السرطان لم يفرق بين غنى أو فقير بين شاب وطفل، فقد يصيب الاطفال ويصيب الكبار أيضا، وقد يكون اكتشافه مبكرا بمثابة طوق النجاة للمريض لأنه يمكن أن يشفى منه تماما، ولكن اكتشافه متأخرا قد يدخل المريض فى دوامة من العلاج، وقد يتعرض المريض لإجراء أكثر من عملية ناهيك عن العلاج الكيماوى بمضاعفاته الشديدة القاتلة.
لذلك فمرضى السرطان يحتاجون منا كل الدعم ليس فقط ماديا، ولكن أيضا نفسيا ومعنويا، فهناك نماذج من المريضات تستطيع أن تطلق عليهن محاربات وليس مريضات منهن من أجرى 10 عمليات للتخلص من السرطان، ومنهن من فقدن أزوجهن لأنهن أصبن بالسرطان، ومنهن من قامت باستئصال ثديها بالكامل ولكن جميعهن يتحدين السرطان ولازلن محاربات.
رانيا عملت 10 عمليات ولسه متفائلة وبتحارب السرطان..
رانيا محمد 37 سنة لم تتزوج بعد عندها سرطان وبتتعالج من 16 سنة من 2000 وحتى الآن بدا عندها بسرطان فى الغدة الدرقية، وانتشر فى الجسم كله وللأسف السرطان بتاعها نشط، وأجرت حتى الآن 10 عمليات، وكل ما يكتشف الأطباء وجود سرطان فى مكان ما فى الجسم يدخلوها غرفة العمليات لإجراء جراحة أخرى، ورغم كده لسه متفائلة ولم تتوقف عن عملها بسبب السرطان..
تحكى رانيا محمد قصتها مع السرطان قائلة: السرطان بتاعى سرطان نشط وظهر السرطان عندى فى آخر يوم فى امتحانات سنة ثالثة كلية، لم يجعلنى المرض أتوقف عن عملى، أو دراستى، بل بالعكس اشتعل زى أى واحدة سليمة، ولم يؤثر على عائلتى، ولا حياتهم، فرغم اصابتى بالسرطان لا يوجد أى حد فى عائلتى عنده سرطان، وقمت باستئصال الفص الايمن من الغدة الدرقية بعد اصابتى بالسرطان فيها ثم أخذت 25 جلسة إشعاع وارتد الورم تانى فى النصف الاخر من الغدة الدرقية، وكان ذلك عام 2004 أخذت جرعات وقائية، وظللت فى غرفة لمدة 10 أيام منعزلة عن العالم لأنى كنت مشعة وأخذت هذه الجرعات من 2004، وحتى 2006 وكان الأطباء لديهم أمل أن الاورام ستختفى تماما.
وتسرد قصتها قائلة: لكن ظن الأطباء لم يكن فى محله فقد قمت بإجراء عملية أخرى عام 2005 تم استئصال غدد من الرقبة وفى عام 2006 عملت عملية أخرى استئصال غدة "الثايمس" والموجودة خلف القفص الصدرى، وفتحت صدرى من أجل استئصال الورم، وفى عام 2009 عملت عملية فى شريان القلب والذى يوصل بين القلب والمخ مضيفة أن هذه العملية نسبة نجاحها 15 % فقط، وكان الورم يلف حول الشريان، والذى قام بإجراء الجراحة جراح قلب وصدر وجراح أوعية دموية، وكان يوجد معهم فريق طبى متكامل من بينهم طبيب علاج أورام،خوفا من حدوث مضاعفات أثناء العملية.
وأشارت إلى أنه فى 2010 تم إجراء جراحة أخرى تم استئصال الغدد الليمفاوية من الرقبة، والطبيب إلى كان بيعالجنى كان الاب الروحى لى لأنه تبنى حالتى، وفى عام 2012 ظهر سرطان فى الغدد اليمفاوية بالصدر، وفى عام 2014 ظهر سرطان فى الثدى الايسر لم يتم استئصال الثدى، ولكن تم استئصال كتلة الورم فقط، وآخر عملية كانت منذ شهرين، وقاموا بإجراء جراحة لى تم استئصال المبيض الايمن فيها، وأنا حاليا عندى سرطان فى الرئة، وعندى 3 بؤر على الرئة، والأطباء قالوا أن الرئة حساسة جدا وما ينفعش استئصال الورم إلا بعد كبر حجمه، وأخذت حقن مشعة، مضيفة بأنها قامت بإجراء 10 عمليات حتى الآن ولسه عندها سرطان.
وقالت أنا ليس لى تأمين صحى وكلفنى العلاج كتير قوى وأعتمد على مرتبى وعلى والدتى، وأتذكر أنه فى عام 2014 كنت باتعالج فى المعهد القومى للأورام وتكلفة أشعة الــ "PET "سكان حوالى 5000 آلاف جنيه، وماكنش معايا فلوس أعملها ووقتها استلفت من جميع أصدقائى فلوس لإجرائها.
