الرحمة.. عنوان تعامل الدولة المصرية ومواطنيها مع اللاجئين، على مدى سنوات، ولهذا يعيش ملايين اللاجئين على أرض مصر على قدم المساواة مع المواطنين، وهى سياسة يؤكدها دائما الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى خطاباته، حيث يؤكد أننا نتعامل مع اللاجئين باعتبارهم ضيوفا وليسوا غرباء، ونتعامل معهم بنفس الحقوق والواجبات للمواطنين.
ما تقدمه الدولة للاجئين هو تعبير عن طبيعة الشعب المصرى بالتعامل مع الضيف، وعلى مدى سنوات وبسبب الحروب والصراعات المسلحة التى شهدتها المنطقة العربية والأفريقية، والصراعات السياسية التى أدت إلى تدفق مئات الآلاف من اللاجئين على مصر، ظلت مصر ملاذا آمنا لهؤلاء الباحثين عن الأمن بعد خوف، ووصل عددهم حاليا إلى نحو 6 ملايين لاجئ ومهاجر يتمتعون بكل حقوق المواطنين، وظلت مصر الدولة الوحيدة تقريبا التى لا تحجز اللاجئين فى معسكرات، أو خيام، وتتعامل معهم بشكل كريم وتقدم لهم كل الخدمات الصحية والتعليمية والنقل والمواصلات والإقامة، ويظهر هذا فى حرية حركة اللاجئين فى أحياء القاهرة والمحافظات.
وقد حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، على مد مظلة المبادرات الصحية الكبرى إلى كل من هم على أرض مصر، مثل مبادرة الكشف والعلاج لفيروس سى، أو 100 مليون صحة، بل إن الرئيس قدم مبادرات إضافية لعلاج مليون أفريقى فى مصر من فيروس سى، ثم إن اللاجئين يحصلون على نفس الحقوق فى المواصلات العامة المدعمة والأدوية، دون أى تفرقة، وفى حالة تعرض أى من اللاجئين لمضايقة أو تنمر تتحرك الجهات المعنية لعقاب المتنمرين، حيث يتم التعامل مع اللاجئين أمام القانون سواء مع المواطنين.
وهذه السياسة تجعل مصر من أكثر دول الشرق الأوسط وأفريقيا استقبالا للاجئين، ومع هذا فإن الدولة المصرية لم تستغل ملف اللاجئين لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية أو كأوراق ضاغطة فى سياستها الخارجية، وفى المقابل هناك دول تضع اللاجئين فى مخيمات وأماكن احتجاز بعضها غير إنسانى ولا تسمح لهم بحرية الحركة، بل وتوظفهم للابتزاز الدولى وتطلب تمويلات مقابل مجرد الاستضافة، وهناك دول تجبر اللاجئين على تنفيذ مهام غير إنسانية، وتواجه مصر الهجرة غير الشرعية ولا تستخدم هذا الملف فى الضغط أو التلاعب.
ويؤكد الرئيس السيسى، دائما، حرص مصر على تمتع اللاجئين بالخدمات الأساسية أسوة بالمواطنين المصريين، وأكد أمام قمة فيشجراد فى «بودابست»، خلال أكتوبر الماضى، رفض مصر المزايدة على استضافة اللاجئين على أراضيها، مؤكدا عدم وجود معسكرات للاجئين فى مصر، وفى اليوم العالمى للمهاجر ـ 18 ديسمبر ـ قالت وزارة الخارجية إن مصر تفخر باستضافتها 6 ملايين شخص، ما بين مهاجر ولاجئ، وتحرص على توفير حياة كريمة لهم وكفالة حقوقهم وتعزيز إدماجهم فى المجتمع من خلال ضمان تمتعهم بالخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات الأساسية على قدم المساواة مع المواطنين المصريين، وتحرص على أن تظل أبوابها مفتوحة أمام المهاجرين واللاجئين الذين تركوا بيوتهم وأسرهم للبحث عن حياة أفضل.
وتعتبر الهجرة ظاهرة إيجابية ووسيلة مهمة لتحقيق التنمية فى دول المصدر والمقصد، وتسهم فى تلاقى الحضارات والثقافات، ما يؤدى إلى تعزيز التسامح ونشر ثقافة السلام وفهم وتقبل الآخر.
والواقع أن سياسة الدولة والرئيس تجاه اللاجئين، تعبر بشكل كبير عن ثقافة وتحضر الشعب المصرى، الذى لا يمانع من اقتسام الحياة مع اللاجئ أو المهاجر، من دون ادعاء، وهى سمة لأغلبية الناس، بصرف النظر عن مستواهم المادى، وعند أى مناقشة يحسم الجدل لصالح الضيافة وجبر الخواطر والرحمة.