ثروة قومية ومنافع كثيرة.. إعادة تدوير قش الأرز تحسن الوضع الاقتصادى والبيئى بالريف.. وفرت فرص عمل للشباب.. قضت على الأدخنة والسحابة السوداء.. والمنظومة ساهمت فى زيادة دخل المزارع وتحسين معيشة الفلاح..

** الفلاحون: حولنا القش لعلف وسماد وأصحاب المصانع يستخدمونه فى صناعة الورق والأثاث بدأت تتلاشى السحابة السوداء التى كانت تغطى سماء الريف فى الدقهلية مع بداية موسم حصاد الأرز فى شهر أغسطس وحتى نهاية شهر نوفمبر من كل عام، وذلك بفضل المنظومة التى وضعتها وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية والجهات المعنية؛ للقضاء على ظاهرة حرق المخلفات الزراعية بتجميعها وفرمها وتكبيسها وإعادة تدويرها؛ لتحويلها إلى ثروة يمكن الاستفادة من خيراتها فى مجالات عديدة، والحفاظ عليها للحد من تلوث البيئة الناتج عن انتشار الحرائق والأدخنة السوداء بشكل كثيف نتيجة تخلص المزارعون والفلاحون من قش الأرز بحرقه، والذى كان يمثل لهم عبئا ثقيلا لسنوات طويلة. واستطاعت منظومة إعادة تدوير قش الأرز، أن تغير النظرة السلبية تجاه المخلفات الزراعية، بعدما أحدث كابوس حرقها وانبعاثاته من الحرائق والأدخنة السوداء خللا بيئيا هدد حياة جميع الكائنات الحية لسنوات طويلة، فأصبحت المخلفات الزراعية اليوم ثروة قومية يمكن الاستفادة منها فى مجالات الزراعة والصناعة والطاقة، بدلا من حرقها، فضلا عن إسهامها فى خلق فرص عمل للكثير من الشباب يمكن أن تدر لهم دخلا يحسن من مستوى معيشتهم من خلال عملية جمع القش وكبسه وبيعه، حيث أن الاستخدام الأمثل للمخلفات الزراعية ساعد فى سد النقص من الأسمدة العضوية، وتحقيق الزراعة النظيفة وحماية البيئة من التلوث وتوفير فرص عمل بالمناطق الريفية وبالتالى تحسين الوضع الاقتصادى والبيئى بالريف المصرى. ولتحقيق الاستفادة الكاملة من قش الأرز، أصبح يعاد تدويره فى مواقع مخصصة باستخدام آلات وماكينات الفرم والتكبيس، لعمل مكمورات تستخدم للحصول على سماد عضوى صناعي، وإنتاج البيوجاز للحصول على سماد عضوى وطاقة، واستخدامه كعلف غير تقليدى للمواشى بإضافة اليوريا والحقن بالأمونيا، وإنبات بذور الشعير على قش الأرز واستخدامه كعلف أخضر وجاف للمواشي، وإنتاج عيش الغراب كغذاء للإنسان، كما يستخدم فى مزارع الدواجن كفرشة لأرضية المزرعة مع خلطة نشارة الخشب، وكبسه وبيعه لمصانع الورق ومصانع الطوب، واستخدامه فى صناعة الأعلاف المركزة للحيوانات، وصناعة طوب البناء والأثاث والموبيليا، وبناء المساكن. وأجرى "انفراد" جولة فى إحدى مواقع إعادة تدوير قش الأرز، تعرف خلالها من الفلاحين وعمال اليومية على مراحل تحويل القش المجمع بعد حصاد محصول الأرز إلى كومة يمكن استخدامها فى العديد من المجالات أهمها تحويله إلى علف للمواشى وخشب حبيبى يستخدم فى صناعة الأثاث. وقال محمد محمود مهندس زراعي، لـ"انفراد"، إن عملية تدوير القش تبدأ بمرحلة التجميع بعد حصاد محصول الأرز ثم مرحلة التنعيم والقص، ثم تأتى المرحلة الأخيرة وهى مرحلة التكبيس باستخدام آلات وماكينات الزراعة، التى تحوله لسلعة ذات قيمة كالسماد العضوى والأعلاف، وكبديل لتبن القمح فى فرش المزارع للدواجن، والخشب