لكل طائرة صندوقان أسودان، أو مسجلين للبيانات الأول خاص بالمعطيات الفيزيائية ومنها عوامل السرعة والضغط واتجاهات الطائرة وارتفاعها، أما مسجل بيانات قمرة القيادة وهو خاص بتسجيل المحادثات التى دارت بين قائد الطائرة ومساعده اضافة الى مادار من محادثات مع أبراج المراقبة.
الكثير يعتقد أن مسجل البيانات لونه أسود لكنه خطأ شائع حيث انهما باللون البرتقالى ولكن تم اطلاق الاسم نظرا لأنهما يحملان تسجيلا لأسباب كوارث جوية وحوادث يذهب ضحيتها مئات الأفراد ولذلك اطلق عليهما الصندوقين الأسودين.
تصنع مسجلات فى قوالب من مادة التيتانيوم، وتتحمل درجة حرارة تفوق 1000 درجة مئوية وضغطا قويا يعادل ضغط المياه على عمق 20000 قدم تحت البحر ، وتتكون قطع التسجيل عادة من مادة عازلة تحميها من التعرض من مسح المعلومات المسجلة عليها وكذلك من العطب والتآكل من جراء مياه البحر لمدة 30 يوما.
الصندوقان مجهٌزان ببث صوت يندلع إذا ما غاصت الصناديق في الماء وبث إشعارا فوق الصوتي للمساعدة على العثور عليهم. يبث هذا الإشعار على ذبذبة 37,5 كيلوهرتز ويمكن التقاطة في عمق يبلغ 3500 متر (14000 قدم).
وتعود قصة ابتكار الصندوق الأسود إلى الخمسينات من القرن الماضى حيث كانت حوادث الطائرات مبهمة وغير ومعروفة وهو ما دفع ديفيد وارن، لصنع جهاز لتسجيل تفاصيل رحلات الطيران، ولكنه لم يلقى استحسان قائدى الطائرات فى ذلك الوقت حيث اعتبروه اداة تجسس عليهم، ثم أصبح الزاميا فى عام 1960 على جميع الطائرات والشركات المصنعة على ضرورة وجود صندوقين اسودين على متن كل طائرة.