تستمر معاناة المواطنين فى المحافظات بسبب انقطاع المياه لتشهد عدة مناطق أزمة عطش، فلم يشفع شهر رمضان الكريم والصيام، وما يصاحبه من ارتفاع فى درجات الحرارة لدى مسئولى المياه، بمحافظة القليوبية، حيث تفاقمت أزمة انقطاع المياه بشكل مستمر ولساعات طويلة بعدد كبير من قرى طوخ والقناطر وشبين القناطر وقليوب والخانكة، فضلًا عن تلوثها وعدم صلاحيتها للاستخدام وهو ما دفع الأهالى إلى الاعتماد على شراء جراكن المياه من الباعة الجائلين فيما لجأ البعض الآخر إلى استخدام الطلمبات الحبشية فى الشرب، والتى تعد غير صالحة.
المشكلة فرضت نفسها بقرى المنيرة وضواحيها مركز القناطر الخيرية، التى يقطنها أكثر من 800 ألف مواطن، حيث أكد الأهالى أنهم يبحثون عن مياه الشرب بسبب كثرة انقطاعها المستمر دون أى تنويه، مشيرين إلى أن المصدر الوحيد لهم هو مياه الطلمبات الحبشية وبائعو المياه فى الشوارع، وقال السيد علام موظف، مطالب الحياة صعبة، ولا نقدر عليها ورغم ذلك نشترى جركن المياه من البائع المتجول فى الشارع بسعر 3 جنيهات، بالإضافة إلى فاتورة المياه التى تأتى من الشركة القابضة بمبالغ باهظة.
بينما قال يوسف محمد، طالب جامعى: "إن مياه الشرب فى حال وجودها لا تصلح للاستخدام وهذا ما يدفعنا إلى شراء مياه الشرب، رغم أننا لم نعرف مدى صلاحيتها وسلاماتها لأنها مجهولة المصدر".
من ناحية أخرى، تعد مدينة شبين القناطر من أكثر المدن انقطاعًا لمياه الشرب رغم ضمها لأكثر من 30 قرية بسبب انفجارات مواسير المياه بشكل مستمر بسبب تهالكها وتوقف وتعطل الحركة المرورية على الطرق، وطالب الأهالى المسئولين بسرعة التدخل بعد أن تحولت الشوارع إلى برك طين.
وقالت أسماء محمد، إحدى الأهالى، إن مدينة شبين القناطر تعانى من مشكلات كثيرة فى مياه الشرب، فضلًا عن نقص كمية المياه المنتجة من نهر النيل واعتماد القرى على المياه الارتوازية، مشيرا إلى أن مسلسل تعطل وكسر خطوط المياه مستمر بشكل يومى بسبب غياب الصيانة للوصلات والشبكات التى تم إنشاؤها منذ عدة سنوات.
وأشارت إلى توابع الأزمة التى تظهر يوميًا فى حوادث متكررة لحدوث انكسار فى خطوط المياه الرئيسية التى تغرق الشوارع والطرقات يوميا، ما يؤدى إلى توقف الحركة المرورية والمارة، فضلًا عن إهدار كميات كبيرة من المياه بسبب الانفجارات.
وأكدت أن أكثر الشوارع والطرق التى تشهد انفجار خطوط المياه فيها بصفة مستمرة هو شارع حسين رشدى، رغم أنه من الشوارع الحيوية بالمدينة، إلا أن خطوط المياه به متهالكة وقديمة جدًا ما يؤدى إلى انفجارها بصفة مستمرة وغرق الشارع والمنطقة كلها.
ونفس المشهد تكرر فى قرية السيفا وإمياى والعمار بمركز طوخ حيث اشتكى الأهالى من صعوبة توفير احتياجاتهم من مياه الشرب بسبب كثرة الانقطاع ولجوئهم إلى الطلمبات الحبشية، واشتكى أهالى قرى قليوب من انقطاع مياه الشرب عن المنطقة منذ فترة طويلة واعتمادهم على الطلمبات الحبشية التى تسبب الأمراض المزمنة لاختلاطها بمياه الصرف الصحى ونفس المأساة تكررت فى قرى الخانكة بسبب الانقطاع المستمر لمياه الشرب رغم ارتفاع درجات الحرارة.
من جانبه أعلن الدكتور رضا فرحات، محافظ القليوبية، أنه قد تم البدء فى إنشاء أكبر محطة لمياه الشرب على مساحة 10 أفدنة بقرية سرياقوس مركز الخانكة، مشيرًا إلى أن المحطة الجديدة سوف يتم افتتاحها عام 2017 بطاقة 145 ألف متر مكعب بالمرحلة الأولى.
