شهد مهرجان البحر الأحمر السينمائى فى دورته الأولى، تكريم المخرجة السعودية هيفاء المنصور، والتى تعتبر من الأسماء البارزة فى صناعة السينما السعودية والعربية والعالمية، وهى المخرجة التى قدمت أول أفلامها الطويلة بعنوان "وجدة" عام 2012، ليكون أول فيلم روائى طويل يتم تصويره بالكامل فى المملكة السعودية، ونالت عليه العديد من الترشيحات والجوائز حول العالم، بما فيها جائزة الأكاديمية البريطانية (بافتا) لأفضل فيلم ناطق بغير الإنجليزية، بعد ذلك قدمت هيفاء العديد من الأفلام والمسلسلات العالمية، قبل أن تعود بالفيلم السعودى "المرشحة المثالية" (2019).
انفراد التقي هيفاء المنصور فى جدة أثناء تواجدها بفاعليات المهرجان، حيث قالت إن تكريمها فى أول مهرجان سينمائى فى السعودية، وهو مهرجان البحر الأحمر، يجعلها تشعر بالفخر لأنها امرأة تربيت فى السعودية وكان هناك عوائق كبيرة تجاه عملها بالفن طبقا لطبيعة المتجمع الشرقى فى الدول العربية والذى دوما يكون ضد دخول المرأة مجال الفن والإخراج.
وأضافت أن ليلي علوي برنسيسة السينما المصرية وأن تكريمها مع علوى فخر بالنسبة ليها، خاصة، وأنها لم تكن تتخيل أن يكون هناك السينما في السعودية وأن يتاح للجمهور دخولها وتعرض أفلام محلية تعبر عن المجتمع.
وأشارت إلى أنها لم تلقى التشيجع الكافى لخوض مجال العمل فى الإخراج لكنها وجدت كثير من الداعمين، رغم أن البعض قال عنها أنها زوبعة فى فنجان، بالرغم من أنها تفضل أن تكوم نسمة على حد قولها، مؤكده أن كل تلك الأقاويل كانت مقلقة وتثير الخوف من عدم استكمال المسيرة.
وأضافت اليوم اصبحت مخرجة وهذا هو عملى ومصدر رزقى والمهنة التى امتهنها والحمد لله.
وحول حالة الانفتاح السعودى على كل اشكال الفنون سواء السينما أو الغناء، قالت إن الشعب السعودى يصل عدده إلى 20 مليون ويحبون السينما، وهناك أسواق للسينما في أمريكا ومصر والصين، والان هناك سوق للسينما فى السعودية وهناك من يبحث عن قصص تصل للجمهور وتناقش همومهم، موضحه أنها تحب فيلم دعاء الكروان وتعتبره من أهم الأفلام التي قدمتها فاتن حمامة التى تعتبرها من أجمل نساء العالم، مشيره إلى أن الفيلم يتعرض لجرائم الشرف وهى مشكلة اجتماعية عميقة ولكن الفيلم ممتع وشيق وليس محاضرة عن حقوق المرأة رغم أنه فيلم نسوي ويتحدث عن حق المرأة فى الحب والحياة متمنيه أن تستطيع السينما السعودية أن تقدم مثله.
وحول تمحور أغلب الأفلام السعودية حول مشاكل وقضايا المرأة، قالت هيفاء المنصور، إن تحرير المراة شئ مهم واعطاء المرأة السعودية فرصة للظهور مطلوب لأن المرأة فى السعودية كانت معزولة عن المجتمع واتمنى أن المخرجين الشباب من الرجال يحكون قصصهم ويتركون النساء يحكون هن أيضا قصصهن، لأنه لابد أن تعبر المرأة السعودية عن صوتها ويكون لها تواجد خاصة وأن قصص النساء فى السعودية لم تروى بعد.
أما عن ما إذا كان المجتمع السعودى مؤهل لاستقبال قصص مثل قصة دعاء الكروان، قالت هيفاء إنه لابد مراعاة طريقة التقديم، بما يضمن عدم خدش الحياة مثل دعاء الكروان لا يوجد شئ خارج عن الطبيعة المحافظة للمتجمعات، والمجتمع السعودي محافظ، ويمكن أن نقدم قضايا شائكة ولكن بشكل محافظ مثلما قدمت فيلم، "وجدة" فالسنيما لابد أن تقترب من الناس وتكون تشبهمم و وتعبر عنهم، مؤكده أنها تحت لمصر خاصة وأنها درست بها وتتمنى العمل فى مصر.