر 13 ربيعا قيدها والدها "أسامة.ا" بسلاسل حديدية وتعدى عليها بالضرب المبرح ثم ضربها بقطعة حديد على رأسها حتى لفظت انفاسها الأخيرة ارضاءً لزوجته التى دائما ما كانت تشكوها له على أنها تعاملها معاملة سيئة وما أن علمت "حنان .ف" 27 عاما والدة "نورهان" بخبر موتها حتى أسرعت إلى مركز شرطة كرداسه، واتهمت مطلقها بالتسبب فى وفاة ابنتهما.
تلقى اللواء خالد شلبى، مدير مباحث الجيزة إخطارا من الرائد محمد الصغير رئيس مباحث مركز شرطة كرداسة ومعاونه الرائد أحمد عاطف، يتهم "أسامة.ن 35 سنة عامل، بقتل ابنته"نورهان" 13 سنة بسبب سوء سلوكها.
انتقلت قوة من رجال المباحث إلى مسرح الجريمة بعدما أخطرت النيابة التى أمرت بنقل الجثة على المشرحة وفى وقت لاحق ألقت القوة القبض على المتهم وحررت له المحضر اللازم وأحالته إلى النيابة فأمرت بعد التحقيق معه بحبسه احتياطيا على ذمة التحقيق.
وفى التحقيقات قال المتهم "أسامة.ن": تزوجت جارتى منذ 15 عاماً، بعد قصة حب جمعتنا.. حاربت من أجلها حتى تكون لى، كنت أعمل 24 ساعة، حتى أوفر متطلبات الارتباط وبالفعل تزوجنا بعد إقامة حفل كبير فى منطقة كرداسة، ولم تمضى شهور حتى أخبرتنى زوجتى بأنها حامل وشعرت بقمة السعادة لأنى سأصبح أب.
وأضاف المتهم: "خلال فترة الحمل كنت أقضى كل شئ لزوجتى، ولم أبخل عليها بشئ حتى تبدو سعيدة ، وعندما قدمت ابنتى للحياة كنت سعيدا جدا ، وبعد مرور 10 سنوات من زواجنا حدث خلاف بينى وزوجتى ودخل الشيطان بيننا، وكثرت المشاكل وطلقتها وتمسكت بأن تعيش معى ابنتى، واغريتها بالفلوس ووعدتها برغد العيش فوافقت على أن تقيم معى ولمدة عامين فشلت مطلقتى فى استردادها لأن ابنتى رفضت".
واستطرد المتهم :بعد فترة فكرت فى الزواج مرة أخرى، حتى أجد من يساعدنى أنا وابنتى فى تلبية متطلباتنا وبالفعل تزوجت واشترطت على زوجتى بأن تعيش معنا طفلتى فوافقت ولأن مراتى التانية "حلوة" كنت أصدق كل ما تقول، ومن ضمن ما تقول عندما أعود من العمل "بنتك عملت حاجات مش كويسة فأضربها عشان أعلمها الأدب".
وأكد المتهم فى اعترافاته أمام النيابة: "زوجتى كانت بتشغل بنتى فى البيت، وكنت أقول مش مشكله عشان تعلمها لأنه سيأتى يوما وتتزوج وتعول أسرة، وكانت بنتى بتشتكى منها لكن كنت باجى مع مراتى علطول لانى عارف دلع البنات اليومين دول، وفى مرة بنتى هربت وراحت عند امها، فروحت جبتها وأديتها علقة علشان متسبش البيت تانى.
وتابع :"كانت زوجتى دايما تشكى لى ابنتى وتتهما بأنها تتحدث معها بطريقه غير لائقة ولا تسمع كلامها ، وأنا كنت اعقابها وأتعدى عليها بالضرب واعاملها معامله سيئه دون وعى، واحيانا أقيدها بالسلاسل الحديديه وأتركها بدون طعام او شراب، ولذا كانت كثيرا تترك المنزل فترة وتعود مره أخرى" .
وفى يوم الواقعة قال المتهم :رجعت من الشغل، فقالت لى زوجتى أن ابنتى خارج المنزل منذ يومين وماشيه فى الحرام، وظلت زوجتى تحرضنى عليها وعندما دخلت البيت ضربتها بعنف وأنا مش حاسس، وانا بأضربها قالت لى أنا هسيب البيت ومش هتعرف مكانى تانى، فضربتها بحديده على رأسها حتى فارقت الحياة، واكتشفت بعد موتها أن مراتى كانت تكذب حتى أطفش ابنتى من البيت.. أنا أستحق الإعدام ومعرفتش قيمة الضنا غير بعد ما ماتت".
وأكدت تحريات الرائد محمد الصغير رئيس مباحث مركز شرطة كرداسة أن زوجة المتهم الثانية غير متورطة فى مقتل ابنته.