بدأت الخطوات الفعلية لتدشين أول وأكبر مصنع لتصنيع العطور من النباتات الطبية والعطرية فى مصر مع توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى بتدشين هذا المصنع الذى يتكلف نحو مليار جنيه ، ولا سيما إنه وفق الإحصاءات بلغت صادرات الزهور ونباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية المصرية التى تصديرها موسم 12018-2019 نحو 188.6 مليون دولار ، وبحسب البيانات تم تصدير 79 ألف طن نباتات طبية وعطرية، بقيمة 138.5 مليون دولار للعديد من الدول العربية والأوروبية،كما تم تصدير 45.4 ألف طن، زهور قطف ونباتات زينة ونخيل، بقيمة 53.1 مليون دولار،فيما تم تصدير زيادة خلال العام المالي الماضي بنسبة 4% من حيث القيمة، مقارنة بعام 2018-2019.
وتم تصدير نحو 48 ألف طن من النباتات الطبية والعطرية، بقيمة نحو 81.1 مليون دولار خلال الموسم التصديري السابق والذي بدأ في سبتمبر 2019 وانتهى بنهاية أغسطس 2020 ، تلك الارقام كانت سببا أساسيا فى توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى بالاستفادة من الخامات المحلية وتعظيم قيمتها المضافة.
النباتات الطبية والعطرية أساس تصنيع الخامات الدوائية
أكد الدكتور حسين عبد الحى الرئيس الأسبق لشركة النصر للكيماويات الدوائية والمتخصصة في تصنيع خامات الدواء، أن صناعة العطور تدخل تحت نطاق مستحضرات التجميل بجانب دخول النباتات الطبية الأخرى في تصنيع خامات الادوية وهذا متاح ويمكن تنفيذه في مصر .
أضاف أن ما يحدث حاليا انه يتم تصدير النباتات طازة أو مجففة وفق حاجة المستورد ولا يتم أي قيمة إضافية عليها، وهذا يحرم مصر من دخل كبير لأن التصنيع يضيف الكثير " نحن نصدرها خام ونرجع نستوردها أدوية او خامات دوائية" ، لافتا أن توجيهات الرئيس بعمل مصنع كفيل بتحرك كافة الجهات لتنفيذ المشروع بغرض توطين الصناعة، واستفادة الاقتصاد المحلى.
من جانبه يقول حسام شلبى "مصدر نباتات طبية وعطرية" ان ما يتم حاليا هو جمع النباتات من الحقول وتجفيفها وتجهيزها للتصدير وفقا للاتفاقيات والمعايير سواء الأوروبية او غيرها ، وبالتالي يتم تصديرها كمستحضرات او مدخلات انتاج في الصناعات عامة ومنها صناعة الادوية .
وحول فكرة انشاء مصنع لتصنيع النبات الطبية والعطرية بدلا من تصديرها أوضح انه سبق طرح فكرة انشاء مصنع في منطقة بنى سويف لتكون مركزا للصناعة على غرار مدينة المحلة في صناعة الغزل والنسيج لكن الفكرة لم تكتمل وتحتاج لعدة متطلبات من بينها الحاجة الى استيراد مواد خام إضافية بجانب النباتات المتاحة في مصر نحو 15 نوعا لاكتمال التصنيع.
أضاف أن المصنع سيحتاج إلى " نو هاو" من الشركات العالمية وهناك فقط 3 شركات عالمية متخصصة في هذا المجال ولابد من استطلاع رايها او معرفته بجانب عمل دراسة حول جدوى الصناعة ومدى إمكانية الدخول فيها أولا .
دراسة لمعهد بحوث البساتين خلال أسبوع المقبل
من جانبه كشف الدكتور أيمن حمودة، أستاذ النباتات الطبية والعطرية ومدير معهد بحوث البساتين السابق،إنه سيتم تقديم دراسة وافية خلال الأسبوع المقبل، حول تصنيع النبات الطبية والعطرية، ولا سيما فى ظل توافر المادة الخام.
أضاف حمودة لـ" انفراد" أن الدراسة تتضمن كافة المعلومات حول المساحات المنزرعة بالنباتات الطبية والعطرية، بحيث يتم تصنيعها جزئيا أو كليا بدلا من تصديرها بدون قيمة مضافة، لافتا أن إجمالى ما تم حصره من النباتات الطبية والعطرية فى مصر نحو 2500 نوع منها 40 نوع يتم تداولها بشكل كبير خاصة فى التصدير، والذى يمثل 95% وما يستهلك محليا نحو 5%.
أشار أن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى بتصنيع النباتات العطرية والطبية، حرك المياه الراكدة فى تصنيع تلك المواد، وبالتالى المهم دخول الدولة فى مسالة التصنيع بداية من عمل جمعيات تقوم بتوريد الخامات لمصانع ويمكن تصنيع مرحلة أو مرحلتين أو ثلاثة مراحل كبداية من الخطوات العديدة التى تمر بها الصناعة للوصول للمنتج النهائى.
