تحسين معيشة 55 مليون مصرى فى القرى والنجوع والتوابع.. فى نقلة تاريخية لمفهوم فرمطة مصرانطلاق مشروع الدلتا الجديدة لاستزراع 2.5 مليون فدان وزيادة الرقعة الزراعية فى توشكى وشرق العوينات، وتصنيع لقاح سينوفاك المضاد لفيروس كورونا فى مصر ومليون جرعة باكورة الإنتاج إعادة لريادة تصنيع الدواء
عام 2021 ورغم صعوبته البالغة بفعل تأثيرات وباء كورونا السيئة على الاقتصاد العالمى، إلا أن مصر استطاعت تحقيق إنجازات مدهشة فى كافة القطاعات، وتمكنت من رسم لوحة بديعة، مزجت فيها بين إبراز قوة نعومتها، والتذكير بحضارتها العظيمة التى دشنتها منذ العصور التاريخية، والإبهار المعاصر فى الإخراج والنقل والتنظيم، والمتمثل فى موكب نقل المومياوات، وافتتاح طريق الكباش، وأيضا بين الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية عميقة الأثر الإنسانى.
وسط تراجع كبير فى المؤشرات الاقتصادية ومعدلات النمو فى العالم، بفعل تأثيرات كورونا، استطاعت مصر المحافظة على معدلاتها فى النمو، والنجاح الكبير فى استمرار تدشين المشروعات الاقتصادية والاجتماعية المبهرة، فى القلب منها إطلاق مشروع القرن، حياة كريمة، والذى يُعد الأكبر عالميا باعتراف المؤسسات الدولية المعنية، وتصنيع اللقاح المضاد لفيروس كورونا، سينوفاك، محليا، وكان باكورة الإنتاج مليون جرعة، وهى خطوة جوهرية، بجانب مشروع إعادة مصر كدولة زراعية بإضافة آلاف الأفدنة للرقعة الزراعية بشكل مذهل، غيرت مصر بموجبها لونها الأحمر "الطوب والأسمنت" إلى اللون الأخضر من الدلتا الجديدة شمالا، إلى توشكى جنوبا.
إنجاز شحن بطاريات الزهو والاعتزاز والإبهار
ونبدأ بإنجازات شحن بطاريات الزهو والاعتزاز والفخر للمصريين، بصنع أحداث تمزج بين الماضى الناصع حضاريا، والواقع الجديد الذى يسير بخطى ثابتة نحو الحداثة والتطور واللحاق بركب الدول المتقدمة، وهو حفل نقل المومياوات.
الحفل، كان فى إبريل 2021 لم يترك تفصيلة صغيرة، إلا والقائمين على الحفل قد وضعوها فى الحسبان، لتكون رسالة تجاوزت الحدود لتصل إلى كل العالم، من خلال عشرات المحطات التليفزيونية التى نقلت الحدث، وشاهدها الملايين، فى دعاية عن مصر الحضارية، والحديثة، ولو الحكومة رصدت ملايين الدولارات، للترويج عن السياحة واستتباب الأمن وما يتحقق فى البلاد من إنجازات، لعجزت عن تحقيق ولو خُمس الزخم الذى حققته احتفالية موكب المومياوات الملكية.
وعززت مصر حدث نقل المومياوات، بافتتاح طريق الكباش، فى نوفمبر 2021 قبل أن يسدل عام 2021 ستائره مستئذنا فى الرحيل، ولا نبالغ إذ أكدنا أن الحدثين، احتفالية نقل المومياوات الملكية، وافتتاح طريق الكباش، ما كانا أن يظهرا للنور لولا وجود قيادة تتمتع بالرؤية الثاقبة، تمزج الماضى بالحاضر، فى سيمفونية متناغمة عظيمة، تحمل رسائل ودلالات، بأن مصر القديمة، وما قدمته من حضارة عظيمة، قادمة بقوة، وتسطر لنفسها حضارة جديدة، تعد امتدادا لحضارتها العظيمة، من خلال ما يحدث حاليا على الأرض من إنجازات تندرج فى خانة المعجزات، لتكون «جمهورية جديدة» فى تواصل حضارى مدهش.
رسالة عظيمة، أن المصريين يشاهدون إنجازات الأجداد، وما يحدث فى بلادهم من إنجازات فاقت الخيال، لتسطر حضارة حديثة ومواكبة لمتغيرات الزمن، ومتطلبات العصر، ليمتد الحبل السرى الحضارى إلى قرون أخرى، ويأتى المصريون فى المستقبل يتحاكون عن عظمة تأسيس العاصمة الإدارية الجديدة، وتأسيس أكثر من 32 مدينة ذكية ومتطورة فى محافظات مصر المختلفة، بجانب عظمة شبكة الطرق والكبارى والأنفاق، والمشروعات القومية فى مختلف المجالات.
