"كل واحد يروح لحاله".. عبارة سهلة قد يطلقها الأزواج والزوجات دون حساب طوال حياتهم الزوجية، للهروب من تحمل المسئولية إلا أنهم بعد -الطلاق الفعلي-، يدخلوا فى تبعات الانفصال ويدفعوا ثمن استسهال الرغبة فى البحث عن البدايات الجديدة، ليعانوا بعدها من دوامة من الهموم المتراكمة والتناحر الأسري بسبب الأبناء والنفقات ومصروفات العلاج والمدرسة والمسكن والملبس وتنفيذ جلسات الرؤية، ومشكلات ومشاوير ومحامين وسداد أموال لعشرات القضايا المتبادلة بينهما أمام محاكم الأسرة، وكل هذه الضغوط يدفع ثمنها الأسرة والأطفال والمجتمع بسبب غياب قيم المودة والسكن والرحمة بين الزوجين، ورفض الطرفين تحمل الشراكة في عبئ البيوت وتكوين أسرة وحياة مستقرة.
ونجد أنفسنا داخل أروقة محاكم الأسرة أمام قضايا كانت غريبة عن مجتمعنا فى السابق من تخلف زوج عن سداد نفقات علاج أولاده ، وقيام زوجه بالبحث عن وسيلة للتخلص من زوجها بعد مرضه، وزوج أخر ألقي بزوجته المسنة فى الشارع، وخلال السطور التالية نرصد أغرب القضايا ونتعرف على دور قانون الأحوال الشخصية فى التصدي لها.
"أنا مش عايزك خلاص"..معاناة زوجة مريضة بالسرطان
لم تتخيل الزوجة بعد مرور 9 سنوات على زواجها ووقوفها بجوار زوجها أن يكون رد الجميل بتركها فى أزمتها مع مرض السرطان، لتقوم بعدها بطلب تسوية للحصول على الطلاق من زوجها، بعد أن يئست من شعوره بمرضها، وكفه عن التسبب بالإيذاء لها، وجعلها تدفع الثمن كما كان يصرح دائما، وكأنها السبب فى إصابتها بتلك الحالة".
وأكدت الزوجة فى دعواها أمام محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة:" طالبت بمعاقبته بسبب تخلفه عن دفع 300 ألف جنيه مصروفات علاجية المفروضة عليه قضائيا، بعد خضوعى لعدة إجراءات طبية، ومعايرته لي بمرضي، وتصريحه أمام أهلي بنفوره مني، وطردي من مسكن الحضانة".
أب يقابل توسل طليقته له لمساعدتها لعلاجأبنته قائلا:" متزعجنيش"
رغم حالة طفلته المرضية وذهابها مع والداتها أمام محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة بحثا عن مد يد المساعدة ومنحهم حقوقهم من أب تخلى عن ضميره وتبرأ من طفلته التى تبلغ 8سنوات وتركها تصارع المرض قائلا:"مليش دعوى أنا مش مسئول أعالجها " .
وأكدت وعندما استغاثت به فى أحدى المرات ليلا بعد أن عجزت عن مد يد المساعدة لصغيرته صرخ فى وجهها من أجل إيقاظه وسبها قائلا.."متزعجنيش".
وتابعت:" طردنى فى الشارع وأرسل لى ورقة طلاقى لم أتصور أن عنفه وجحوده وأخلاقه السيئة ستطال أبنته ويتخلى عنها عندما علم بمرضها، وأبتعد تدريجيا حتى يتنصل من دفع كل حقوقها التى اتفقنا عليها".
أريد حلا..مسنةتشكو طردها من منزل الزوجية بعد40سنةبعد مرضها
"40عام من الزواجتحملت فيهم عنف زوجيوتسلطه وطول يديه ولسانه، لتكون مكافأة نهاية الخدمة بتخلص زوجي مني، وطردى للشارع، واتهامي باطلآ بمحاولة التعدى على زوجته، دون أن يهتم بتدهور حالتي الصحية".. بتلك الكلمات استغاثت زوجة بمحكمة الأسرة بأكتوبر للحصول على نفقة لعلاجها.
وتابعت الزوجة:" ساعده على تعظيم رأس مال مشروعه من مالى الذى ورثته عن والدى بعد وفاته، لينتهى بى الحال مطرودة لا أجد مكان يرحمنى من الشارع بعد أن تملك المرض منى وعشت أتعرض للذل فى منزل زوجى".
رأى القانون فى نفقة العلاج؟
وقال سعيد الضبع المحامى المختص بقانون الأحوال الشخصية أن قانون الأحوال الشخصية، شمل فى مواده نفقات العلاج، وأكد أن الهدف من القانون عندما فرض نفقات مصاريف علاج الزوجة والأولاد على الأب، مساعدتهم على تحمل أعباء المعيشة، وأن النفقات التى نص عليها القانون هى نفقات العلاج للأمراض الطارئة والخطيرة، وفق التقارير الطبية والحاجة الملحة لتلك الإجراءات الطبية.
وأكد الضبع: "أن المادة رقم 76 مكررا فى القانون رقم 1 لسنة 2000، تنص فى فقرتها الأولى على أنه إذا أمتنع المحكوم عليه عن تنفيذ الحكم النهائى الصادر فى دعاوى النفقات والأجور وما فى حكمها جاز للمحكوم له أن يرفع الأمر إلى المحكمة التى أصدرت الحكم التى يجرى التنفيذ بدائرتها، ومتى ثبت لديها أن المحكوم عليه قادر على القيام بأداء ما حكم به، وأمرته بالأداء ولم يمتثل، حكمت المحكمة بحبسه مدة لا تزيد عن 30 يوما".