مع اقتراب الذكرى الأولى لأحداث اقتحام الكونجرس الأمريكي، تكشف لجنة مجلس النواب المعنية بالتحقيق فى هذه الأحداث عن تفاصيل جديدة من شأنها أن تحدد ما جرى فى تلك الليلة التي شهدت ما وُصف بأنه أسوأ هجوم على رمز الديمقراطية الأمريكية.
حيث قالت اللجنة التحقيق إن مارك ميدوز، رئيس موظفي البيت الأبيض السابق فى أواخر عهد ترامب، قد أشار فى رسالة بريد إلكترونى بتاريخ الخامس من يناير، قبل يوم من أحداث اقتحام مبنى الكابيتول، أن الحرس الوطنى متأهب لحماية أنصار ترامب، وفقا للوثائق التي حصل عليها مجلس النواب.
وبحسب ما ذكرت مجلة "بولتيكو"، فإن سياق الرسالة ليس واضحا، إلا أنه يأتى فى ظل تدقيق مكثف لبطء استجابة الحرس للعنف الذى وقع فى السادس من يناير فى مبنى الكابيتول، والتوقيت المتضارب للأحداث بشأن جهود البنتاجون وقيادة الحرس الوطنى.
وقالت بولتيكو، إنه لم يتضح من الذى نقل إليه ميدوز المعلومات أو ما إذا كانت ناتجة عن أي تحليل داخلى من وزارة الدفاع.
إلا أن هذه الرسالة محل اهتمام كبير من قبل محققى الكونجرس الذين يحققون فيما إذا كان ترامب قد لعب دورا فى التأخر ثلاث ساعات بين طلب شرطة الكابيتول لدعم الحرس، ووصولهم فى نهاية الأمر إلى مبنى الكابيتول، والذى كان قد تعرض لاقتحام من قبل المشاغبين من أنصار ترامب.
كما أن التعليق أيضا يدعم شهادة وزير الدفاع السابق كريستوفر ميلر، الذى قال إنه فى محادثة فى الثالث من يناير مع ترامب، أخبره الرئيس فى هذا الوقت بان يفعل كل ما هو ضرورى لحماية المتظاهرين الذين ينفذون حقوقهم التي يحميها الدستور.
وجاء وصف الرسالة كجزء من وثيقة مكونة من 51 صفحة، تم الكشف عنها من قبل اللجنة المختارة قبل يوم من إجراء تصويت مقرر بشأن ما إذا كان سيتم توجيه اتهامات ازدراء الكونجرس لميدوز. ومن المتوقع أن يجرى مجلس النواب بالكامل تصويتا على الأمر غدا الثلاثاء.
وفى رسالة أخرى، تحدثت عنها اللجنة، يبدو أن ميدوز قد طلب من أعضاء الكونجرس المساعدة فى توصيل ترامب بمشرعين فى الولايات بعد فترة فصيرة من هزيمته فى انتخابات نوفمبر 2020.
وقال ميدوز إن الرئيس الأمريكي يريد الدردشة معهم، بحسب ما جاء فى الوثائق التي حصلت عليها لجنة التحقيقات.
وتحدثت الرسالة أيضا عن اتصالات هائلة مع أعضاء الكونجرس بشأن جهود ترامب لتجني المشرعين فى الولايات وتشجيعهم على المساعدة فى إلغاء نتيجة الانتخابات.
وشملت أيضا أسئلة بشأن المبادلات بين ميدوز مع أعضاء الكونجرس وهم يضغطون عليهم بإلحاح من أجل إصدار بيان يطالب المقتحمين بالخروج من الكابيتول.
وتأتى هذه التطورات بعد أيام من مقاضاة ميدوز لرئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى ولجنة المجلس المعنية بالتحقيق فى أحداث السادس من يناير، لمنع أمر استدعائه من قبل اللجنة، وجادل بأن هذا يمثل تطفلا غير دستورى على سلطات الرئيس السابق دونالد ترامب فى اللجوء إلى الامتياز التنفيذى.
وجاءت دعوى ميدوز يوم الأربعاء الماضى فى محكمة المقاطعة الأمريكية فى واشنطن ضد بيلوسى وأعضاء لجنة التحقيق فى اقتحام الكونجرس نفسها. وقال محاميه إنه تم وضع موكله فى موقف يتعذر الدفاع عنه بوضعه فى خيار بين تحدى اللجنة والمخاطرة بالمقاضاة الجنائية أو تحدى محاولة رئيس السابق ترامب لتأكيد الامتياز التنفيذى لمنع شهادته.
وقالت الدعوى إن اللجنة المختارة تتصرف دون أى سلطة تشريعية مثبتة، وتهدد بانتهاك المبادئ القائمة للامتياز التنفيذى والحصانة التى تعد لهل أصل وبعد دستورى.
وتواجه لجنة تحقيقات الكونجرس تحديات قضائية عدة، أبرزها مساعى ترامب لوقف تسليم سجلات البيت الأبيض إلى أعضاء الكونجرس بموجب الامتياز التنفيذي. وكانت محكمة استئناف فيدرالية قد رفضت يوم الجمعة طلب ترامب منع تقديم السجلات للجنة مجلس النواب التى تحقق فى أحداث السادس من يناير.
إلا أن المحكمة، وبحسب ما ذكرت شبكة "سى إن إن" الأمريكية، قد أوقفت قرارها لمدة أسبوعين حتى يستطيع ترامب أن يسعى إلى تدخل من المحكمة العليا الأمريكية.