حكاية ابنة الدقهلية فى الملاعب الكندية.. "مهيرة" تألقت فى عالم الساحرة المستديرة وأصبحت أول محترفة مصرية فى الدورى الكندى.. حصدت الدورى وحصلت على لقب أفضل لاعبة فى"أوكيفيل بلو ديفيلز" والدورى الكندى أ

فتاة قوية حالمة، أصرت وعزمت على المواصلة نحو تحقيق حلمها الذى راودها منذ الطفولة، أثبتت ذاتها من خلال نجاحها أن تقنع مجتمعها الريفى أنها قادرة على تحقيق ما يظنوه مستحيلا وعيبا، وتحملت المسؤولية وكسرت معاناتها، ودافعت عن حلمها دون يأس أو استسلام برسالة واجهت بها العالم، أنارت حروفها بـ "لا مستحيل.. وبإرادتى وعزيمتى أستطيع أن أحلق بأحلامى وانتصر"، لتكون فخرا لكل سيدة وفتاة صدقت حلمها، عاشت بشموخ وقوة، واستطاعت أن تصنع المجد وتسطره باسمها. مهيرة على ابنة قرية المعصرة التابعة لمدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية، فتاة وقعت فى حب الساحرة المستديرة منذ نعومة أظافرها، فكانت تعبر عن هذا الحب من خلال اللعب مع الصبية بشوارع قريتها، متحدية الرفض المجتمعى لممارستها كرة الشارع، وضعف الإمكانيات، لتحقق حلمها وأمانيها البريئة وتنجح فى اللعب ضمن صفوف منتخب مصر الأول لكرة القدم النسائية، والاحتراف خارجيا والتألق ضمن صفوف أهم الأندية العالمية. حبها الشديد لكرة القدة وشغفها للساحرة المستديرة كانا سببا فى تخطيها كل العوائق والعقبات ومواجهة إرث العادات والتقاليد، واحتراف كرة القدم النسائية منذ أن كانت فى التاسعة من عمرها، وبعزيمتها وإصرارها استطاعت أن تطور من موهبتها ومهارتها وتنضم لمنتخب مصر الأول لكرة القدم النسائية لتلعب ضمن صفوفه فى مركز صانع الألعاب، وفى غضون سنوات قليلة أصبحت أول محترفة مصرية فى الدورى الكندى تحصد لقب الدورى مع ناديها "أوكيفيل بلو ديفيلز"، لتسطر اسمها ضمن أفضل لاعبات كرة القدم النسائية وعمرها لم يتجاوز الـ24 عاما. وقالت مهيرة لـ"انفراد"، إنها عشقت كرة القدم منذ طفولتها، حيث كانت تلعب الكرة مع الصبية فى شوارع قريتها، متخطية كل العادات والتقاليد، وكانت تشارك فى العديد من المباريات فى أندية القرية، رغبة منها فى التميز والاختلاف بمهارة ورياضة ممتعة، غير تقليدية بالنسبة للفتيات، وأن تكون بطلة صاحبة إنجاز فى شيء تحبه وتهواه ولا ترى غيره فى الحياة، مؤكدة أنها وجدت نفسها فيها، وأظهرت موهبتها وامتلاكها لمهارات وقدرات فنية مميزة، واستطاعت أن تمارسها بكل فخر وإصرار وتنجح فيها بالرغم من أنها لم تلقى تشجيعا من أحد، متمردة على العادات والتقاليد ورفض أسرتها لهذا التوجه. وأضافت أنه مع مرور الوقت بدأ كل من حولها يلاحظ امتلاكها موهبة حقيقية تحتاج للدعم والمساندة، حتى اكتشف موهبتها كلا من الكابتن شاكر عبادة والكابتن عطية الحداد بالقرية، وساعداها على إجراء اختبارات تحديد المستوى، وفى نفس اليوم تم اختيارها للإنضمام إلى فريق مصر المقاصة، مشيرة إلى أنها كانت تحاول دوما التطوير من إمكانياتها بالتدريب المتواصل، والإنضباط، حتى لقبها أصدقائها بـ"أبو تريكة". واستطردت أنها استمرت فى اللعب ضمن صفوف نادى مصر المقاصة ثلاث سنوات، حصدت معه على لقب أفضل لاعبة فى الدوري، وأفضل هدافة، وبعدها انتقلت إلى عدة أندية مصرية، كنادى حلوان العام، ونادى الصحة والعبور، ونادى الإعلاميين، ولعبت ضمن صفوف منتخب الناشئات وصولا إلى المنتخب الأول، الذى حصدت معه على جائزة أفضل لاعبة خلال مشاركة المنتخب ببطولة كأس الأمم الإفريقية فى عام 2016، بعد الفوز على منتخب زيمبابوى وصناعتها الهدف الذى أحرزته زميلتها سلمى طارق، مضيفة أنه بالرغم من تفوقها ضمن صفوف المنتخب إلا أن حلم الاحتراف كان يراودها دوما، وتحلم فى الوصول إليه. وقالت إنها احترفت اللعب فى نادى أوكيفيل بلو ديفيلز الكندي، بمساعدة إحدى صديقاتها واستطاعت أن تنجح فى اختبارات تحديد المستوى وتظهر مستواها المميز وامتلاكها مهارات، وخلال تواجدها ضمن صفوفه، حصدت معه لقب الدورى قبل نهايته بمباراتين، والمركز الثانى فى بطولة الكأس، وتألقت معه حيث سجلت 18 هدفا لفريقها فى الموسم، لتتوج كأفضل لاعبة فى النادى والدورى الكندى لأكثر من مرة فى عام 2019. وأكدت أن كرة القدم النسائية فى الخارج تختلف كثيرا عن مصر، مشيرة إلى أن فى الخارج يهتمون باللاعبة اهتماما ماديا ومعنويا كاملا يتضمن الاعتناء بتدريباتها وتمارينها، وصحتها النفسية والبدينة، مضيفة أن الكرة النسائية تطورت فى مصر فى الآونة الأخيرة حيث أعلن النادى الأهلى عن تشكيل فريق كرة قدم للسيدات مما سيسهم فى تطوير مستوى اللعبة النسائية فى مصر، ومنح الفرصة للفتيات اللواتى يرغبن فى تحقيق حلمهن بممارسة تلك الرياضة. وأشارت إلى أنها استطاعت أن تتخطى كل العادات والتقاليد، وتتحدى كل من حاول إحباطها ومنعها من تحقيق حلمها وحلم والدها فى أن تكون لاعبة كرة قدم مشهورة، ونجحت فى الاحتراف لتكون ضمن أفضل اللاعبات فى منتخب مصر الأول لكرة القدم النسائية وترفع اسم مصر عاليا، مشجعة كل فتاة وامرأة بعدم الاستسلام مع أول عقبة قد تواجهها فى حياتها وقد تمنعها من تحقيق أحلامها وأمانيها، والتركيز على الهدف الأكبر والسعى للوصول إليه بكل إصرار وعزيمة وتحد.