"التوصيل لباب البيت".. تيشرتات ونظارات وساعات ذكية.. أحدث وسائل الغش الإلكترونية.. مواقع شهيرة تعرض منتجاتها وتؤكد صعوبة اكتشافها.. شركة: عندنا سماعة بلوتوث بحجم البذرة.. وتيشيرت النجاح بـ2500 جنيه

وزارة التربية والتعليم: عثرنا على 60 سماعة بلوتوث مع المشرفين على صفحات الغش.. وحملة موسعة لغلقها أستاذ أنف وأذن: سماعات البلوتوث الصغيرة تصيب الطلاب بالصمم.. ولها أضرار بالغة "ذاكر تنجح..غش تجيب مجموع".. مقولة شهيرة انتشرت بين الطلبة، الذين تفننوا فى متابعة وابتكار أحدث طرق الغش، ومع التقدم التكنولوجى السريع فى وسائل الاتصال كان للثانوية العامة نصيبها منه، فمع بدء ماراثون امتحانات الثانوية العامة ظهرت طرق جديدة للغش بعد أن عفا الزمن على الطرق الكلاسيكية، خاصة مع دخول الصين لحلبة السباق وتوفيرها منتجات ووسائل تكنولوجية متطورة لإتمام عملية الغش فى هدوء.

ويعتبر من أحدث طرق الغش التى طرحت مؤخرًا فى الأسواق سماعات بلوتوث، ساعة ذكية، تى شيرت، هذا فى الوقت الذى ألقت فيه مباحث أسيوط القبض على شخص يتاجر فى أجهزة إلكترونية تستخدم فى الغش خلال فترة الامتحانات، وهو ما دفع "انفراد" إلى تتبع تجارة الأجهزة المستخدمة فى حالات الغش على شبكة الإنترنت. البداية كانت مع إعلان إحدى شركات بيع سماعات البلوتوث على صفحة "فيس بوك" تسمى "فيس بوكس"، حيث جاء إعلانها كالتالى "عرض لفترة محدودة..أصغر سماعة بلوتوث فى العالم للغش فى الامتحانات بدون استخدام محمول بكارت فيزا به خط يفتح تلقائيًا وبهم مايك"، الاستفسار عن سماعات البلوتوث وأسعارها كان السؤال الأول الذى وجهه "انفراد" إلى صاحب الشركة بعد الاتصال به من خلال الرقم الموجود على الإعلان، والذى كشف أن سعر السماعة يبدأ من 2000 إلى 2700 جنيه. وأكد أن جميع منتجاته مستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية والصين وكوريا واليابان، مضيفًا أن السماعات لها أشكال متعددة، منها شكل بذرة البرتقال التى توضع فى الأذن ويوضع بها خط تليفون.

وأوضح أن السماعة يوجد منها عدة أنواع وتتكون من قطعتين: الأولى سماعة صغيرة بالأذن تختفى تمامًا ولا يستطيع أحد اكتشافها، والثانية مايك مع دائرة بث موجات للسماعة داخل الأذن، وفى نهاية الاتصال أكد أنهم يقومون بتوصيل السماعات لأى مكان خلال 24 ساعة. تيشرت النجاح بدون أسلاك هناك منتج آخر يسهل عملية الغش على الطلاب، كما أكد صاحب الشركة، وهو ما يعرف بـ"تى شيرت النجاح" الذى يحتوى على خط تليفون داخل جهاز مثبت فى الـ"تى شيرت" ومعه سماعة صغيرة توضع داخل الأذن بدون أى أسلاك ويعتمد على "Wireless" فى تشغيل السماعات، كما أن الرد يتم تلقائيًا ويستطيع الطالب سماع الإجابات على الأسئلة، ويصل سعر الـ"تى شيرت" مع السماعة حوالى 2500 جنيه.

وهناك أيضًا ساعات ذكية تباع على مواقع الإنترنت المعروفة المختصة ببيع أى منتج، والتى يصل سعرها إلى 64 دولارًا وذاكرتها تصل إلى 4 جيجا، وهى مبرمجة للغش فى الامتحانات بشكل خاص، حيث يدخل الطالب المعلومات المطلوبة فى المادة ويسترجعها وقت الامتحان.

النظارة الإلكترونية، تعرف بـ"نظارة الغشاشين"، وتتكون تلك النظارة من عدسات عادية وفى منتصفها كاميرا فيديو صغيرة ويوجد فى نهايتها سماعة لاسلكية عند الأذن، ويتم الغش بهذه النظارة، بتصوير ورقة الامتحان ونقلها لشخص آخر خارج الامتحان لتنتقل الصورة لديه ومن ثم يقوم بتلقينه الإجابة.

وعلى صفحات الفيسبوك استطاع "انفراد" التواصل مع أحد موردى الساعة الذكية ونظارة الغش، الذى تحدث عن عرض مغرى يمكن للطلاب الاستفادة منه عبارة عن "باقة للغش" تباع بمبلغ 100 دولار أمريكى أى بما يعادل 1200 جنيه مصرى، وتتكون الباقة بحسب المورد من النظارة والجراب والساعة، مشيرًا إلى أن ثمن الساعة بمفردها يصل إلى 900 جنيه تقريبًا.

وأوضح أنه يستورد هذه الساعات من موقع شركة "24kupi" التى يطلب منها الساعات وترسلها له من خلال شركات الشحن السريع، مضيفاً أن مقر شركته يقع فى محافظة الإسكندرية، ولكى يرسل الساعات يتطلب الأمر إما أن نرسل له الأموال لشرائها من خلال خدمة الكاش على التليفونات المحمولة، ويرسل الساعة من خلال شركات الشحن خلال أيام أو السفر إلى الإسكندرية لاستلامها.

وأكد أن الساعة عليها إقبال كبير، خاصة من طلبة الجامعات، مشيرًا إلى أن معها كتالوج وترتبط بخط إنترنت لإدخال المعلومات وتخزينها ويستطيع المستخدم تقليب الصفحات عليها، وأضاف أن نفس الأمر بالنسبة للنظارة أيضًا.

ومن جانبه أكد بشير حسن، المتحدث الرسمى لوزارة التربية والتعليم لـ"انفراد" أن الوزارة تبذل قصارى جهدها للتغلب على طرق الغش الحديثة، مضيفًا أنه تم العثور على 60 سماعة بلوتوث مع أحد المشرفين على صفحات الفيس بوك لبيعها، وتم تحرير محضر بها، علاوة على القبض على 27 أدمن لصفحات تبيع هذه السماعات.

وأضاف أن غرفة العمليات بوزارة التربية والتعليم تحاول ضبط كل من يبيع هذه الوسائل التكنولوجية للغش بالتعاون مع وزارتى الاتصالات والداخلية، بالإضافة إلى تحرير محاضر للطلبة الذين يقومون بالغش.

فيما رصد الدكتور سيد مناع، أستاذ الأنف والأذن بكلية الطب جامعة الأزهر، أضرار هذه السماعات لأنها توضع فى أقصى مكان بالأذن الخارجية الأمر الذى يتسبب فى آلام شديدة لمستخدميها قد تستمر لأيام معدودة، إلى جانب إصدارها لموجات كهرومغناطيسية تؤثر على الأذن الداخلية.

وأكد أن كثرة استعمالها يتسبب فى الصمم العصبى علاوة على الصداع والدوخة والغثيان، بخلاف الآلام الناتجة من عملية استخراج هذه السماعات من الأذن والتى يصاحبها خدوش وجروح والتهابات شديدة فى طبلة الأذن وتهتك فى غشاء الأذن الداخلى أحيانا.