تعتبر إسبانيا من أكثر الدول الأوروبية التى تركز عليها التنظيمات الإرهابية ، سواء من داعش أو القاعدة، وهدد تنظيم القاعدة الإرهابى إسبانيا مرة أخرى، حيث قام زعيم التنظيم متعدد الجنسيات "أيمن الظواهرى"، بوضع إسبانيا فى بؤرة اهتمامه فى خطاب طويل ضد ما أطلق عليه "احتلال" سبتة ومليلة، وذلك فى إشارة لعزمه لشن هجمات إرهابية جديدة، حسبما قالت صحيفة "ايرالدو" الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيم نشر تسجيل فيديو يحتوى على تهديدات ضد إسبانيا، وذلك فى 24 نوفمبر الماضى عبر المنتديات الإرهابية، وهو خطاب مدته 38 دقيقة بعنوان "تحذير للأمة الإسلامية من التهديد الذى تمثله الأمم المتحدة
وأشارت أجهزة مكافحة الإرهاب فى الداخلية والاستشارات الاستخباراتية والأمنية الإسبانية AICS، إلى أن الظواهرى يهاجم بشكل أساسى الأمم المتحدة، حيث قال: "الأمم المتحدة تم إنشاءها من قبل القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، بهدف فرض نظام سياسي وعقيدة على العالم بأسره ، وبهدف ترسيخ هيمنتها على بقية البشرية"، واستنكر "قبول عضوية الأمم المتحدة يعني ضمناً قبول الحكم بموجب قوانين غير الشريعة الإسلامية وبالتالي التخلي التام عن الشريعة".
وأضاف الظواهرى "الأمم المتحدة منظمة أنشأها أعتى المجرمين لتغيير نظام المعتقدات لبقية البشرية، وتحديداً المسلمين"مستشهدا في هذا السياق بإسبانيا التي يتهمها مع دول أخرى باحتلال الأراضي الإسلامية، سبتة ومليلية ، بمباركة الأمم المتحدة، رغم أن ميثاق الأمم المتحدة يضمن حرية الشعوب، داعيا إلى تحرير سبتة وميلة من الاحتلال الإسبانى ، كما يزعم.
وقالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية إن عام 2021 كان مثير للقلق فى إسبانيا فى مجال الارهاب بشكل خاص، وذلك بعد أن تضاعف الرسائل التهديدية بهجمات على البلد الأوروبى ، لاستعادة الأندلس ، ولذلك يرى العديد من المحللين والخبراء أن تعزيز الإجراءات الخارجية من أجل الحفاظ على الأمن القومى .
وأكد خبراء لصحيفة "راثون" الإسبانية أن الذئاب المنفردة تعتبر من أبرز ما يثير قلق الجهات الأمنية فى إسبانيا ، وذلك على الرغم من أنه لا يمكن استبعاد تكوين الخلايا مثل التى قامت بتنفيذ عملية الهجوم فى كتالونيا فى صيف 2017
وأكدت الصحيفة الإسبانية فى تقرير لها، أنه على عكس البلدان الأخرى ، لا تقدم السلطات الإسبانية بيانات عن عدد الأهداف المدرجة على أنها خطرة ؛ من الممكن الاعتقاد بأنهم سيمثلون رقمًا ملموسًا عند مقارنتهم بما يحدث في الدول ، مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإنجلترا، ومع ذلك ، فإن إحدى أكثر القضايا إثارة للقلق التي يجب أخذها في الاعتبار هي قضية "جبهة السجون" بجانب "الذئاب المنفردة".
وأكد الخبراء أن إسبانيا تقوم بمراقبة مكثفة في السجون التي يتواجد فيها إرهابيون ، ونتيجة لذلك ، كانت العمليات التي نفذت هذه السنوات ، آخرها قبل أيام قليلة في سجن لاس بالماس ، عندما اكتشف الحرس المدني وجود أحد السجناء، كان يستعد لهجمات عندما أطلق سراحه.
وأوضح رومان إيتشانيز من المرصد الدولي للدراسات حول الإرهاب أن "العدد المرتفع من الأشخاص المتطرفين ومثيري الاضطرابات والمجندين والأشخاص الذين أطلق سراحهم (بعد قضاء عقوبتهم) يجعل من المستحيل تتبّعهم بشكل مفيد" ويتطلب تقييما أفضل للمخاطر.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسبانيا تطبق منذ 2004 برنامجا لتتبّع الارهابيين الذين دخلوا السجن والبالغ عددهم حاليا 119، بمن فيهم الموقوفون رهن التحقيق، ويتثبت البرنامج من عدم قيام مجرمي الحق العام بتلقين الأفكار المتطرفة لسواهم وعدم خضوع موقوفين لأنشطة تجنيد، وفي هذا السياق، تم تفكيك شبكة تجنيد تضم 25 معتقلا في 2018، كما تطبق إسبانيا منذ 2016 برامج طوعية لاجتثاث التطرف في السجون، لكن فاعليتها تبقى محدودة لأنه "من الصعب للغاية أن يقروا بالجريمة" التي عوقبوا عليها إذ أنهم نفذوها بدافع عقيدتهم، على ما أوضح مصدر في إدارة السجون .
ويعتبر المقاتلون الإسبان من الإرهابيين الخطرين للغاية لأنهم يتمتعون بخبرة واسعة في استخدام جميع أنواع الأسلحة وفي تصنيع العبوات الناسفة (IED)، بالإضافة إلى ذلك ، فهم من الرعايا المتعصبين الذين هم على استعداد لدفع الارهاب إلى أقصى حدوده ويعلنون كراهية كبيرة لإسبانيا لأنها كانت واحدة من الدول التي كانت جزءًا من التحالف الدولي الذي هزم داعش إقليمياً، حسبما قالت الصحيفة الإسبانية.