بين أربعة جدران مسقوفة بالجريد والبوص وتلفاز أبيض وأسود وراديو تسكن زيناهم وزوجها جمال الذى أصبح كفيفا لعجزه عن توفير المال لإجراء عملية جراحية تعيد له النظر من جديد، لتتجلى قصة حب رمزها الكفاح.
حرما من نعمة الإنجاب لكن الزوجة أعلنت تمسكها بزوجها والعمل للإنفاق على المنزل فعملت كل شىء من أجله تخدم فى منازل الأغنياء وتنزل الزراعات أجيرة باليومية، والأكثر من ذلك أنها باعت كل شىء تملكه من أجل زوجها "الذهب"، وحتى المال الذى استطاعت أن تدخره لإجراء عمرة أنفقته على مرض زوجها.
ويقول زوجها جمال إبراهيم راشد 58 سنة إننى أصبت بضمور فى عصب العين منذ عامين، وأصبحت لا أرى أى شىء وأجلس فى المنزل.
وأضاف جمال كنت أعمل فلاحا أجيرا وكان ربنا بيرزقنا أنا وزوجتى وربنا ما كرمناش بالولد لكنها بالنسبة لى أفضل من أى شىء، نسكن فى منزل من حجرة واحدة واحدة مسقوفة بجريد النخل والبوص، متابعا الحكومة عملت لنا معاش 335 جنيها بنعيش منهم لكن الحياة غالية، نفسى أرجع أشوف تانى علشان أساعد زوجتى اللى تعبت معايا.
أما زيناهم عبد الرحمن فتقول لقيت نفسى لازم أجيب فلوس علشان نقدر نعيش أنا وزوجى بعد أن أصبح لا يرى ويجلس فى البيت ولا يتحرك، اشتغلت خبازة ونزلت الأرض أعمل باليومية مع الناس علشان أساعده ونقدر نعيش، لكن المرض طاردنى أيضا لكن بتحامل على نفسى علشان الحياة والظروف صعبة، مضيفة "كنت محوشة قرشين علشان أعمل عمرة مع الدهب بتاع الفرح بعته علشان أصرف على علاجه، جريت بيه على كل الأطباء لكن كلهم قالوا لى لازم عملية وهتتكلف فلوس كتيرة وإحنا معناش لما جوزى سمع الكلام ده قال مش هتعالج وربنا يعوضنا.
وتابعت زيناهم أهالى القرية أشفقوا علينا وأعطونى تليفزيون أبيض وأسود قديم وراديو علشان زوجى يسمع عليه، وأتمنى أن زوجى يعمل العملية ويرجع يشوف تانى علشان أنا أصبحت غير قادرة على العمل أيضا، ولو مشتغلتش مش هنلاقى نأكل.