مشروع القرن اجتماعيا وإنسانيا
دعونا نقر ونعترف بحقائق الأمور، بأن الرئيس عبد الفتاح السيسى، صاحب القرارات الكبيرة وفارس المواجهات الصعبة ومدشن الخطوط الحمراء لتأمين الأمن القومى المصرى.. والمشروع الذى دشنه يوم 15 يوليو 2021 سيدون فى صفحات التاريخ بأحرف من نور.. المشروع تجاوزت أهميته وعبقريته كل المشاريع الكبرى التى شهدتها مصر، فمشروع «حياة كريمة» يمثل تغييرا جوهريا لوجه الوطن.
تدشين مشروع القرن «حياة كريمة» لتحسين جودة معيشة ما يربو عن 55 مليون مصرى، بداية حقيقية للانتقال للجمهورية الجديدة، المولودة من رحم ثورة الشعب المصرى العظيمة 30 يونيو، وهو أمر مذهل يعجز عنه القلم، ويقف أمامه العقل بكل أدوات وتفاصيل الإعجاب والانبهار، ويسأل: كيف لمصر، أن تنتقل خلال 7 سنوات فقط، من وطن يعانى كل أمراض الفقر والعوز، والفوضى والانهيار فى كل القطاعات، إلى جمهورية جديدة، عصرية وقوية ومتقدمة ومزدهرة؟!.
إعادة مصر خضراء من الدلتا شمالا لتوشكى جنوبا
فى 29 يونيو 2021 وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، الحكومة، بتعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف جهات الاختصاص لتوفير عناصر الجدارة التنفيذية لمشروع "الدلتا الجديدة" لزراعة 2.5 مليون فدان، وذلك ليصبح قيمة مضافة لمنظومة المشروعات القومية فى مجال الزراعة والغذاء واستصلاح الأراضي، ويساهم فى استراتيجية الدولة لزيادة نسبة الأراضى الزراعية من الرقعة الجغرافية للدولة وتحقيق الأمن الغذائي.
واتجه اهتمام الرئيس ليمد خط إنجازاته إلى الجنوب وفى آخر نقطة حدودية جنوبا، توشكى، عندما فاجأ المصريون، بشكل عام، والصعايدة على وجه الخصوص، بزيادة الرقعة المزروعة فى توشكى، وإحياء المشروع من جديد، والاهتمام به، وتطويره، وإزالة كل المعوقات ليكون قيمة مضافة كبيرة، فى القطاع الزراعى.
منح إكسير الحياة لصناعة الدواء
بينما كان معظم دول العالم، تبذل جهودا كبيرة وحثيثة للحصول على لقاح مضاد لفيروس كورونا، لتطعيم مواطنيها، كانت مصر تسير فى خطين متوازيين، الخط الأول استيراد اللقاح بكل أنواعه، لتطعيم أكبر عدد من المصريين، ووضعت أولويات التطعيم، للأطباء أولا، ثم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة؛ أما الخط الثانى، فكان تصنيع اللقاح فى نقلة نوعية كبرى، لصناعة الدواء، وإعادة الريادة لها.
وفى 10 يوليو 2021 أشادت منظمة الصحة العالمية بجهود مصر لإنتاج أول مليون جرعة من لقاح سينوفاك المضاد لفيروس كورونا، والمعبأ فى شركة فاكسيرا.
ختامها مسك.. القضاء على فيروس تهميش الصعيد
منذ أيام ولأول مرة فى التاريخ تقريبا، يذهب حاكم مصرى للصعيد ويقيم لمدة أسبوع كامل، ليس للتنزه والسياحة والاستمتاع بشمس الصعيد الدافئة فى شهر الشتاء، وإنما لافتتاح مشروعات ضخمة فى كافة القطاعات، وضعت الصعيد فى قلب اهتمام الدولة، والقضاء على مصطلح "الصعيد المهمش". وتنوعت المشروعات ما بين الصناعية والزراعية والطاقة والنقل، بجانب مشروعات البنية التحتية والخدمية، بتكلفة تريليون جنيه، ومازالت إقامة المشروعات مستمرة.
ونتائج المشروعات الصناعية والزراعية والخدمية فى الصعيد ستكون لها نتائج إيجابية عظيمة الأثر، أبرزها شعور الصعايدة ولأول مرة منذ عقود طويلة باهتمام الدولة، بهم، وبتحسين جودة معيشتهم، وأنهم صاروا فى بؤرة الاهتمام من رأس الدولة شخصيا، وأيضا ستساهم هذه المشروعات فى الحد من زحف الصعايدة للقاهرة بحثا عن فرصة عمل، وهى نتيجة عظيمة لو تعلمون.
تواجد الرئيس عبد الفتاح السيسى كل هذه المدة فى الصعيد لافتتاح وتدشين المشروعات القومية الكبرى فى كافة القطاعات، وتنقله بين محافظاتها وقراها والاستماع للأهالي، كان ختاما مسكا لعام مشهود ومشحون بالإنجازات، وجنى الثمار، وشعور المواطنين بتحسن حالتهم المعيشية.