أكرم القصاص يكتب: التعليم فرض.. طريق العلم وإرادة التقدم.. مجدى يعقوب ودروس فى معانى العلم والإنسانية والقيم التى نحتاجها لبناء الطريق نحو المستقبل

بمناسبة الحديث عن العلم، وأهمية التعليم والالتحاق بالمستقبل، نحن أمام مشهد لافت فى المنتدى العالمى للتعليم العالى، حضور العلامة الدكتور مجدى يعقوب، والذى رافق الرئيس عبدالفتاح السيسى فى جولته، أثناء افتتاح المنتدى، وقد حظى الدكتور يعقوب بإشادة من البروفيسور مايك ماكيردى، رئيس الكلية الملكية للأطباء والجراحين فى أسكتلندا، الذى شارك فى الجلسة الافتتاحية وقال: «إن السير مجدى يعقوب بطل لدينا فى بريطانيا ومصر»، فى إشارة إلى القيمة العلمية والطبية للعالم الكبير فى أنحاء العالم، بما قدمه للإنسانية فى العلم والطب، ورفض التقاعد والراحة واختار الطريق الأصعب، لم يجلس ليلقى نظريات فى خدمة الإنسانية، وقرر أن يقدم نموذجا، وسعى لإقامة مؤسسة مجدى يعقوب لجراحات وأبحاث القلب فى أسوان، وهو درس عملى يقول لمن يريد أن يخدم بلده وإنسانيته أن يفعل هكذا. ودائما ما يقول الدكتور مجدى يعقوب، إن الدول الفقيرة تحتاج إلى العلم ربما أكثر من الدول الغنية، بما يعنى أن العلم هو الذى يحل المشكلات، ويساعد على صناعة التقدم والرخاء، والدليل أن دولا لديها خامات أو ثروات طبيعية، وليست لديها قدرة على بناء سياق للتقدم، بينما دول متقدمة بالرغم من أنها لا تمتلك مواد خاما أو ثروات طبيعية، والفرق هنا فى العقل والعلم، وأساس هذا هو التعليم الجيد. رؤية الدكتور مجدى يعقوب تجمع بين العلم والإنسانية، حيث الطب مع العبقرية، يفترض أن يكون مغلفا بالروح والتواصل الإنسانى بعيدا عن حسابات الربح والخسارة، يضاف إلى ذلك أن الحديث عن العلم والتقدم والارتباط بالتكنولوجيا يتطلب فى نفس الوقت تدريس الموسيقى والفنون والثقافة بمعناها الأشمل. وقبل عامين استمعت إلى العالم الكبير الدكتور مجدى يعقوب، فى الجامعة البريطانية، وهو يدعو إلى أن تكون هناك كليات للموسيقى والفنون بالجامعات العامة والخاصة، باعتبار أن التقدم يصنعه العلم والفن والثقافة، وهى أجنحة مهمة للتقدم، نحن أمام رؤية تنطلق من أن التعليم والتقدم يفترض أن يقوم على المعرفة والثقافة والتنوع وليس فقط العلم النظرى والتجريبى. وخلال جلسة المنتدى العالمى للتعليم العالى، تحدث البروفيسور مايك ماكيردى رئيس الكلية الملكية للأطباء والجراحين فى أسكتلندا، وقال إن التعليم العالى جزء مهم من المستقبل، وبالرغم من تحولات التكنولوجيا والعلم لا يتوقع تغيير دور الطبيب فى المستقبل، بل إن التقنية والاتصالات والأجهزة الإلكترونية والكاميرات تساعد على توسيع دور الأطباء، وإمكانية أن يوجه جراح وعالم مثل الدكتور مجدى يعقوب عددا من الأطباء فى أنحاء العالم، يجرون جراحات لعدد من المرضى فى دول مختلفة. وأضاف «ماكيردى» أن هناك رابطة أساسية بين الطبيب والمريض، ولن تتغير، لكن الأدوات الموجودة الآن