الحبيبي، والأوراق، مضيفا أن قش الأرز أصبح له أهمية كبيرة فى الآونة الأخيرة، وقيمة مضافة لمحصول الأرز، ومشروعا اقتصاديا مربحا فى حال بيعه أو تحويله إلى علف للحيوان. وأضاف أن إعادة تدوير قش الأرز، ساهم فى القضاء على ظاهرة حرق القش، التى كانت تضر بالنظام البيئى والصحى وتؤثر على الموارد المائية والمحاصيل الزراعية الأخرى لسنوات طويلة، حيث كان يشهد موسم حصاد الارز انتشار الحرائق والأدخنة والسحابة السوداء، خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر من كل عام والسبب قيام فلاحو ومزارعو الأرز بالتخلص من قشه عن طريق الحرق لأنه كان يمثل عبئا بالنسبة لهم، أما اليوم فيقوموا بكبسه عن طريق المكابس، مشيرا إلى أن عملية إعادة التدوير ساهمت أيضا فى توفير عائد مادى إضافى للمزارع والفلاح، وتحسين مستوى معيشتهم، وبالتالى فإن إعادة التدوير مثلت حافزا للمزارع بالاستفادة من القش دون حرقه والتخلص منه، فأصبحت مخلفات محصول الأرز استثمارا يستفيد منه الفلاح والمزارع والتاجر، وأصحاب المصانع، ويختلف سعره من منطقة لأخرى. واستطرد أن للقش الجيد مواصفات ومقاييس محددة، وهى أن يكون نظيفا خاليا من العفن، وناتجا من محصول نفس العام، حيث أن محصول الأرز يزرع خلال شهر مايو أو يونيو من كل عام وفقا للمنطقة المزروع فيها وكمية المياه المتوفرة، وتمر زراعته بعدة مراحل حتى نحصل منه على القش بعد حصاده، حيث تبدأ زراعته بتجهيز الأرض والتربة قبل الزراعة، وتنقية الحشائش وإضافة الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية أو الفطرية للمحصول ومن ثم حصاده، وبعد مرور 15 يوما على الحصاد تبدأ مرحلة جمع القش، مضيفا أن للأرز عدة أنواع، منه ما يستغرق نموه 90 يوم، ومنه ما تصل فترة نموه لـ120 يوم، ومنها ما يستمر نموه لـ5 أشهر، مضيفا أن نوع الأرز المزروع فى قرية نوسة، يسمى بـ71 أو الأرز العريض، ويتم حصاده بين أواخر شهر سبتمبر وبدايات شهر أكتوبر، وبعض مناطق شمال مدينة المنصورة تقوم بزراعة الأرز الرفيع، ويتم حصاده بعد 120 يوم، وبالتالى فإن القش يختلف باختلاف نوعية الأرز. وأوضح أن بعد عملية الحصاد يتم تجميع القش فى نقطة تجميع، مستشهدا بالموقع الذى يعملون فيه على إعادة تدوير القش، حيث أن هذا الموقع يستقبل القش المجمع من 100 إلى 200 فدان وأكثر، ومن ثم يتم دراس قش الأرز وتقطيعه وتنعيمه ليصل طوله إلى 2 سم؛ ليكون سهل الأكل والهضم من قبل المواشي، مشيرا إلى أن عود القش الذى يتخطى طوله بعد الحصاد لـ70 سم، يتم تجميعه فى هذا الموقع ويتم تقطيعه وفرمه ليصل طوله إلى 2 سم، باستخدام ماكينة الدراس، وبعد عملية الدراس بـ20 يوم، تبدأ مرحلة التكبيس باستخدام ماكينات أو آلات مختصة تحول القش إلى بالات. وقال إن إعادة تدوير القش أصبح مشروعا يسترزق منه عدد كبير من الشباب وعمال اليومية طوال العام لتوفير حياة كريمة لهم ولأسرهم، حيث يبدأ عملهم فترة حصاد محصول الأرز بتجميع القش وتكبيسه، وبعد انتهاء موسم الحصاد يتفرغون فى تسويق وبيع ما تم كبسه للتجار والمصانع وأصحاب المواشي.






































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;