مسيحى يغلق ورشته يومين لإقامة فرح جاره المسلم.. سوء الأحوال الجوية هدد بإلغاء زفاف "بدر" فقرر "يوسف" استضافته فى ورشة النجارة وحولها لقاعة أفراح.. وصرف يومية 3 أيام لعماله احتفالا بصديقه.. فيديو وصور

"جدعنة المصريين تظهر وقت الشدة" هكذا عرفنا دائمًا، ولكن ما أثبتته الواقعة التي شهدتها قرية محلة فرنوي فىمركز شبراخيت بالبحيرة أن الشدة لا تقتصر على الأحزان والمآسي فقط وإنما في الفرح أيضًا، فحين هدد الطقس المتقلب وسوء الأحوال الجوية حفل زفاف أحد أبناء القرية الشاب "بدر قاسم" إما بالتأجيل أو الإلغاء، رفض صديق عمره الشاب "يوسف جرجس" الاستسلام للأمر الواقع وقرر إغلاق ورشته للنجارة وتحويلها إلى قاعة أفراح ليومين فقط، لإقامة حفل زفاف صديقه، في واقعة تتجلى فيها شهامة المصريين والوحدة الوطنية. سوء الأحوال الجوية أظهرت شهامة المصريين بدأت القصة حين فوجئ "بدر" مع بدء العد التنازلي لحفل زفافه بتحذيرات هيئة الأرصاد بشأن التقلبات الجوية، حتى أن محافظة البحيرة كانت واحدة من 4 محافظات تعطلت فيها الدراسة لسوء الأحوال الجوية يوم الأربعاء، وهو ما يعنى بالضرورة إلغاء حفل زفافه أو تأجيله، فما كان من جاره سوى غلق ورشته وتجمعت أيادى الشباب وأخرجوا الأخشاب التي بداخل الورشة وأقاموا مسرحا كبيرا استعدادًا لإقامة الفرح ليلًا خوفًا عليه من الرياح والأمطار، لتكتمل فرحة أهالى قرية محلة فرنوى بالبحيرة. "احنا هنا أهل وأخوات" هكذا بدأ يوسف حديثه لـ"انفراد"، حيث قال: "ده واجب عليا لما شوفت الجو كدة قلب فى لحظة وفرح صحبى ممكن يتأجل أو يتلغى كان لازم أعمل كدة، فضيت الورشة من المكن والآلات أنا وكل الشباب وبسرعة فرشنا، وعلقنا النور، جبنا الطباخ وكل لوازم الفرح احنا هنا واحد عمرنا ماسمعنا عن فلان مسلم وفلان مسيحى". يوسف فرح صديقه والقرية كلها أما هشام رضوان من أهالى القرية وصديق لـ"يوسف وبدر" فقال: على الرغم من أن الورشة متوقفة عن العمل إلا أن "يوسف" أصر على دفع اليومية للعمال، فالإجازة الأسبوعية يوم الجمعة فقط وليس لهم ذنب في سوء الأحوال الجوية أو إقامة فرح بدر وتوقف العمل داخل الورشة، بطبيعة الحال في الأرياف تكون الأفراح عبارة عن فراشة ومع المطر والعاصفة كان من الصعب إقامة الفرح، لكن يوسف أنقذ الموقف وفرح صديقه وجاره وفرح البلد كلها. وقال السيد خليل من أهالى القرية وصديق مقرب للعريس وليوسف فقال: "أنا كنت حاضر الواقعة وشوفت إصرار يوسف على إقامة الفرح في الورشة، احنا أصحاب ومافيش فرق بينا بيت يوسف ملاصق لبيت العريس وطول الوقت احنا مع بعض بناكل ونشرب سوا ومافيش فرق بيننا، تغير الطقس كان هيلغى الفرح لكن يوسف أصر وخلى الخشب من الورشة والمعدات، وقبض العمال 3 أيام احتفالاً بفرح صاحبه".