بسبب البحث والتطور الذى حدث، تسهل تدريب شباب الجراحين بالذكاء الاصطناعى بدون جراحات حقيقة من خلال النموذج، ويقول «ماكيردى» إنه منذ 25 عاما عندما بدأت فى تخصص علاج سرطان الثدى، كنا نعطى العلاج الهرمونى والكيماوى، والآن نأخذ عينة صغيرة نرسلها إلى المعمل لنتأكد من الإصابة ونوعها، ونستطيع إجراء تحليل لتحديد المريضات اللاتى يستفدن من العلاج الكيماوى أو الإشعاعى، أو أى نوع من العلاج الذى يتناسب مع الحالة، ونعرف أن هناك حالات تتطلب علاجا كيماويا، أو جراحيا أو إشعاعيا، وهذا يتم بفضل التقدم فى التحاليل الطبية والأشعة وأدوات الفحص التى توفرها التكنولوجيا. من هنا، فإن العلم يتسع كل يوم والتكنولوجيا توسع من المدارك والفرص، حيث تضاعف التقنيات والاتصالات من فرص التعلم والتجريب والطب، ويحتل «التعليم عن بعد» مكانة متقدمة تضاعفت مع كورونا، حيث اضطر أكثر من مليار طالب للبقاء فى المنازل وتوقفت المدارس والجامعات عن استقبال الطلاب، وهو ما دعم التعليم عن بعد ووسع من فرص الاستفادة من التكنولوجيا. وكل هذا يعنى أننا فى عصر يفرض مفرداته على كل شىء، ولم يعد التعليم فيه ترفا، أو العلم والتجريب اختيارا، لكنه فرض يجب اتباعه الآن ومن دون تأخير أو تهاون. وهو ما يعيدنا إلى تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى على أهمية تطوير التعليم بما يصنع نقلة كاملة، ومهما كانت التكلفة، مع إدراك بأن التعليم يتطلب تمويلا كبيرا، وإدارة اقتصادية، لأن الأمر لا يقف فقط عند إتاحة التعليم، لكن على نوعيته وجودته، بشكل يصنع خريجا قادرا على استيعاب أدوات العصر والتعامل معها. وهو ما يعيدنا إلى موضوع التعليم العالى والجامعى، والذى أصبح تطويره ضرورة، ارتباطا بالتعليم فى مراحله الأولى من الابتدائى، حيث يجب النظر إلى الجدل الدائر حول مناهج التعليم فى المراحل الابتدائية، ورفض البعض لشكل ومضمون ما يقدم للتلاميذ من مناهج العلوم أو المعارف وطريقة التفكير. معروف أن الإنسان مع الوقت ومع تطور العلوم، يصبح أكثر استيعابا وتفاعلا، وأستعيد كلمة العالم الكبير مجدى يعقوب، لخريجى الجامعة قبل سنوات، حيث قال لهم: «إنكم وقد أنهيتم المرحلة الجامعية عليكم أن تفكروا فيما تقدمونه لوطنكم وللعالم والإنسانية، وإن الدراسة الجامعية ليست نهاية المطاف، وإنما هى بدايته، حيث تكون مرحلة التعلم والتعامل مع الواقع، ويواصل العالم الكبير تقديم دروسه بكل تواضع، بل إنه ينصح الخريجين بضرورة الاهتمام بعلوم الإنسانيات، والموسيقى، وربطهما بنواحى الحياة، وهو هنا يتحدث عما فعله بنفسه ولا يقول كلاما نظريا، فهو صاحب تجربة علمية وإنسانية تعطيه الحق فى أن يقدم خلاصة تجاربه وعلمه وهو لم يبخل بها فى أى وقت، الدكتور مجدى يعقوب الذى يقدم طوال الوقت أفكارا ودروسا فى معانى العلم والإنسانية والقيم التى نحتاجها لبناء الطريق نحو المستقبل.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;