كلفت القابضة للصناعات الكيماوية، كلية هندسة جامعة القاهرة لبحث أوضاع شركة باتا، بجانب شركات أخرى لوضع سيناريوهات إدارتها مستقبلا، حيث تمتلك الدولة العديد من الشركات العريقة، التى كانت لها جذور أوروبية وعالمية، تم دمجها فى الصناعة والاقتصاد المحلى منذ سنوات طويلة، ومن بين تلك الشركات شركة باتا، إحدى شركات القابضة للصناعات الكيماوية، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام.
وفى عام 1996، تم تصفية 86 فرعًا من فروع «باتا» وبيعت جميعها، ولم يتبق منها سوى 100 فرع تعمل الشركة القابضة للصناعات الكيماوية على إحياء الماركة العالمية فى مصر مرة أخرى، عبر عمليات تطوير مستمرة تجريها الحكومة، ساعية من خلالها عبر قطاع الأعمال، إلى عودة العلامة التجارية الأشهر فى مصر.
من جانبه قال المحاسب عماد الدين مصطفى، الرئيس التنفيذى للشركة القابضة للصناعات الكيماوية، أن تطوير شركة باتا، يتم دراسته حاليا من خلال كلية الهندسة جامعة القاهرة، ومن خلال الدراسة سيتم تحديد مسارات التطوير، إما نقل النشاط الصناعى من مكان الشركة الحالى بالإسكندرية لمكان أخر مع استمرار النشاط، أو التركيز على محور النشاط التجارى.
وأضاف لـ"انفراد" أن أرض الشركة ستدخل فى مشروعات الاسكان، بعدما أصبحت داخل الكتلة السكنية، وبالتالى لدينا فروع كثيرة فى المحافظات تم تطوير بعضها، وبالتالى يمكن استغلالها فى النشاط التجارى وعرض منتجات الشركات المحلية والعالمية خاصة المتخصصة فى صناعة الأحذية.
من جانبه أشار المهندس شكرى حماد الرئيس التنفيذى لشركة باتا، أن تصنيع أحذية «السفتي» سيكون رأس حربة الشركة فى عملية التطوير، وتراهن الشركة أنه سيدر أرباحا ولا سيما مع شراء ماكينات جديدة، مشيرا إلى أن رؤية تطوير الشركة تقوم على الناحية التجارية والصناعية، فهى ليست شركة صناعية فقط، ومن خلال هذه الرؤية نقوم بتجديد الفروع والارتقاء بمستوها للوصول إلى مستوى جيد جدا.
وأوضح أن رؤية التطوير تعمد على جودة المعروض، وربط الفروع عن طريق شبكة داخلية، ورفع مستوى العاملين فى فروع الشركة المختلفة على مستوى الجمهورية، التى تصل لحوالى 100 فرع، وذلك لتحقيق نمو فى حجم المبيعات
وفيما يتعلق بالمؤشرات المالية للشركة فقد حققت شركة باتا، نظرا لخطة التطوير التى تم وضعها من قبل إدارة الشركة، أرباحا محدودة مقارنة بفترة تعرضت فيها لخسائر نتيجة تطوير الفروع واختيار بعض الفروع المميزة للدخول عليها فى شراكة مع القطاع الخاص لتعظيم العوائد، كما وضعت الشركة خطة تستهدف التوسع فى السوق الخارجى وإنتاج نصف مليون حذاء العام الجارى، مع التوسع فى انتاج أحذية "السيفتى".
وتاريخيا تأسست شركة "باتا للأحذية" عام 1894 فى قرية زلين فى جنوب جمهورية التشيك، من قبل الأخوة توماس وأنطونين وآنا باتا، وهى العائلة التى تعمل فى صناعة الأحذية لأكثر من 3 قرون، إلا طريقة تأسيس وعمل الشركة فى ذلك الوقت كانت طريقة حديثة وغير معتادة فى ذلك الوقت، كما عرفت الشركة بصناعة الأحذية رخيصة الثمن بجودة عالية، وتحديدا الأحذية المصنوعة من القماش وأحذية العمال
وبحلول الحرب العالمية الأولى، عملت شركة باتا فى صناعة أحذية الجنود، كما قامت الشركة بتخفيض أسعار أحذيتها للنصف بسبب الازمة الاقتصادية التى عصفت بالدول الأوروبية بسبب الحرب، الأمر الذى حقق مبيعات كبيرة للشركة وساهم فى توسعها بأوروبا وعدد من الدول العالم.
افتتحت شركة باتا أولى فروعها فى مصر مطلع ثلاثينيات القرن الماضى، وحققت انتشارا واسعا بين مختلف فئات المجتمع المصرى، نظرا لجودة الاحذية على اختلاف انواعها من أحذية رجالى وحريمى وأحذية الأطفال، بجانب الحذاء الرياضى الأبيض الذى اشتهرت به الشركة، كما عرفت الشركة بوضع "لبيسة" مع كل حذاء يتم بيعه، وهو ما ساهم فى زيادة مبيعات الشركة، وتم انشاء مصنع للشركة فى القاهرة بشارع عماد الدين، بجانب عدد من الفروع بمختلف المحافظات.
واستمر النجاح المنقطع النظير للشركة حتى تأميمها عام 1961، حيث تم ضم الشركة بنفس الاسم التجارى "باتا"، رغم فصلها التام عن الشركة الأم، إلى الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، وعلى مدار سنوات منذ تأميم الشركة تعرضت الشركة إلى مجموعة من الأزمات والخسائر تسببت فى تدهور وضعها إلى حد تصفية حوالى 186 فرع من فروع الشركة لتحقيقها خسائر كبيرة، ومع الابقاء على 126 فرعا.