حالة من القلق أعربت عنها منظمة الصحة العالمية، من المتحور الجديد لفيروس "كورونا" بعد ظهوره في جنوب أفريقيا، مؤكدة أنها تحتاج لأسابيع عدة من أجل فهم طبيعة المتحور الأحدث، مؤكدة أنه تم الإبلاغ عما يقرب من 100 تسلسل من السلالة المتحورة، وقد أظهر التحليل المبكر أنها تحتوي على عدد كبير من الطفرات التي تتطلب مزيدًا من الدراسة، لافتًا إلى أن المنظمة ستطلب من الدول اتخاذ إجراءات لمواجهة السلالة المكتشفة حديثًا، مضيفًا أن الخبراء سيشاركون الدول المعلومات المتوفرة.
فيما أكدت وزارة الصحة والسكان، متابعتها البيانات الأولية الواردة من جنوب إفريقيا، بشأن التزايد السريع لمعدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، لاسيما فى مقاطعة غاوتينغ، ومدى ارتباط هذا الارتفاع فى الحالات بوجود تحور فى فيروس كورونا المستجد، كما تقوم اللجان العلمية والخبراء والباحثين بالوزارة والجامعات ومراكز الأبحاث المصرية، بدراسة جميع البيانات الأولية المتعلقة بهذا التحور.
وأكد الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى والقائم بعمل وزير الصحة والسكان، أن الوزارة على تواصل مستمر مع منظمة الصحة العالمية، سواء فيما يتعلق باجتماع فريق خبراء تابع للمنظمة أمس الجمعة، أو ما يتوصل إليه خبراء المنظمة فيما يتعلق بالتحور الجديد.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، إن الأنباء الأولية الواردة للوزارة بالإضافة الى المقال المنشور الخميس 25 نوفمبر بمجلة نيتشر المتخصصة، تشير إلى وجود متحور جديد للفيروس (B.1.1.259 ) والذى من المحتمل أن يطلق عليه اسم نو (Nu) الذى يسبب الإصابة بالكورونا تم اكتشافه فى جنوب افريقيا وبتسوانا يحتوى على عدد كبير من الطفرات الموجودة فى متغيرات أخرى، بما فى ذلك دلتا.
ورصد الباحثون فى بيانات تسلسل الجينوم، المتغير أنه يحتوى على أكثر من 30 تغييرا على البروتين المرتفع – (سبايك بروتين)– وهو البروتين الذى يلتصق بالخلايا المضيفة وهو الهدف الرئيسى لمناعة الجسم، ويبدو ان هذا المتحور ينتشر بسرعة عبر جنوب أفريقيا، وعلى الرغم من انه مازال من المبكر جدا معرفة مدى قدرة هذا المتحور على التهرب من الاستجابات المناعية الناجمة عن اللقاحات، وما إذا كانت شدة المرض الناتجة عنه أكثر أو أقل من المتغيرات الأخرى، الا أن الخبراء والباحثين فى اللجان العلمية بوزارة الصحة والجامعات ومراكز الأبحاث يقومون بإجراء جميع الأبحاث المتعلقة بهذا الشأن كما يقومون بدراسة قدرة هذا المتحور على الانتشار عالميا.
وأكد أن الدكتور خالد عبدالغفار القائم بعمل وزير الصحة والسكان، شدد على انتهاء الدراسات المتعلقة بهذا الشأن فى أسرع وقت، تمهيدا لعرض النتائج على اللجنة العليا لمتابعة أزمة كورونا برئاسة رئيس مجلس الوزراء، لاتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لضمان مأمونية الوضع الصحى فى مصر، بالإضافة إلى رفع درجة الاستعدادات بالحجر الصحى فى جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية، مع رفع مستوى التحقق من خلو القادمين للبلاد من أى إصابات محتملة.
كما أن منظمة الصحة العالمية أعلنت بعد اجتماعها اليوم انها ستستغرق عدة أسابيع لمعرفة تأثير وفاعلية اللقاحات على النسخة الجديدة المتحورة من فيروس كورونا التى تم رصدها فى جنوب أفريقيا، كما انها ليس لديها تعليق فى الوقت الحالى على قيود السفر التى تفرضها بعض السلطات على دول جنوب القارة الأفريقية المرتبطة بهذه السلالة المتحورة، وانه سوف يكون هناك اجتماع آخر للجنة الفنية التابعة للمنظمة لمناقشة ان كان هذا التحور يحتاج الى إجراءات خاصة ام لا يزال يحتاج الى مزيد من الأبحاث لدراسة التسلسل الجينى لهذا المتحور.