أوضح إنه يمكن لبعض الجهات العامة الدخول فى شراكة لتدشن المصنع الجديد بصورة سريعة بما يدعم الزراعة فى المقام الأول ويفتح المجال للمزارعين للتوريد للمصنع الجديد بدلا من التصدير بهدف تعظيم سلسلة القيمة المضافة للنباتات الطبية والعطرية خاصة أن النباتات الطبية والعطرية بما تحتويه من مواد فعالة متنوعة التركيب والصفات والتأثير ذات أهمية كبيرة للاقتصاد القومى، لافتا انه على الرغم من تميز مصر عن دول العالم بمقومات عديدة تؤهلها لتبوأ مكان الصدارة فى إنتاج وتصنيع وتعظيم القيمة المضافة للنباتات الطبية والعطرية ومنتجاتها إلا أن الإنتاج السنوى والكميات المصدرة والعائد منها لا يعبر عن تلك المقومات.
وحول أهم المحاصيل المنزرعة فى مصر، أشار الدكتور أيمن حمودة أن اجمالى النباتات البرية والمنزرعة حوالى 2500 نوع نباتى يزرع فى مصر منها بصورة اقتصادية كنباتات تصديرية أكثر من 30 إلى 40 نباتاً طبياً، وتعتبر محاصيل الحبوب العطرية (الكزبرة – الكمون – الشمر – الينسون- الكراوية – الشبت- حبة البركة) من أهم هذه المحاصيل التى تزرع فى مصر من حيث المساحة حيث تقترب أو تزيد مساحتها السنوية من نصف المساحة الاجمالية للنباتات الطبية والعطرية المنزرعة فى مصر ويليها محصول البابونج.
وفيما يتعلق بالمساحة الإجمالية للنباتات الطبية والعطرية أشار انها تقدر بحوالى 80.000 فدان تمثل أقل من 0.8٪ من إجمالى المساحة المنزرعة فى مصر وتتوزع هذه المساحة فى عدد من محافظات الجمهورية إلا أنها تتركز فى محافظات الوجه القبلى (محافظة المنيا - محافظة الفيوم - محافظة بنى سويف - محافظة أسيوط )والتى تمثل حوالى 80% من إجمالى مساحة النباتات الطبية والعطرية.
وقال إن مصر من أهم الدول المنتجة للنباتات الطبية والعطرية على مستوى دول العالم المنتجة لهذه النوعية من المحاصيل، حيث يتم تصدير 90 % من إنتاج الاعشاب والنباتات الطبية والعطرية (50.000 طن سنويا) فى صورة بذور وثمار وأعشاب جافة أو مصنعه وفى صورة زيوت عطريه وعجائن
وبلغت الصادرات المصرية من النباتات الطبية والعطرية ما يصل إلى 80 مليون دولار أمريكى (تتمثل فى الأعشاب الطازجة والمجففة والزيوت الأساسية والعجائن). وبلغت السوق العالمية لإنتاج النباتات الطبية والعطرية أكثر من 60 مليار دولار أمريكى، لم يمثل الإنتاج المصرى سوى 0.02٪ منها.
ونظرا لأن معظم الكميات المصدرة من مصر على شكل أعشاب ( طازجة أو جافة ) أو زيوت خام فإن استخلاصها بالطرق التكنولوجية الحديثة يرفع جودتها وبالتالى سعرها كما أن استخلاص المواد الفعالة والتصنيع المناسب لاستخدام المستهلك يرفع القيمة المضافة لهذه المنتجات ويزيد العائد النقدى منها ويستوعب قدر أكبر من العمالة.
مشروعات يمكن تنفيذها للاستفادة من النباتات
وحول مشروع تجفيف وتجهيز وتعبئة النباتات الطبية والعطرية أوضح أن انتاج الشايات العشبيةTea bagsلبعض المحاصيل وطرحها فى الأسواق المحلية أو الخارجية على هذه الصورة للمستهلك مباشرة End usersبديلا عن تسويقها خام.
ويستلزم ذلك، إنشاء مناشر ووحدات تجفيف للنباتات الطبية والعطرية، وإنشاء وحدات غربلة وتجهيز للنباتات الطبية والعطرية، وإنشاء وحدات تعبئة وتغليف للنباتات الطبية والعطرية، لافتا انه تعتمد فكرة دراسة جدوى مشروع تجفيف وتجهيز وتعبئة النباتات الطبية والعطرية على توفير فرص عمل دائمة ومؤقتة من خلال جمع وتجفيف وتجهيز الأعشاب والنباتات الطبية والعطرية لتصديرها كمواد خام ( بصورها المختلفة سواء نباتات كاملة، أوراق، سيقان، زهور، بذور)، لاستخدامها فى الصناعات الغذائية أو الدوائية.
أوضح أن مشروع تطوير طرق إنتاج واستخلاص الزيوت العطرية وإنتاج المياه العطريةAromatic waters ( ماء الورد – ماء الزهر – ماء النعناع ) وغيرها يعتبر عائداً إضافيا مما يزيد الفائدة بقدر زيادة القيمة المضافة وتحتل مصر المركز الرابع عالميا فى مجموع صادرات الزيوت العطرية والطبية عالميا حيث تسبقها الهند التى تحتل المركز الأول فى الدول الموردة فى العالم.