تستمر البلدان فى دعوة رعاياها لمغادرة إثيوبيا في ظل تصاعد أعمال العنف وتحذيرات من تحول الوضع لحرب أهلية، حيث قالت السفارة الأمريكية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إن الوضع الأمني مستمر في الانهيار، وحثت الرعايا الأمريكيين على مغادرة البلاد في الحال بأي طريقة متاحة.
جاء ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات جبهة تيجراي تقدمها صوب العاصمة الإثيوبية، وسط انهيار بات وشيكاً للقوات النظامية والمليشيات المتحالفة معها وسط تحذيرات دولية متتالية من سقوط العاصمة.
وعلق المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان على الأوضاع التي وصفها بالمقلقة في إثيوبيا بعد عودته من البلد المضطرب، حيث التقى مع رئيس الوزراء آبي أحمد وبحثا حلا دبلوماسيا محتملا للصراع إلى واشنطن، قائلا إن التقدم نحو دفع جميع أطراف الصراع الإثيوبي إلى مفاوضات لوقف إطلاق النار مهدد بمخاطر تصعيد عسكري "مقلق".
وأعرب فيلتمان عن قلقه من أن تؤدي التطورات الميدانية إلى تهديد استقرار إثيوبيا ووحدتها بوجه عام، وأضاف أنه تم إحراز تقدم إزاء "محاولة دفع الأطراف للانتقال من المواجهة العسكرية إلى عملية التفاوض، لكن ما يثير قلقنا هو أن هذا التقدم الهش ربما تتخطاه التطورات المقلقة على الأرض والتي تهدد استقرار ووحدة إثيوبيا بوجه عام"، وقال فيلتمان إن طرفي الصراع يتحدثان مع الولايات المتحدة حول بدء عملية سلام.
من جانبها، دعت الحكومة الكندية، اليوم الجمعة، رعايا البلاد إلى مغادرة إثيوبيا على الفور، معربة عن بالغ قلقها من التدهور السريع للوضع الأمني في إثيوبيا.
وقالت وزيرة الخارجية ميلاني جولي - في بيان لها - : "أولويتنا القصوى هي سلامة وأمن الكنديين، سواء في الداخل أو في الخارج، منذ 18 نوفمبر، نطلب من الكنديين تجنب السفر إلى إثيوبيا، نحن الآن نطلب من الكنديين الموجودين هناك أن يغادروا على الفور إذا كان ذلك آمنًا، إذا استمر الوضع في التدهور، فقد يصبح توافر الرحلات الجوية التجارية محدودًا قريبًا."
وأضافت : "في نهاية المطاف، يتحمل الكنديون في الخارج المسؤولية عن سلامتهم ويجب عليهم اتخاذ أفضل القرارات لأنفسهم ولعائلاتهم، بناءً على أوضاعهم الفردية"، وقالت الوزيرة: "يجب على الكنديين اتخاذ ترتيبات السفر الخاصة بهم الآن ويجب ألا يعتمدوا على رحلات الإجلاء".
يذكر أن رئيس الوزراء الكندى جستن ترودو ناقش مع الممثل الأعلى لمفوضية الاتحاد الأفريقى للقرن الأفريقى والرئيس النيجيرى السابق، أولوسيجون أوباسانجو، الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سلمى للصراع الدائر فى شمال إثيوبيا الأسبوع الماضي.
ورحب ترودو بجهود الممثل السامى نحو حل سلمى للصراع، معربا عن تقديره لعمله لدعم الحوار بين جميع الأطراف، مشددا على أهمية العمل من أجل وقف إطلاق النار وتخفيف التوترات، وأكد مجددا دعمه القوى لجهود الوساطة التى تقودها إفريقيا.
وأكد ترودو التزام كندا القوى والمستمر بدعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سلمى للنزاع، وشدد على ضرورة احترام حقوق الإنسان وحماية المدنيين، مشددا على الحاجة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وإيصالها للمتضررين من النزاع.
وبدأ الصراع الاثيوبي في نوفمبر العام الماضي بين قوات من حكومة إقليم تيجراى المسيطرة على الإقليم والحكومة الفيدرالية (الجيش الإثيوبى)، وبعد مرور عام تحالفت جبهة تحرير شعب تيجراي مع جيش أورومو وقوى أخرى معارضة للحكومة الإثيوبية فى الخارج في الشهر الجاري.
وأطلقت بلدان عربية وأوروبية تحذيرات لرعاياها بمغادرة البلاد وتقليص بعثتها الدبلوماسية كما فعلت أمريكا ولبنان والكويت والسعودية وبريطانيا بسبب الحرب التي تسببت فى خسائر بشرية هائلة وبأزمة إنسانية مروعة ويقول برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، إن 5.2 ملايين شخص، أو 91% من سكان تيجراى يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة.