تعاود زراعات القطن المصرى طويل التيلة زيادتها مجددا بعد تراجع دام نحو 15 سنة، حيث ارتفعت المساحة المنزرعة، إلى نحو نصف مليون فدان، إضافة إلى زراعة 50 ألف فدان من الأقطان قصيرة التيلة شرق العوينات بعد نجاح تجربة زراعته، نتيجة ارتفاع الطلب على الأقطان الموسم الجارى، وبلوغ سعر القنطار لأكثر من 5500 جنيه لقطن الوجه البحرى لأول مرة فى التاريخ، مدفوعا بزيادة الطلب العالمى، وتراجع إنتاجية أقطان شرق آسيا، وكذلك ارتفاع سعر قطن البيما الأمريكى.
ولاول مرة أيضا، يصل سعر قنطار القطن فى وجه قبلى أكثر من 3800 جنيه، فيما قارب 6 آلاف جنيه لوجه بحرى، وذلك عبر تطبيق الآلية الجديدة التى تطبق على مستوى الجمهورية الموسم الحالى، فى حين تم تطبيقها جزئيا الموسمين الماضيين، تحت إشراف وزارة قطاع الأعمال العام ومن خلال شركات القابضة للقطن والغزل والنسيج.
سعر القطن وتوقعات زيادة الزراعات الموسم المقبل
سعر قطن الموسم الجارى أكثر من ضعف سعره الموسم الماضى، ما يعد نقلة هامة للفلاح ويفتح الباب لزراعة حوالى نصف مليون فدان الموسم المقبل مقارنة بنحو 240 ألف فدان الموسم الجارى، وكذلك نظرا للعائد الكبير، بالإضافة إلى ارتفاع إنتاجية الفدان ما بين 10 قناطير إلى 12 قنطارا مقارنة بمتوسط 8 قناطير الموسم الماضى.
وبحسب البيانات الرسمية، الواردة من الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام، ارتفعت زراعات القطن المصرى طويل التيلة الموسم الجارى لـ236.7 ألف فدان بزيادة بلغت نحو 55.3 ألف فدان عن الموسم الماضى.
وأشارت البيانات التى حصل عليها "انفراد"، إنه تم زراعة القطن فى 17 محافظة ومنطقة النوبارية، لافتة إلى أن محافظة كفر الشيخ تصدر محافظات الجمهورية ومحافظات وجه بحرى، حيث زرعت 85.5 ألف فدان تليها محافظة الدقهلية زرعت 45.8 ألف فدان ثم محافظة الشرقية زرعت مساحة 36.7 ألف فدان كلها قطن جيزة 94، ثم محافظة البحيرة زرعت 26 ألف فدان، ثم محافظة الغربية زرعت مساحات بلغت 12118 كلها جيزة 94.
وبحسب البيانات، فإنه تم زراعة القطن فى محافظات الفيوم وبنى سويف والمنيا وسوهاج وأسيوط، بالصعيد، تتصدرها الفيوم بـ 8943 فدانا ثم بنى سويف بـ 4789 فدانا، وأسيوط زرعت 1537، والمنيا زرعت 160 فدانا، فيما لم تزرع سوهاج إلا 74 فدانا فقط.
وارجع عدد من خبراء القطن والغزل والنسيج منهم المهندس أشرف بدوى، أن من بين اسباب نجاح تجارة القطن وجود منظومة تداول القطن الجديدة تنفذها الشركة القابضة ويجرى تطبيقها على كافة المحافظات للموسم 2021-2022، حيث تعتمد على بيع الأقطان من خلال نظام المزاد فى مراكز للتجميع بكل مركز إدارى فى المحافظات حسب المساحات المزرعة باليقين، وتوفر هذه المراكز أكياس الجوت والدوبارة القطنية للمزارعين (بسعر التكلفة) لتعبئة الأقطان بها وتسليمها للمراكز مرة أخرى للمزايدة عليها بين شركات التجارة.
ربط سعر البيع بالسعر العالمى وراء تحقيق إيراد مناسب للمزارعين
وتعتمد آلية تحديد سعر فتح المزادات، التى حددتها اللجنة الوزارية للقطن، على حساب هامش زيادة 40% لأقطان الوجه البحرى، و20% لأقطان الوجه القبلى عن السعر العالمى للأقطان قصيرة التيلة index A.
وتهدف المنظومة الجديدة إلى تنظيم وتحسين عملية تداول الأقطان والحفاظ على نظافتها وجودتها وبالتالى زيادة تنافسيتها عالميا، مع تحقيق أعلى عائد للمزارع مقابل أقطانه من خلال المزايدة.
وأضاف أشرف بدوى أن التوسع فى الزراعة بات حتميا للمزارعين ولا سيما بعد ارتفاع حصيلة الفدان الواحد لحوالى 70 ألف جنيه، وبالتالى سيكون الإقبال كبيرا على الزراعة ، لا من المتوقع تخطيها حاجز النصف مليون فدان خاصة أن المزارعين بحاجة ماسة للايرادات الكبيرة من القطن والذي حقق أرقاما غير مسبوقة فى السعر .
وأوضح أن التوسع أن يكون فقط فى الأقطان الطويلة، بل يمتد للأقطان القصيرة التى تم زراعتها شرق العوينات ، حيث أن المعلن عن التجربة إنها وصلت لأكثر من 10 قناطير للفدان، وقد تصل لـ12 قنطار للفدان لأول مرة فى تاريخ مصر، وهو نفس معدل الإنتاج العالمى ، مما يمهد لزراعة 50 ألف فدان الموسم المقبل والتوسع فى زراعة الأقطان القصيرة لتوفيرها للمصانع المحلية كبديل عن الاستيراد، بل ودخول القطاع الخاص في زراعة الأقطان القصيرة .