تحل اليوم الذكرى الرابعة على الحادث الإرهابى، الذى وقع بمسجد الروضة فى شمال سيناء، إذ استهدف مسلحون المسجد الذى يقع على بعد 50 كم من مدينة العريش و40 كم عن مدينة بئر العبد، وأسفر الحادث عن استشهاد 305 مواطنا من الأهالى إلى جانب 128 مصابا، في واقعة إرهابية بشعة، استهدف فيها الإرهاب الأسود مواطنين أبرياء.
وتعود أحداث الواقعة إلى نهار يوم الجمعة الموافق 24 نوفمبر عام 2017 ، وتحديدا فى الساعة الثانية عشر، حيث قام مجموعة من المسلحين بالهجوم على مسجد الروضة في العريش، وذلك أثناء قيام حوالي 400 مصل بأداء الصلاة.
البداية كانت بانفجار عبوتين ناسفتين داخل المسجد، ثم استهدفت المجموعة الإرهابية بعد ذلك المصلين من خلال قذائف صاروخية من نوع آر بي جي، وعندما فر باقي المصلين خارج المسجد قامت الجماعة المسلحة باستهدافهم مجددا، لكن هذه المرة باستخدم رشاشات وبنادق آلية.
وفى هذا اليوم، وصل عدد الشهداء من المصليين إلى 305 ، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، ليس ذلك فحسب بل عمد منفذو الهجوم على استهداف سيارات الإسعاف التي كانت تنقل المصابين.
وعقب الحادث مباشرة أعلنت رئاسة الجمهورية، حالة الحداد 3 أيام على شهداء الحادث الإرهابي وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي اجتماعا طارئا باللجنة الأمنية المصغرة لبحث تداعيات الحادث وتضم اللجنة وزيري الدفاع والداخلية ورئيس المخابرات العامة ورئيس المخابرات الحربية.
وفي نفس اليوم، ألقى الرئيس السيسي كلمة هامة، أكد فيها أن مصر تواجه الإرهاب بالنيابة عن المنطقة والعالم بأكمله، وأشار إلى أن القوات المسلحة والشرطة المدنية ستثأران للشهداء، وتعيدان الأمن والاستقرار.
كما قررت الحكومة صرف تعويض مادي قدره 200 ألف جنيه لأسرة كل شهيد، و50 ألف جنيه لكل مصاب، في نفس الوقت أعلنت عن عزمها إنشاء نُصب تذكاري عملاق بقرية الروضة بشمال سيناء تخليداً لذكرى شهداء حادث مسجد الروضة الإرهابي.
وتوالت الإدانات المنددة بهذا الحادث الدموى من مختلف فئات المجتمع وكذلك دول العالم وكان على رأس المنددين بالحادث آنذاك كل من شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية وبابا الكنسية القبطية المصرية الأرثوذكسية.
ونقل تلفزيون "انفراد" من قرية الروضة شهادة الشيخ محمد رزيق إمام وخطيب مسجد الروضة بشمال سيناء، عن حادث مسجد الروضة الإرهابى، الذى تحل اليوم ذكراه الرابعة.
وقال الشيخ محمد رزيق لـ "انفراد"، أنه بعد نجاته من الحادث وتعافيه من إصابته لا يزال على رأس عمله فى المسجد، الذى تقام فيه كل الشعائر بشكل طبيعى، ولم يتحقق لمن أرادو خرابه منالهم، وأصبح من جديد عامرا بالمصلين من أهل المكان والزائرين، كما كان قبل الحادث.
وأضاف أنه فى هذا اليوم لا ينسى الحادث، عندما صعد على المنبر وألقى السلام وشرع فى مقدمة خطبته، وكان وقتها مناسبة المولد وخطبته بعنوان "محمد رسول الانسانية"، وشاهد من بعيد مجموعة تتقدم نحو المسجد، ويطلقون النار وأصوات صراخ، وما هى إلا لحظات حتى دخلوا المحراب وأطلقوا النار على المصلين، وكان هذا بالتقريب خلال الـ3 دقائق الأولى من الخطبة، فبادر إلى اتخاذ ركن بجانب المنبر مكان وجلس ينطق الشهادتين، بالتزامن مع حالة من الصراخ والعويل، وحركة من يسعون للفرار من الموت، بالتزاحم على الشبابيك .
وتابع أنه بعد أن هدأ الموقف فوجئ انه مصاب بطلق نارى بالركبة ويتمدد بين مئات بينهم من فارقته روحه ومن يتألم من حوله والدماء تسيل فى كل مكان، مؤكدا انه لم يستطع المشى ونقل مع الجرحى حيث تتابعت مراحل علاجه حتى شفى من اصابته تماما، ولاينسى فى هذا اليوم مشهد الشيخ الضرير الذى استشهد والشاب القعيد الذى ترك كرسيه المتحرك لشهور ينتظره بعد الحادث على باب المسجد.
وقال أنه لاينسى الشيخ فتحى الطنانى مؤذن المسجد الذى أعطاه قبل صلاة الجمعة 100 جنيه، وقال له سلم 50 جنيها منها، لرجل فى محافظة الشرقية قام بإصلاح ميكروفونات المسجد، وتبقى له هذا المبلغ، ويخشى ان يموت وهو دين فى رقبته، وكأنه يعلم أنها النهاية.