كان الجيش المصرى يخوض معاركه البطولية على جبهة القناة ضد العدو الإسرائيلى فى 6 يناير، مثل هذا اليوم، 1970، وكان وزير الدفاع الإسرائيلى موشى ديان يعلن أمام الكنيست خسائر الجيش الإسرائيلى فى الفترة من إبريل إلى نوفمبر 1969، حسبما تذكر «الأهرام» فى عددها، 7 يناير 1970.
وقعت هذه التطورات أثناء حرب الاستنزاف التى كان الجيش المصرى يخوضها ببسالة ضد القوات الإسرائيلية بعد نكسة 5 يونيو 1967.. تذكر الأهرام فى مانشيتها الرئيسى، أن جبهة القناة شهدت أمس «6 يناير 1970»، والليلة السابقة عدة هجمات برية وجوية شنتها القوات المصرية على مواقع العدو فى الضفة الشرقية للقناة، وأسفرت هذه الهجمات عن خسائر جسيمة بين أفراد العدو، خاصة فى المعركة البرية داخل خطوط العدو، واستمرت 3 ساعات، وقدرت خسائر العدو من الأفراد فى هذا الهجوم مابين 20 و30 من العسكريين بين قتيل وجريح، بينما كانت خسائر القوات المصرية إصابة 9 جنود».
تذكر «الأهرام» نقلا عن البيان العسكرى الصادر حول هذه العملية، أن العمليات البرية بدأت فى الساعة السابعة مساء الاثنين «5 يناير 1970»، حيث ركزت المدافع المصرية نيرانها على مواقع العدو أمام المنطقة الممتدة بين بورتوفيق والشط بامتداد نحو 14 كيلومترا، فى الوقت الذى كانت فيه قوات كبيرة من المشاة تعبر القناة إلى الضفة الشرقية مستهدفة مواقع العدو ودشمه المتمركزة فى هذا القطاع، وسارع العدو من بداية الهجوم المصرى إلى استدعاء مجموعات من قواته الاحتياطية لإنقاذ مواقعه، فاشتبكت معها على الفور القوة المصرية، ودارت معركة ضارية استمرت نحو ثلاث ساعات.
تضيف الأهرام، أنه من خلال سير المعركة، كان واضحا سيطرة رجالنا فى قتالهم مع أفراد العدو، مما دفعه فى نحو العاشرة والربع مساء، إلى الاشتباك بالطيران فى إلقاء قذائف مضيئة على مواقع القتال، وأن التقارير الأولية تشير إلى أن رجالنا كبدوا العدو خسائر مابين 20 و30 فردا بين قتيل وجريح، كما دمروا موقعا حصينا للعدو أمام بورتوفيق، وعربة نصف جنزير ودبابة ثقيلة، وعربية جيب، بينما عادت مجموعتنا إلى قاعدتها بإصابة تسعة من أفرادها، وخلال عودة رجالنا، كانت المدفعية المصرية غربى القناة، تقوم بتأمين عودتهم بمظلة من النيران، وعند منتصف الليل وبعد أن توقف القتال، ظل العدو حتى الثالثة صباحا يلقى بقذائف مضيئة على طول القناة فى المنطقة، خشية عمليات عبور جديدة.
تؤكد الأهرام، أن العدو اعترف بهذه العملية، لكنه وكعادته حاول التقليل من حجمها ونتائجها، وقال متحدث عسكرى فى تل أبيب إن قوات كوماندوز مصرية نزلت على الضفة الشرقية للقناة، وأن القوات الإسرائيلية تصدت لها، ولم يذكر المتحدث أية تفاصيل أخرى أكثر من قوله أن القوات المهاجمة فقدت 9 أفراد.
تضيف «الأهرام» نقلا عن بيان المتحدث العسكرى، أنه فى الساعة التاسعة من صباح 6 يناير 1969 وحتى العاشرة والربع، قامت مجموعة من طائراتنا المقاتلة بقصف مواقع العدو فى منطقتى القنطرة والشط، وهاجمت فى منطقة الشط تجمعات دبابات العدو، وموقعا للهاونات ومواقع قواته بالمنطقة، ودشما للرشاشات، فأصابت أهدفها إصابات مباشرة دمرتها، وأشعلت بها النيران، وأوقعت خسائر جسيمة بأفراد العدو، وفى منطقة الشط قامت طائراتنا بمهاجمة مواقع العدو ومعسكراته وتجمع عرباته.. حاول العدو الإسرائيلى الانتقام لهذه الهجمات المتتالية، فدفع مجموعة من طائراته للإغارة على مواقعنا فى السويس، فتصدت لها وسائل الدفاع الجوى وأسقطت طائرة «سكاى هوك»، وفرت باقى الطائرات إلى الشرق.
كانت هذه الملحمة البطولية لقواتنا تدور، وكان موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى يعلن فى بيانه أمام الكنيست، أن القوات الإسرائيلية خسرت 112 قتيلا و330 جريحا فى المعارك التى دارت على جبهة القناة ما بين إبريل، ونوفمبر 1969، وأن عدد العمليات التى قامت بها القوات المصرية على الجبهة منذ نهاية معارك يونيو 1967 حتى نوفمبر 1969، بلغ 3971 عملية، كما وقعت 3094 عملية على الجبهة الأردنية، و205 فى القطاع السورى خلال نفس الفترة، وأضاف ديان، أن رجال المقاومة قاموا بعمليات فدائية بلغ عددها 999 عملية منذ نهاية الحرب منها 144 عملية داخل إسرائيل، و855 عملية فى الأراضى المحتلة أسفرت عن مقتل وجرح 588 إسرائيليا، وذكر ديان أن القوة المسلحة المصرية زادت بنسبة 170% مقابل 180% فى القوة السورية، و120% فى العراق، وأن سلاح الطيران المصرى ازدادت قوته بنسبة 170%، وفى سوريا 220 %، والعراق 140%، وقال ديان، إنه بالإضافة إلى زيادة التسليح لدى الدول العربية فإن هناك تحسنا فى أنواع الأسلحة التى تتلقاها.