إبداعات فنية لم يكن لها مثيل، حولت الصخر من الجرانيت الأسوانى إلى لوحات فنية رائعة، ضمن فاعليات الدورة الـ26 من سمبوزيوم أسوان الدولى لفن النحت، والذى اختتم فعالياتهبحضور الدكتورة إيناس عبد الدائموزيرة الثقافة، واللواء أشرف عطية محافظ أسوان.
وفى رسائل فنية، أكد الفنون المشاركون لـ"انفراد"، أن السمبوزيوم يعد أحد العلامات الفنية البارزة التى تشهدها الساحة الثقافية كل عام فى مدينة أسوان، مؤكدين أن وزارة الثقافة ومحافظة أسوان وفرت لهم كافة الإمكانات المتاحة للعمل والإبداع وتحويل الصخر إلى قطع فنية رائعة.
وأبدع الفنان التشكيلى ناثان دوس تمثالا للفنان الراحل آدم حنين، والذى اعتبره هدية الدورة 26 لسيمبوزيوم أسوان الدولى لفن النحت، لما بذله هذا الفنان الراحل من جهود فى تأسيس هذا السيمبوزيوم والحفاظ على إقامته سنويًا بمدينة أسوان جنوب مصر.
وعبر الفنان ألكسندر أيرمن من روسيا، عن صلابة المرأة وقتها فى مواجهة التحديات من خلال عمله الفنى والذى تظهر فيه سيدة ممسكة بكره، وأظهر بعض جوانب القوة فى جسمها.
بينما شاركت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، الفنان سيلفان بات من بليجكا، الجلوس على أريكته التى صممها ضمن أعماله الفنية حتى يمكن للجالس الاستمتاع بمشاهدة باقى القطع الفنية التى أبدعها.
كما أبدع الفنان كريستوفر ماهون من إيرالندا، فى عمل فنى عبارة "قبضة إيد" حولها إلى أشبه بفرس النهر دليل على الصلابة والقوة.
قال الدكتور محمد الصياد، أستاذ مساعد بكلية التربية الفنية وأحد المشاركين فى سمبوزيوم أسوان، إنه التحق بسمبوزيوم أسوان الدولى لفن النحت للمرة الثانية قادمًا من مشاركة فى سمبوزيوم روسيا من 20 يومًا، مشيرًا إلى أن الدورة الحالية من سمبوزيوم أسوان فيها نوع من التحدى لأن الأعمال حجمها أكبر من المرة السابقة والتى كان حجم العمل الفنى يبلغ طوله متر و20 سم، ولكن حاليًا يبلغ طوله الضعف نحو مترين ونصف، سيتم الانتهاء منه فى الوقت المحدد وهذا هو التحدي.
وتابع الصياد، بأن العمل الذى يشارك فيه مستوحى من الطبيعة وعلاقات مشتركة "عضوية مع هندسية" وهذا النوع غير منتشر بشكل كبير ولكن جماليًا هو مثير أكثر ويجذب الناس بشكل أكبر، مؤكدًا أن الحلول فيها صعبة وليست بالسهلة ولكنها تحتاج إلى تنفيذ وممارسة ورؤية جديدة، ويسعى من خلال هذا العمل تقديم رؤية جديدة تحتوى على حركة، ويتمنى أن ينال إعجاب وإشادة الجميع.
الفنان عماد عزت، حاصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة بالزمالك، وأحد المشاركين فى سمبوزيوم أسوان، أضاف أن هذه الدورة العام الحالى مميزة بتوفير العديد من الإمكانيات، لافتًا إلى أنه مشارك بعمل فنى يتمنى أن يكون مميزًا، ويبلغ سمك القطعة الفنية من الجرانيت الأسوانى نحو مترين ونصف تقريبًا وتوحى إلى السلام والخير والمحبة، لأن الفنان التشكيلى مهمته توصيل رسالة إلى العالم، وتتفق مع طبيعة أسوان المدينة الجميلة.
أحمد حافظ، مدرس مساعد بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، وأحد الفنانين المشاركين فى السمبوزيوم، أشار إلى سعادته للمشاركة فى الدورة 26 بأسوان وهى المرة الأولى التى يشارك فيها بسمبوزيوم أسوان، موجهًا الشكر لكل القائمين على تنظيم هذا الحدث الفنى الكبير.
ووصف أن طقس وطبيعة مدينة أسوان توحى للفنان باستخراج أروع ما فى داخله من فنون لأن المكان يكسب الفنان طاقة إبداعية رائعة تساعده على ممارسة عمله فى فن النحت، موضحًا بأن العمل المشارك به فى هذه الدورة يقوم بتنفيذه على قطعة من الجرانيت بطول 2 متر ويتمنى أن يكون العمل مميز وينال إعجاب وإشادة الجميع.
