إنجاز غاية في الأهمية لجهاز الأمن الوطنى تمثل في كشف حقيقة ما أسماه عنصر الإخوان عبد الله الشريف بتسريب مستشاران في رئاسة الجهورية يتحدثان سويا ويتضمن حديثهما ما يشير إلى فساد وعمولات يحصلان عليها عبر مشروعات قومية.
والحق أقول لكم أننى لم أصدق التسريب منذ اللحظة الأولى لأسباب كثيرة، أبسطها أن الشخصيات التي تكون في مثل هذه المناصب دائما تحت المجهر، ناهيك عن أن اختيارها دائما يحتاج مواصفات معينة أهما أنهم فوق مستوى الشبهات.
لكن حسنا فعل رجال الأمن الوطنى بتصديهم لهذه الشائعة وفضح خيوطها أمام الرأي العام، وأنا أعرف أن كثير من الشائعات يتم تجاهلها رغم سهولة كشف زيفها وذلك للمصلحة العليا، وتخيلت أن جهاز الأمن الوطنى سيتجاهل هذه الشائعة لسذاجتها لكنه لم يفعل ربما لأن رئيس هذا البلد يكره ريحة الفساد ويزعجه اعتقاد مواطن بأن شخص يعبث بمقدرات الوطن الذى يتكاتف لنهضته جميع المصريين.
التحقيقات في التسريب المزعوم كشفت عن أن ميرفت محمد المستشارة برئاسة الجمهورية، هي في الحقيقة ميرفت محمد على أحمد البدوي المقيمة بالإسكندرية، ومحدثها من القاهرة اللواء فاروق القاضي المستشار برئاسة الجمهورية هو في الحقيقة حنفي عبد الرازق المسجل خطر نصب والسابق اتهامه والحكم عليه في 22 قضية "نصب، قتل خطأ ، تنقيب عن آثار" وأن حنفى هو من أمد عبد الله الشريف بالمكالمة بطريق غير مباشر حيث أعطى المكالمة لشخص يدعى وائل عبد الرحمن ويعمل سمسـار بالإسكندرية ليقنع السمسار بقوة علاقاته ومن ثم يستفيد منه ماديا بشكل أو بآخر.
الواقعة انتهت وتبين زيفها بالقبض على المتهمين الثلاثة واعترافهم والإعلان عن التفاصيل ولكن هل هذه نهاية الشائعات؟ بالطبع لا فالإخوان لن يتوانوا في استهداف المساس بأمن الوطن والنيل من مقدراته بترويج الشائعات والأخبار المغلوطة بهدف إثارة البلبلة في أوساط المواطنين وتشويه صورة مؤسسات الدولة أمام الرأي العام.
ليكن بديهيا للجميع أن الإخوان يتشبثون بالحياة حتى وهم في مرحلة الاحتضار، يثبتون بتصرفاتهم إنهم ضد الوطن حتى الرمق الأخير، هيهات لهم، لن ينجحون مع تنامى وعى المصريين، عن الإخوان أتحدث، وأشعر وغيرى بندم لا حدود له، ذلك اننا في يوم من الأيام اعتقدنا أن هذا التنظيم الإرهابى يمكن أن يكون فصيلا وطنيا، الشعب كله نادم بلا شك، على يوم صوًت لصالحهم بعدما خدعوه وصدروا له أنهم يحيون الوطن قبل أن يظهرون على حقيقتهم.
أسئلة كثيرة، تراود أذهان المتخصصون في التيارات الإرهابية، منها هل الإخوان فعلا بهذه السذاجة؟ ألا يدركون أن الشعب لفظهم ولن يقبلهم مهما فعلوا، ألا يعلمون أن فترة حكمهم أزاحت عنهم كل الستر، وإنهم يحتاجون أجيالا متتالية حتى يخدعون المصريين مرة ثانية أو ثالثة.
عن السذاجة أقول إن هذه الجماعة أبدا لم تكن ساذجة، لكن تصرفاتها العفوية وشائعاتها التي لا تصدق تأتى من منطلق التشبث بالحياة في لحظات فارقة، فالجماعة الإرهابية تقترب من التحلل نهائيا، دعونا نقر بذلك، وقد لا تعود قريبا للحياة طالما أن الدولة بمؤسساتها التربوية والتوعوية والأمنية يقظة.
وعن صورتهم الذهنية لدى الشعب المصري، أقول إن الإخوان تشبه في عقل المصريين الأفاعى القاتلة، تبث سمومها متى تمكنت من فريستها، ولن تهدأ أو تتحول إلى حمامة سلام.
