حلاق الغلابة.. حكاية شاب يجوب شوارع البحيرة لقص وتهذيب شعر غير القادرين مجانًا.. خصص يوم إجازته للبحث عنهم وأطلق مبادرة لمساعدتهم وتلبية احتياجتهم.. رمضان خيرى: لو كل واحد شعر بآلام الآخرين الدنيا هتت

"سعادتى الحقيقية انى أشوف السعادة على وشوش الغلابة والمحتاجين.. ولو كل واحد حس بآلام الآخرين كانت الدنيا أتغيرت للأفضل".. بهذه الكلمات العفوية الممزوجة بالحكمة يمكن أن تختصر رؤية رمضان خيرى، هذا الشاب البحراوى الذى يعمل فى مهنة الحلاقة وخصص يوم أجازته ليجوب الشوارع والميادين لقص شعر غير القادرين مجانا وتقديم الهدايا لهم، كما أطلق مبادرة لمساعدة المشردين ومحاولة إنقاذهم. فعندما تمر بأشهر ميادين محافظة البحيرة يمكن أن يصادفك ممسكا بحقيبته و"كرسيه" واثقا من نفسه وهو يقوم بقص شعر غير القادرين والأكثر احتياجا من أجل تخفيف الأعباء عن كاهلهم. "انفراد" رصد المشهد الإنسانى، وتحدث مع رمضان خيرى الذى يقيم بمركز إيتاى البارود، وقال إن الذى دفعه إلى هذا التوجه هو إيمانه بالتكافل الاجتماعى وعشقه لعمل الخير منذ الصغر، خاصة مع مروره بظروف اجتماعية صعبة غيرت مسار حياته، مضيفا "الشخص لو لم يشعر بمن حوله يبقى مش إنسان، ويجب أن يعمل كل واحد منا ما يستطيع لإسعاد المحتاجين والفقراء، وأنا حاولت أبدأ بنفسى وأطبق الفكرة بشكل عملى ". وأوضح رمضان، أنه خصص يوم الاثنين وهو يوم إجازته للبحث عن المحتاجين والمشردين فى الشوارع والميادين لتصفيف شعرهم وتزينهم مجانا، لافتا إلى عدم إكتراثه لأى انتقادات توجه إليه لأن عمله خالصا لوجه الله تعالى"، متابعا "الناس فى الأول كانت تستغرب أنى أترك صالون الحلاقة الخاص وألف الشوارع كى أحلق للغلابة لكن بعد فتره بدأت الناس تفهم وتشجعنى ووصل الأمر إلى أن أصحاب المحلات يدعمونى بالملابس والهدايا كى تكمل فرحة المحتاجين". وأشار رمضان خيرى، إلى قيامه باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا خلال عمله بالشارع، مؤكدا "لازم نحتاط فى العمل بسبب انتشار العدوى، وأنا أراعى ربنا فيهم وأعمل بأدوات معقمة ومستلزمات تستخدم لمرة واحدة". وعن طموحه وأحلامه أكد رمضان أن أقصى طموحاته أن يواصل عمل الخير ويساهم فى رسم السعادة على وجوه البؤساء، قائلا "نفسى أشوف الناس الغلابة اتغير حالهم للأفضل ولا أجد مشردين فى الشوارع". وعن أهم المواقف الإنسانية التى مر بها خلال رحلته فى الشوارع قال حلاق الغلابة : تواصلت مع أحد المشردين فى الشوارع ليقوم بتهذيب شعره وبعد شد وجذب عرف تفاصيل حياته وساعده للوصول إلى أسرته بالتنسيق مع مديرية التضامن. وطالب رمضان كل صاحب مهنة بإطلاق مبادرة خاصة به لإنقاذ المشردين فى الشوارع ومساعدتهم وتلبية احتياجاتهم، مؤكدا "الناس بتبعد عن المشردين فى الشوارع وكأنهم مش بشر زيهم ومفيش حد بيكلف نفسه مساعدتهم، ويجب على الناس أن تساعد مع الدولة ومع الجمعيات وغيرها لإنقاذ هؤلاء من الضياع".