أصبحت الحياة الزوجية فى ظل غزو الأزواج للعالم الافتراضي فى خطر بعد عزوف طرفي العلاقة عن قضاء الوقت سويا، فكلا من الزوج والزوجة يعيش حياته عبر تلك التطبيقات التي تضم مئات الأصدقاء، وقد يكون لديه من ضمنهم هو أهم من شريك حياته، يتراسلون بأدق التفاصيل، ويشعرون بالراحة معهم أكثر مما يشعرون بالراحة والسعادة بحياتهم الواقعية.
وبات تداخل العالم الافتراضي بالعلاقة الزوجية يهدد الحياة، وتسبب فى نشوب الخلافات الزوجية ووقوع حالات طلاق، وحالات هجر أخذت شكل العالم الافتراضي من "بلوك لشريك الحياة"، والمبادرة بحذف صوره عند كل خلاف، حتي الطلاق أحيانا يكون برسالة إلكترونية.
والكثير من القضايا داخل أروقة محاكم الأسرة تعكس تأثر الحياة الزوجية الحديثة بكثرة التطبيقات الخاصة بالتواصل الاجتماعي وهجر التواصل الزوجي نتيجة لإدمان الأزواج للانترنت والانطواء وإهمال الشريك.. ترصدها "انفراد" فى السطور التالية.
** عندما ينقطع أو يتوقف الانترنت يختنق وتزداد عصبيته !
وبداخل محكمة الأسرة بإمبابة وقفت إحدى الزوجات تبحث عن حل لعلاقتها الفاترة مع زوجها بدعوي الطلاق للضرر التى أقامتها في يناير 2020 والتي ما زالت محل النظر، بعد أن قدمت شكواها أن "الانترنت" أصبح ضرتها"- على حد وصف الزوجة، حيث يقضي زوجها وقته بعد عودته من عمله ملاصقا لشاشة هاتفه ولا يتحرك من مكانه إلا على الأكل أو النوم، وعندما ينقطع أو يتوقف الانترنت يختنق وتزداد عصبيته.
وتابعت الزوجة:" أصبحت أعيش وحيدة وأتحمل تربية طفلى التوأم بعد تزايد الخلافات الزوجية بيننا، بسبب إهماله لعلاقتنا، وانفصاله عن الواقع، وتعديه على بالضرب، مما دفعني لترك المنزل، فما كان منه إلا أن لجأ إلى اتهامي بسرقة منقولاتي وملاحقتي بدعوي طاعة".
** الهجر بـ"البلوك وحذف صور شريك الحياة" من علي صفحات التواصل الاجتماعي
وحكاية أخري لزوج وزوجة لم يمض على زواجهما سوي عام و3 شهور وفقا لسجلات محكمة الأسرة بمصر الجديدة، وقعا ضحايا –للعالم الافتراضي- وقررت الزوجة في شهر مارس الماضي اللجوء لإقامة دعوي خلع، بعد تطور الخلافات الزوجية من –بلوك وحذف كلا الطرفين صور الأخر من على مواقع التواصل الاجتماعي- إلى دعاوي سب وقذف متبادلة، وتعدي الزوج على زوجته بالضرب والتسبب لها بإصابات بالغة.
وأشارت الزوجة بدعواها:" زوجي هجرني بعد حملى فى طفلتي، واتهمني بالإهمال في حقه وتفضيل عائلتي على عائلته، وتطورت الخلافات بعد كتابتي "بوست" على موقع فيس بوك، ظننا منه أنني أسب عائلته وأحكي عن أسرارنا الخاصة، ليقوم بعدها بطردي من منزل الزوجية ويلقي منقولاتي من الشرفة ".
أحقيه الرجل بالإطلاع على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي لزوجته
وبداخل محكمة الأسرة بأكتوبر اشتعل خلاف بين زوجين بسبب أحقية زوجها بالإطلاع على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، لترد الزوجة باتهام زوجها بـ"الشك بها- وهو شيئ لا تقبله على نفسها-، ظننا منها أنه لا يثق بأخلاقها رغم العشرة التى دامت بينهما طوال 7 سنوات.
ووفقا لشكوى الزوجة بدعوي الطلاق والنفقة التى أقامتها أمام محكمة الأسرة:" فأن زوجها قام بوضع برامج خاصة بـ" لمراقبة هاتفها"، كما أنه قام بحذف بعض من زملائها بالعمل، وهو ما رفضته بعد شعورها بالحرج بسبب تصرفاته".
طلاق الزوج لزوجته بـ"رسالة إلكترونية"
رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت كفيلة لتدمير زواج الزوجة "ش.ع"، لتجد نفسها مضطرة للذهاب لمحكمة الأسرة بمدينة نصر لإثبات الواقعة بعد إنكار زوجها، تنكيلا بها لسلب حقوقها بحجة -الهكر-، ثم لجوئه لإدعاء غيابه عن الوعى ليتهرب من وقوع يمين الطلاق.
وأكدت الزوجة بدعواها لإثبات الطلاق:"تزوجت منذ عامين فى دعوى إثبات طلاقها :" عشت في جحيم بسبب تصرفات زوجي الجنونية، فهو متقلب المزاج ويتصيد لى الأخطاء، حتي انتهي زواجنا بقيامه بالتعدي علي بالضرب المبرح، وتركه لمنزل الزوجية وتطليقي عن طريق واتساب، ثم العودة لطلب الصفح وكأن شيئا لم يحدث، وتركه لى معلقة منذ 6 شهور".
رأي قانون الأحوال الشخصية؟
وقال المحامى وليد خلف المختص بشئون محاكم الأسرة أن الطلاق وفقاً للقانون، هو حل رابطة الزوجية الصحيحة، بلفظ الطلاق الصريح، أو بعبارة تقوم مقامه، وله شروط للوقوع يقع لابد أن يكون فى المواجهة أو يكون أمام شاهدين أو يتم توثيقه أمام بقرار محكمة تجنبا للإضرار التى ممكن أن تقع.
وتابع خلف:" مواقع التواصل الاجتماعية أصبحت من ضمن أسباب الطلاق في كثير من القضايا، سواء استخدامها فى الخيانة، أو تسببها لإهمال الزوجين لعلاقتهم الزوجية، وتطور استخدامها حاليا فى الطلاق، ليقوم الزوج بأخذ الخطوة ويعلن طلاقه بشكل يقتصر عليهما بـ" رسالة" لتجد نفسها أمام مأزق برفضه الاعتراف حتى لا يترتب على الطلاق حقوق والتزامات يدفعها ويتركها معلقة".
وأكد المختص بشئون محاكم الأسرة أنه ووفقا للقانون تقوم الزوجة بإقامة دعوى إثبات طلاق بحسب المادة 60 من قانون الإثبات أحوال شخصية وتدعى تطليقه لها وخشيتها أن لا تقيم حدود الله وتوجه للزوج يمين حاسمه بإن تقول له "هل صدر هذا الطلاق"، وتكون جلسة واحدة فقط وعليه أن يحسم أمره ويقسم وهنا يتحمل الزوج عقوبة كذبه.