وعن تجربة حكمهم لمصر أؤكد بأنها أزالت ورقة التوت الأخيرة عن عورات أعضاء وقادة جماعة الإخوان، فقد أثبتت كذبهم في مشروع أسموه النهضة، وأثبتت أنهم بلا وعد، وأثبتت إنهم مصاصى دماء، وأثبتت أنهم لا يقبلون شركا معهم وأثبتت في الأهم إنهم لا يؤمنون بوطن ولكن يؤمنون بدولة الخلافة الإخوانية من الخليج للمحيط.
والسؤال الأهم: هل يستسلم الإخوان للواقع؟
أبدا لن يقبلون الهزمة بسهولة لكنهم قد يوهموننا بأنهم تخلوا عن أحلامهم، حتى إذا غفلت الدولة والشعب عنهم، بدأوا في مخططهم والذى يبدأ بجلب التعاطف، ثم تقديم خدمات شبه وهمية طبية وسلعية، فيكسبون شعبية في الشارع وينتظرون في جحورهم حتى إذا ضعفت الدولة بمؤسساتها خرجوا وانقضوا على السلطة والشعب.
واهم من يعتقد إن عداء الإخوان موجه فقط ضد المؤسسات الرسمية من شرطة وجيش وقضاء، فالعداء في الحقيقة موجه للشعب المصري له لأنه من لفظهم وثار عليهم وأجبر الجيش والشرطة على تخليص البلاد من حكمهم وسيطرتهم بعدما أثبتوا فشلهم في الإدارة من ناحية ومواجهتهم الدامية للشعب من ناحية أخرى.
شائعات ساذجة:
عقب طردهم من السلطة كانت الدولة في مرحلة ارتباك بطبيعة الحال ووجد الإخوان البيئة المناسبة في إثارة الفتن والقلاقل، بالترويج لأوجه القصور مع بث الشائعات، والحق أقول أن اسلوبهم هذا كان يلقى صدى واسع بين أوساط الشعب المصرى خاصة البسطاء، لكن الأمر اختلف تماما بعدما أيقن الشعب وطنية الرئيس عبد الفتاح السيسى وإنجازاته الى حصدنا ثمارها في السنوات الأخيرة ولا زلنا، إنجازات علمية وصناعية وتطوير وتحديث وتوسعة رقعة البنية التحتية، تطوير طال الريف قبل المدن ولم يهمل جزء من أرض المصر كما للم يهمل فئة بل أن هذه الإنجازات طالبت البسطاء أكثر أهلنا في الريف بالوجهين البحرى والقبلى نالوا كل الدعم المادى والمعنوى، كما ناله كل البسطاء في المدن.
قلنا إن شائعات الإخوان كان لها بعض الصدى في مرحلة ضعف الدولة، لكنها اليوم بلا جدوى، شائعات ساذجة لا يقبلها عقل طفل، مع ذلك يتمادون في بثها عبر شبكات الانترنت وقنواتهم الممولة من أجهزة مخابرات دول تأبى أن تقوم مصر من جديد.
ليعلم هؤلاء الأفاعى" عناصر الإخوان" أنهم انتهوا للأبد وأن الشعب قبل الدولة تلفظهم ولن تقبلهم ولن تسمح لهم بالعودة، وليعلموا أن حاضنتهم الشعبية انتهت وأن أجهزة على قدر هائل من الوعى تعرف ما يدور بداخلهم وتكشفه للشعب، وهذه مهمتنا نحن الإعلاميين، فدورنا لا يقل أهمية عن دون الشرطة والجيش في حماية الجبهة الداخلية، وبناء إنسان محصن ضد سموم الجماعة وأى جماعة لا تهدف الخير لوطننا الذى لا نملك سواه.
وليعلم الشعب المصرى كله أن مجرد الاستماع لأبواق هذه الجماعة خيانة للوطن، بعدما ثبتت خيانتهم وكراهيتهم للشعب والأرض، ليعلم الشعب أن بقاء الإخوان بيننا يجب أن يكون مراقبا شعبيا، عسى أن يعوضنا الله على تحملنا لكراهيتهم، لنقبلهم في سياج من الحرص واليقظة، فيوم يتمكن الإخوان ثانية لن يهنأ مواطن شريف، ويقظتهم على المدى القريب ليست واردة لأن دولة بأجهزتها قوية واعية يقظة فيقينا لا تقلقوا.