وأشار رضا فرحات إلى أن المحطة الجديدة تخدم مليون نسمة بمناطق الخانكة وأبو زعبل والقلج وأجزاء من الخصوص، مضيفًا أنه من المنتظر أيضًا تسليم 13 محطة مياه شرب بطاقة 90 مترًا موزعة بمعدل 2 بكفر شكر و2 فى بنها و3 بالقناطر الخيرية وواحدة بالخصوص وأخرى بعرب العليقات، وذلك لمواجهة مشكلة نقص وضعف المياه فى القرى.
وأكد محافظ القليوبية أنه يجرى أيضا عمل توسعات لـ4 محطات مياه أخرى لمضاعفة الطاقة الإنتاجية بكل من محطة مياه شبين القناطر، والعبادلة بطوخ و"كوم اشفين" بقليوب والزراعة ببنها، وسوف يؤدى ذلك إلى زيادة الطاقة المنتجة للمياه على مستوى المحافظة بما يغطى احتياجات المواطنين.
وفى الشرقية، مازال أهالى قرى صان الحجر أولاد صقر، يعشيون مأساة انقطاع مياه الشرب، حيث يلجئون لملء الجراكن حصولا على المياه، كما أنهم يستخدمون مياه الصرف فى الوضوء .
40 عزبة بصان الحجر بلا مياه
قال حسيب عبد الحميد 55 سنة، إن قرى القصبى شرق والقصبى غرب واللتين تضمان 40 عزبة، لم تر المياه طوال أشهر الصيف، لافتا إلى أن المياه تأتى بشكل متقطع كل فترة، وأن آخر مرة جاءت للقرية كانت منذ 3 أيام .
وأضاف أن هذه المشكلة مزمنة، لكون مركز صان الحجر يتغذى من محطة حجير بفاقوس، والتى تبعد مسافة طويلة عن القرى، فضلا عن ضعف طاقتها الإنتاجية، قائلا: "سمعنا كتير عن حل مشكلة المياه ورفع الإنتاجية، وكله كلام".
وقال نجل عمه عبدالحميد محمد عبدالحميد عامل زراعى: "إحنا مش بنشوف المياه، حتى الوضوء بنستخدم مياه الصرف عشان مفيش غيرها"، مشيرا: "أننا نعيش على مياه الجركن التى نقوم بشرائها من الباعة ولا نرى فناطيس الحكومة التى يقولون عنها".
بينما أكد محمد أنور أن ترعة أبو لحم المغذية للقرية، أصبحت جافة هى الأخرى و"لا نرى مياه شرب أو رى".
أهالى أولاد صقر يستغيثون بالرئاسة
وجدد على المهدى، عضو مجلس محلى سابق وأحد أبناء قرية إبراهيم حسن التابعة لمركز أولاد صقر، نداءه للرئيس السيسى بحل أزمة المياه فى القرية التى يعيش فيها 10 آلاف مواطن، موضحا: "أن المياه مقطوعة بشكل مستمر عن القرية ومياه المناوبة، التى من المفترض تصل يوم فى الأسبوع، لم نرها منذ بداية الصيف، وانقطعت تماما عن القرية، و فناطيس الشركة لا تأتى بانتظام، ما يضطرنا لاستخدام مياه الجركن واللجوء لمياه المصرف.
ويشار إلى أن قرية إبراهيم حسن، تقع على الحدود مع محافظة الدقهلية، وكانت هناك خطة قبل عامين لمد خطوط لها من الدقهلية، بدلا من الشرقية لبعدها عن المحطة المغذية لأولاد صقر، لحل الأزمة وتوفير المياه، وأن الخطة توقفت دون سبب واضح.
المحافظة لدينا خطة لحل الأزمة وأعلن اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية، افتتاح محطة أبوشلبى، فى 40 يونيو الجارى، لتغذية 5 مراكز فى شمال المحافظة ( فاقوس – الحسينية – أبو كبير – القرين – ههيا )، وبالإضافة إلى اعتماد خطة أخرى لرفع إنتاجية المحطات لتوفير المياه لمركز صان الحجر والحسينية.
