منذ اللحظة الأولى بدت التسجيلات المفبركة التى عرضتها منصات الإرهاب مزيفة وخالية من العقل والمنطق، وانعكس ذلك لدى كثيرين عقلاء بصرف النظر عن مواقفهم أعلنوا أنها تبدو بعيدة عن المنطق. يضاف إلى ذلك أن منصات الكذب فى العادة تراهن على السذج، مع علمهم أن ما يبيعونه بضاعة مغشوشة، وهدفهم خلق حالة من التشويش مع رهان على أن كثرة «الزن» يمكن أن تصنع حالة لدى بعض فئات المجتمع، ومع أنهم فشلوا على مدى سنوات لكنهم يواصلون نفس الحيل ويتوقعون نتائج مختلفة، وأيضا محاولة تقديم أى مسوغات، تبرر حصولهم على التمويلات الضخمة، التى ضاعت على الممولين على مدى سنوات.
جربت منصات الإخوان فبركة أفلام وفيديوهات عن ضحايا وهميين، كما استأجروا منظمات تصدر تقارير عن اختفاء قسرى، وظهر المختفون المزعومون فى صفوف داعش، وكانت الأدلة تأتيهم من التنظيمات الإرهابية نفسها، ومع هذا فإن الممولين لم يصبهم الملل، وربما أصابتهم الحسرة، واستمروا فى مقامرة التزوير بحثا عن أى نتيجة.
والواقع أن الرهان لدى خصوم الدولة المصرية على نجاح خطط الفبركة والصور المزيفة، لأنهم نجحوا من قبل فى بعض الدول، حيث مثلت الصور والفيديوهات والأخبار المفبركة مقدمة لزرع ودعم إطلاق التنظيمات الإرهابية، لكن الرهان فشل من البداية مع مصر، لأسباب أهمها الشعب المصرى نفسه، الذى أفشل مخطط زرع الإرهاب، ودفع الشعب نفسه ثمن مواجهة الإرهاب، بل إن الدولة استعادت قوتها، وهزمت التنظيمات الإرهابية، ومعها أطاحت بالأكاذيب والمنصات الدعائية التى واصلت على مدى 8 سنوات بث كل ما يمكن من أكاذيب وفبركة وتقارير ومعلومات خاطئة، بل وانطلقت فى بناء وتعمير وعمل، يبدو أنه يصيب ممولى الإرهاب بالحزن.
والغريب أن تنظيم الإخوان وتابعيه، لم يتعلموا على مدى هذه السنوات أن المصريين كشفوا أكاذيبهم، ومع هذا يكررون نفس اللعبة، من دون ملل أو تغيير، ويتحولون فى كل مرة إلى أضحوكة، وآخر هذه الصدمات فى التسريبات المزيفة التى لم يهنأ عبدالله الشريف بها، ومعه أعضاء منصات الفبركة، وبعد أن كشفت أجهزة الأمن والمعلومات كذبتهم، وبالأدلة والتسجيلات، خرجوا ليمارسوا رد الفعل المحفوظ، ويخلطوا بين اللطميات والمظلوميات، لأنهم لا يريدون الظهور فى موقف المضروب «على قفاه» أمام مموليهم وتابعيهم من أعضاء القطيع.
انطلق أعضاء منصات الكذب فى محاولات محفوظة ومضحكة، للتغطية على شعورهم بالكسوف والعجز والفضيحة، وهم غالبا لا يشعرون بالعار، لأنهم افتقدوا هذا الشعور، منذ قدموا أنفسهم أدوات لأجهزة أجنبية تلعب بهم وتشغلهم حسبما تريد ومن دون اعتراض، وهنا هم عاجزون عن الادعاء أمام أدلة وتسجيلات، تؤكد لهم أنهم على الهواء، قبل وبعد الخروج على الهواء، وأن الدولة المصرية التى هزمت تنظيمات الإرهاب، ومنصات الكذب، ولجان بالآلاف، معهم فى كل لحظة، وبقدرات تصيبهم بالصدمة مع باقى الصدمات.
وطوال 8 سنوات قدم الإخوان كل الأساليب التحتية فى الكذب والفبركة والادعاءات والشائعات، حاولوا التشكيك فى كل مشروع وكل تقدم، وتأتيهم الإجابات عمليا بالمزيد من الفعل.
فى الصفعة الأخيرة، كان الهدف محاولة أخرى للتشويش باستخدام تسجيلات خالية من العقل، بل وكوميدية، ولم تجد سوى بعض السذج والسطحيين، ليصدقوها، قبل أن يتلقوا الصدمة بسرعة، وبعد ساعات قليلة، ومع أنهم ليسوا بحاجة إلى من يكشف كذبا مفضوحا بقليل من العقل.