ومن جانبها، قالت وزيرة الثقافة: على أرض محافظة أسوان جوهرة النيل الساحرة تستمر حكاية السيمبوزيوم التى تجاوز عمرها ربع قرن من الإبداع والتى بدأها كحلم الفنان الكبير الراحل آدم حنين عام 1996 وتجددت سنويا حتى لفتت أنظار الأوساط الفنية الدولية وباتت علامة مشرقة فى الحركة التشكيلية لفن نحت الجرانيت.
وأضافت "عبد الدايم"، أنه طوال دوراته المتعاقبة مثل السيمبوزيوم ملتقى فنى متفرد يجمع المتخصصين فى مجال النحت وتتنامى فيه الخبرات فى التعامل مع المادة الصلبة وتطويعها لخلق مجسمات تتسم بالجمال لتبقى خالدة ابد الدهر، مضيفة أن الدورة 26 منه أبرزت ريادة الدولة المصرية التى نجحت فى توحيد الجهود لتجاوز التحديات وإعادة الحياة للفنون والثقافة والإبداع.
وقدمت الشكر لمحافظة أسوان الشريك الأساسى فى نجاح الدورات المتتالية للسيمبوزيوم، ووجهت التحية لقطاع صندوق التنمية الثقافية والذى حمل على عاتقه مهمة تنظيم هذا الحدث الهام.
وفى المقابل، أكد محافظ أسوان، أن السمبوزيوم يعد احد الأحداث الهامة على خريطة الفعاليات الإبداعية والثقافية التى تشهدها المحافظة كل عام، موضحًا أن أسوان أصبحت مركزا لفنانى النحت حول العالم ومتحفا مفتوحا لأعمالهم، وأشاد بجهود وزارة الثقافة فى مختلف ربوع مصر والهادفة إلى بناء الوعى مؤكدا على تقديمه كافة أنواع الدعم للتظاهرات الإبداعية على ارض زهرة الجنوب.
وفى السياق، أكد فتحى عبد الوهاب، رئيس قطاع الصندوق، أعرب الدكتور فتحى عبد الوهاب رئيس قطاع الصندوق، عن سعادته ببدء فعاليات الدورة الحالية من السمبوزيوم بعد تأجيله فى يناير الماضى وفقا لقرارات مجلس الوزراء، مضيفًا أنه يتولى هذا العام إدارة السمبوزيوم الفنان ناثان دوس قوميسرا عاما، و تختتم فعالياته فى العاشر من ديسمبر 2021.
وأشار عبد الوهاب، إلى أن السمبوزيوم يعد أحد العلامات الفنية البارزة التى تشهدها الساحة الثقافية كل عام، لذا حرص الصندوق كل تسخير كافة الجهود من أجل خروج هذه الدورة بما يتناسب مع مكانة وقيمة هذا الحدث الدولى الفريد.
ويعد سمبوزيوم أسوان الدولى لفن النحت، الأول والأقدم فى المنطقة العربية للنحت على الأحجار، وأسسه الفنان المصرى آدم حنين عام 1996 مستخدما جرانيت أسوان الشهير.
ويشار إلى أن الدورة 26 أقيمت فى الفترة من 1 نوفمبر وحتى 3 ديسمبر الجارى بمحافظة أسوان وشارك بها 8 فنانين أساسيين من 5 دول هم ألكسندر أرمين "روسيا "، كاتيوشيا بوردين دوتو "البرازيل"، كريستوفر ماهون "ايرلندا"، سيلفان بات "بلجيكا"، ومن مصر كل من مروة مجدى، ميسون مصطفى، الدكتور محمد الصياد، عبد الرحمن البرجى، وشارك فى الورشة المصاحبة 8 فنانين هم أحمد طه، أحمد محمد حافظ، باهر أبو بكر، عماد عزت، زينة أبو العلا، الدكتورة مروة يسرى ومريم عصام، كما شارك فى السمبوزيوم خلال دوراته السابقة 312 فنانًا يمثلون اكتر من 44 دولة عربية وأجنبية، وتم اختيار عدد من الأعمال النحتية المتميزة والتى أنتجت خلال الدورات السابقة لكبار الفنانين المشاركين لوضعها فى الحدائق العامة والميادين والجامعات والمبانى الحكومية المصرية من أجل إضفاء العنصر الجمالى على هذه الأماكن منها حديقة الأزهر، مكتبة الإسكندرية، قلعة قايتباى، الحديقة الدولية بمدينة نصر، متحف الرى بأسوان إضافة إلى تجميل ميادين محافظة أسوان.