سمر عندها سرطان بالثدى وبتحارب السرطان من 4 سنوات..
أما سمر سيد ممتاز 31 سنة فقد أصيبت بسرطان الثدى، كان عمرها 28 عاما والآن عندها 31 سنة ولسه بتتعالج من سرطان الثدى، وعندها ثانويات سرطانية بالعظام.
تحكى قصتها مع السرطان قائلة: شعرت بوجود جسم غريب فى الثدى وحدث تغير فى شكل ولون الثدى، فكان لون الثدى أزرق وأحمر، وشعرت بوجود كتلة غريبة بالثدى، رحت عملت "سونار وماموجرام "فى الثدى واكتشفت أن عندى سرطان فى الثدى فى المرحلة الثالثة منه، قابلت طبيب صدمنى بقراراته باستئصال الثدى، والرحم، وإعطاء 6 أشهر كيماوى ثم بعد ذلك يقرر العلاج.
جراح أورام أصابنى بالاكتئاب ورفضت العلاج بسببه..
ولكن أنا رفضت هذا القرار، وظللت فى المنزل لمدة شهر رافضة العلاج لأنه اصابنى بالاكتئاب، وبحالة نفسية سيئة جدا، وذهبت لطبيب أورام آخر غير مسار حياتى مع السرطان، وخلانى أشعر أن السرطان مرض زى أى مرض يمكن أن أشفى منه، وذهبت إلية كان بشوش ووجه بيضحك وهون على الموضوع، وقال أن معانا ربنا، وان شاء الله سنأخذ خطوات فى العلاج سوف نبدأ بالكيماوى، وكل أربع جلسات كيماوى كان طاقم الأطباء والممرضين إلى معاه يدعمونى نفسيا،والكل كان بشوش ويعاملنى معاملة كويسة، وكانوا بيقدروا المحنة إلى أنا فيها، ولما يشوفنى الدكتور بعد جلسة الكيماوى يدعمنى نفسيا وخصوصا أن شعرى كان يتساقط بعد كل جلسة كيماوى، لم يفرق بين غنى أو فقير فى المعاملة.
الكيماوى وقع شعرى وكان يصيبنى بالإجهاد والقىء..
وأضافت أنهيت الكيماوى وجاء ميعاد العملية، وتابعت مع طبيب جراح بالتنسيق مع طبيبى، وأخذت بعد العملية جرعات أخرى من الكيماوى، وكان يصيبنى بالإجهاد وسقوط الشعر والقىء والغثيان، رغم أنى كنت مدربة سباحة ومنظمة حفلات، مشيرة إلى أنه بعد الانتهاء من الكيماوى أخذت علاج إشعاعى، والذى يسبب تغير فى لون الجلد، وأنا حاليا فى مرحلة العلاج الهرمونى والموجة.
وتم استئصال جزء من الثدى، وتم استئصال الغدد الليمفاوية تحت الابط وإجراء عملية تجميلية للثدى، وبعد الانتهاء من العلاج الاشعاعى والكيماوى بدا شعرى يطلع من جديد، وطول فترة العلاج بمارس حياتى الطبيعية وبالعكس أقوم بدعم محاربين آخرين، كنت ماشية المشوار لوحدى، ماكنش حد يعرف حاجة من أهلى حتى قررت العلاج فكان لازم أقول لهم علشان شعرى كان بيقع وعلشان ما يكنش صدمة ليهم.
وأوجه رسالة لمن أصبن بالسرطان "انتى قوية وحتكملى أنتى لسه جميلة، حتى لو شعرك وقع حتى لو أى حد سابك عندك ربنا أحسن من الكل.
وقالت فى قصص شفناها كتير أزواجهن تخلصن منهن بمجرد معرفتهم أنهن مصابات بالسرطان، ومنهم من تزوج عليهن.
فاطمة عندها سرطان فى الغدد الليمفاوية كانت فاكراه خراج..
أما فاطمة أحمد وهى احدى المصابات بسرطان بالغدد الليمفاوية، فقالت شعرت بحاجة غريبة بالغدد الليمفاوية تحت الابط، والدكتور لم يستطع تشخيص حالتى وقال لى يمكن يكون التهاب من مزيل العرق، لما كبر الورم وتعبت اضطريت أن أقوم بعملية فى مستشفى المعلمين، اكتشفت بعد العملية أنه سرطان بعد استئصال الورم وتحليله.
وأكدت أن الدكتور عندما قام باستئصال الورم كان يعتقد أنه خراج وليس ورم سرطانى، فذهبت لمعهد الاورام فى نفس اليوم حجزونى فى المعهد، ولم يكن معايا فلوس وقتها، وقال لازم تعملى عملية، وبعد 13 يوم عملت العملية الثانية، حيث تم استئصال الغدد الليمفاوية تحت الابط كما تم استئصال جزء من الثدى تحسبا لحدوث أى أورام اخرى.