دخلت ليبيا المرحلة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر الجارى، وأصدرت محكمة استئناف طرابلس، أمس، حكماً لصالح عبدالحميد الدبيبة رئيس الوزراء ورفضت طعنين بحقه، وأعادته إلى قائمة مرشحي الانتخابات الرئاسية، بالإضافة لإعادة مرشحين آخرين هما رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، رئيس المؤتمر الوطنى العام المنتهية ولايته نوري بوسهمين.
وذكرت وسائل إعلام محلية ليبية أن محكمة استئناف طرابلس قبلت طلب استئناف الدبيبة على الحكم المطعون فيه الأحد الماضي، ومن ثم أعيد إلى سباق التنافس على الرئاسة.
وتقدم الدبيبة بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية إلى جانب عدد من الشخصيات البارزة يتقدمها المشير خليفة حفتر، وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب، رئيس تكتل احياء ليبيا عارف النايض، وزير داخلية حكومة الوفاق السابق فتحي باشاغا، إلى جانب سيف الإسلام القذافي الذي تم استبعاده من قائمة المرشحين نظراً لمخالفته قانون الانتخابات.
بدوره، طالب خالد الزايدي محامي سيف الإسلام القذافي المفوضية العليا للانتخابات الليبية بتأجيل موعد إعلان القوائم النهائية لمرشحي الرئاسة.
وقال الزايدى في بيان له إنه قدم طعنا في أسباب استبعاد سيف الإسلام القذافى من قبل المفوضية الوطنية العليا للانتخابات من القوائم المبدئية يوم 25 نوفمبر الماضى، وحددت جلسة للنظر فيها بذات اليوم إلا أن مجموعة مسلحة طردت الهيئة القضائية من مجمع المحاكم بسبها، وتم تأجيل نظر الطعن إلى يوم الأحد الماضي، ثم فوجئوا باعتذار الهيئة المكلفة بالنظر في الطعن المقدم من موكله، وتم تكليف هيئة قضائية جديدة وتأجيل النظر في الطعن إلى يوم الاثنين.
وتابع محامي سيف الإسلام: حين توجهنا إلى مقر المحكمة بسبها فوجئنا بتطويق المبنى من قبل مجموعة من الكتائب العسكرية وفرض حصار مسلح على كل الشوارع المحيطة بمقر المحكمة وتم منع دخول القضاة إلى مقر المحكمة ومباشرة جلستها؟، وأضاف بالقول "تسبب استمرار الحصار المسلح لمقر المحكمة حتى صباح الثلاثاء الماضى وسارع الكثير من المواطنين من سكان سبها إلى محيط المحكمة للتظاهر ضد هذه التدخلات والإجراءات التعسفية، وفوجئنا بعدم اكتمال أعضاء الهيئة القضائية المكلفة بالنظر في الطعن بتغيب أحد أعضائها."
فيما أكد رئيس تكتل إحياء ليبيا عارف النايض احترامه لأحكام القضاء الليبي التي صدرت الأربعاء، صونًا لمبدأ احترام القضاء والقانون الليبي وللعملية الانتخابية التي تنظمها مفوضية الانتخابات باقتدار.
وأشار النايض في بيان له "نحترم أحكام القضاء الليبي الصادرة مع قناعتنا الجازمة بما جاء في طعننا من نقاط، ولا سيما فيما يتعلق بنكث العهود التي حرم الله نكثها، في إشارة إلى الطعن المقدم ضد ترشح عبد الحميد دبيبة رئيس حكومة الوحدة للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر الجارى."
وأعرب النايض عن تمنيه بأن ينصف القضاء الليبي سيف الإسلام القذافي بالنظر الموضوعي في استئنافه، رغم كل التشويش على محكمة سبها.
من جانبه، أكد المبعوث الأممي لدى ليبيا يان كوبيش أن البعثة مع المشاركة الشاملة للجميع في الانتخابات المقرر عقدها في 24 ديسمبر الجارى.
وقال كوبيش خلال لقائه عمر أبوشريدة عضو الفريق السياسي وممثل المترشح الرئاسي سيف الإسلام القذافي، إن البعثة ترفض الإقصاء والعزل السياسي، مؤكدا أن عقوبات حقيقية في انتظار المعرقلين.
وأضاف المبعوث الأممي أن الانتخابات خيار نهائى ولا حل لمشكلة ليبيا بدونه، لافتا إلى أن المصالحة الوطنية ومشاركة كل التيارات السياسية ضرورة، والرأي للصندوق والشعب الليبي.
وعقب اللقاء، صرح بوشريدة قائلا: “ناقشنا العراقيل الكيدية التي يتعرض لها سيف الإسلام والتي هي استمرار لثقافة العزل السياسي”.
وفي إطار دعم المجتمع الدولي للمسار الديمقراطي في البلاد، أكد سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا خوسيه ساباديل خلال لقائه السائح أمس الأربعاء، استمرار الدعم الأوروبي للانتخابات، وصولا إلى تحقيق تطلعات الليبيين والليبيات في إرساء دعائم دولتهم الديمقراطية، إيمانا منهم بالتغيير السلمي واحتكامهم لصناديق الاقتراع.
وعلى خلفية هذه الأحداث، دعت الولايات المتحدة جميع الأطراف في ليبيا إلى التهدئة وتخفيف التوترات واحترام العمليات الانتخابية القانونية والإدارية الجارية التي يقودها الليبيون.