المشهد فى مشروع توشكى استكمال لمشاهد متصلة طوال الأسبوع، حيث يختتم العام 2021 ليرفع الستار عن وجه جديد للصعيد، وصياغة للتنمية فى كل محافظات مصر وفى الجنوب بصورة غير مسبوقة، مصحوبة برسائل من الرئيس عبدالفتاح السيسى عن دعم الدولة لكل من يريد أن يعمل أو يستثمر، مع الاستعداد الكامل لتقديم التسهيلات.
خلال أيام، كانت محافظات الصعيد على موعد مع صورة جديدة تؤكد أن التنمية لم تعد كالسابق، مقتصرة على القاهرة أو عواصم المحافظات، لكنها عملية مستمرة بخطط وإرادة لتوزيع الاستثمارات والتنمية، والإنفاق على الخدمات من طرق ومحاور كانت ضرورة تأجلت على مدى عقود.
ومن بين 25 محورا تربط شرق النيل بغربه، كان نصيب الصعيد ثلثى هذه المحاور، التى تضاعف من فرص التنمية فى الجنوب وتسهل حياة الناس، وتفتح المزيد من الفرص لأهالى الصعيد فى الاستثمار، بل إنها تمثل مع المدن الجديدة فى الصعيد أجنحة لمزيد من جودة الحياة، فالمحاور والمجمعات الصناعية ومحطات التنقية تؤكد استمرار العمل فى كل المحاور والخدمات.
وبالطبع، فإن المشروعات فى الصعيد، فضلا عن كونها توفر فرص عمل لأبناء الجنوب، منها مشروعات قومية تمثل إضافة للدخل القومى وعوائده، فضلا عن كونها تمثل إضافات ضخمة، فيما يتعلق بالطاقة المتجددة أو الإنتاج الغذائى بما يتعلق بتوشكى.
حرص الرئيس على تأكيد توجه الدولة لمساعدة المستثمرين، ومن يريد أن يعمل، والهدف هو التنمية والتشغيل، وخلق فرص عمل، وتحدث عن مضاعفة المجمعات الصناعية واستكمالها وتوصيل المرافق إليها ليتسلمها المواطن كاملة.
وقال الرئيس بوضوح: «اللى ينجح أكتر نساعده أكتر.. واللى مينجحش نساعده أيضا»، وخلال كلماته ومداخلاته، قبل يوم من افتتاح مشروع توشكى، قال الرئيس: «لما نروح توشكى وهنفتتح، نرد غيبة ناس مش موجودة ليه منجحش من 20 سنة وليه نجح دلوقتى، الهدف محاولة عمل نموذج قابل للنجاح فى ظل التطور الذى شهده العالم كله وليست مصر فقط».
وذكر الرئيس ما حدث، على مدى أكثر من 20 عاما، وقصة المشروع الذى بدأ مع حكومة الدكتور كمال الجنزورى، وكيف تعثر وتوقف حتى توفرت الإرادة.
وفى لمسة وفاء لدوره، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإطلاق اسم الدكتور كمال الجنزورى على محور توشكى، مؤكدا أن هذا الأمر يعد تأكيدا على دور رئيس الوزراء الراحل فى مشروع توشكى، وهو إنصاف لدور الرجل، والمشروع الذى تعرض فى وقت من الأوقات لغبن سياسى، ويقدم الرئيس درسا مهما فى أن الدولة المصرية لديها ذاكرة، وأنها تعترف لكل بدوره من دون تجاهل.
مشروع توشكى تمت استعادته مثل الكثير من المشروعات والشركات، التى تعرض لنسيان أو إهمال، وتمت استعادة دور الدولة وبدأ المشروع كبيرا وحديثا، 500 ألف فدان، وأكبر مشروع لزراعة النخيل مع صناعات مرتبطة بالمشروع للتمور والخشب والجريد، فضلا عن إنتاج فسائل النخيل من سلالات فاخرة، مع زراعات مرتبطة وإنتاج عالى الجودة.
الرئيس السيسى أكد أن الدولة المصرية تسعى لتوفير المنتجات الزراعية، ودعم الزراعة بشكل كبير، وتعمل فى 3 مشاريع ضخمة «الدلتا وسيناء وتوشكى»، وهو ما يبدو نوعا من تحدى المستحيل، كما وصفه الرئيس فى كلمته، مستعرضا الخريطة الخاصة بالزراعة ضمن مراحل تنفيذ المشروع لعامى 2020-2021، حيث إن المخطط زراعة 200 ألف فدان، وقال: «كل لما بنقدر ندخل أراضى زراعية بيخلى عندى فرصة للإنتاج، فى 150 ألف فدان مش هيكونوا موجودين السنة الجاية، يوفروا قمح نصف مليون طن».
الرئيس يعتبر الأمن الغذائى أولوية، مع ترشيد استخدام المياه.وحرص على تأكيد أن الدولة تتحمل 200 ألف جنيه فى استصلاح الفدان، وهو جهد يصعب على القطاع الخاص أن ينجزه فى هذه المدة، ويحتاج لسنوات، وليس هناك وقت، فنحن نسابق الزمن لإنجاز كل ما يمكن فى خطط تأمين الغذاء والإنتاج.
نحن أمام تحول حقيقى فى الزراعة والتنمية، وإضافة ما يتجاوز 3 ملايين فدان فى توشكى وسيناء والدلتا الجديدة، كانت تتطلب عقودا لو سارت بسرعة سابقة، لكنها تتم الآن بسرعة مضاعفة وتصور وخطط بدت أقرب للحلم المستحيل، وبالإرادة أصبحت واقعا.