كما شكا أهالى مدينة النور السكنية والسلام واحد وأثنين بالسويس من وجود عكارة وتلوث فى مياه الشرب وتغير لونها، وناشد المواطنين المسئولين بالمحافظة التحقيق مع المسئولين بمحطات مياه الشرب.
وقال حازم الشاعر، من سكان مدينة النور: "يرضى مين أن تكون مياه الشرب بهذا الشكل واللون والطعم، فالتلوث واضح ولا احد يحاسب للأسف، لأنه لو يوجد احد يحاسب ويعاقب لن يحدث ما نراه".
وأكد سمير يسرس، مدرس، أن المياه عكرة جدا وتصل الينا بمدينة السلام بهذا الشكل، ونحن بالفعل فى أزمة حقيقية.
من جانبه، أكد اللواء أحمد الهياتمى، محافظ السويس، أن مياه السويس آمنة وسليمة، وأنه سيراجع مسئولو المحطات فى شكاوى تغير اللون.
وفى الغربية تفاقمت أزمة انقطاع المياه، وزادت ساعات الانقطاع منذ بداية شهر رمضان فى العديد من القرى والمدن، وسط تجاهل المسئولين على حد وصف الأهالى.
وقالت أم منعم زاهر والمقيمة بالعقار رقم 17 شارع شفيق بحى ثان مدينة طنطا ، أنها تعانى من انقطاع المياه المستمر منذ فترة طويلة، كما أن المياه لا تصعد فى شقتها رغم أنها فى الدور الثاني، وجميع الأهالى يعتمدون على المواتير، وظل الحال هكذا منذ بداية شهر رمضان، وبعد شكاوى عديدة، جاءت المياه فى أوقات معينة ولكن لونها أسود وغير صالحة للشرب.
وأضافت منى فوزى من سكان قرية اخناواى التابعة لدائرة مركز طنطا، أن أزمة انقطاع المياه لها شهور دون أن يتحرك أحد من المسئولين، ولا تأتى إلى فى ساعات متأخرة من الليل، ومع ذلك غير صالحة للشرب ومختلطة بمياه الصرف الصحى ، لأن مصرف القرية مسدود ومياه الصرف ردت فى المواسير واختلط بمياه الشرب وتنزل لونها أسود ورائحتها كريهة، مشيرة أن رئيس الوحدة المحلية على علم بالأزمة ويتجاهل .
من جانبه أكد محمد عبد الشافى من حصة شبشير أن القرية تعتمد على بئر ارتوازى ومع دخول فصل الصيف اعتمد الفلاحون على مياه الآبار الارتوازية فى رى الأراضى الزراعية بعد جفاف الترع، وبالتالى قلت المياه فى جوف الأرض وأدت لتكرار انقطاع المياه، وضعفها .
وأضاف رضا الدسوقى أن مياه الشرب فى طنطا تعانى من أزمة حقيقة ما بين ضعفها وانقطاعها المستمر، ومابين تغير فى لونها وطعمها ورغم تعدد الشكاوى لم يتحرك أحد من المسئولين.
واشتكى مجموعة من سكان مناطق شرق مدينة أسوان، من انقطاع مياه الشرب عنهم لأكثر من 15 ساعة متواصلة بسبب أعمال للصيانة لخط الصرف الصحى بمنطقة الناصرية شرق أسوان.
وناشد سكان مناطق "الزيداب والسيل الجديد والسيل الريفى وخور عواضه والناصرية حتى كوبرى الإسعاف" تضررهم من انقطاع المياه عنهم مما سبب معاناة حقيقية لهم فى ظل الصيام طوال نهار رمضان فى درجة حرارة تجاوزت 45 درجة فى الوقت الذى حرموا فيه من تشغيل المكيفات الصحراوية، التى يعتمد عليها سكان هذه المناطق بشكل أساسى.
وأكد محمود جاد الكريم، مواطن مقيم من منطقة السيل، أنه رغم التنويهات التى أطلقتها محافظة أسوان وشركة مياه الشرب طوال الفترة الماضية أن عدد ساعات الانقطاع لن يستغرق أكثر 6 ساعات إلا أن الأوضاع سارت عكس ذلك، فى ظل استمرار انقطاع مياه الشرب عن معظم مناطق شرق أسوان لمدة تجاوزت 15 ساعة.
وأرجع مسئولو محافظة أسوان، أن أسباب انقطاع المياه عن تلك المناطق يعود إلى قيام شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأعمال ربط خط طرد محطة رفع صرف صحى الناصرية على خط الطرد القائم حاليا بنفس المنطقة.