«البلد دى بلدنا كلنا، وماحدش ليه زيادة أو نقص»، تلك إحدى كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء زيارة للكنيسة المصرية، وهى تعبير عن سياسة الدولة فى التعامل الشامل مع ملف المواطنة، المصريون يحتفلون بأعياد الميلاد اليوم، بعد الكثير من الخطوات التى تقطعها الدولة فى ملف، ظل - على مدار عقود - عرضة للتداخلات والتقاطعات.
فى يناير ،2015 كانت أول زيارة رئاسية للكاتدرائية ويومها خاطب الرئيس الحاضرين: «كان ضرورى آجى لكم عشان أقول لكم كل سنة وأنتم طيبين»، والرئيس السيسى هو أول رئيس يزور الكاتدرائية لتهنئة المصريين بأعياد الميلاد، وعلى مدار السنوات الأخيرة رسمت الزيارات الثمانى للرئيس إلى الكاتدرائية خطا مهما فى بناء المواطنة على أساس المساواة وتكافؤ الفرص، وإنهاء القضية التى ظلت بعيدة عن التناول بما تحمله من حساسيات تمت إزالتها والتعامل معها بكل وضوح، حيث تم تشريع قانون بناء دور العبادة، والذى أنهى مشكلات استمرت لعقود طوال، وفى الوقت ذاته أغلق الكثير من الأبواب التى كانت تنفذ منها التدخلات غير المرغوبة والتى أطاحت بمجتمعات ودول.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى تعامله مع الوحدة والتسامح أحيا تراث المصريين، وجينات الوحدة والتسامح والتنوع،و الذى واجه الطائفية والمذهبية وبطريقة خاصة، تختلط أعياد الشعب وتتوحد، فأعياد المسلمين والمسيحيين، هى أعياد المصريين، انطلاقا من تراث الأجداد الذى يعيش تحت الجلد وفى القلب.
وعلى مدار السنوات الأخيرة اتخذ قداس عيد الميلاد طعما خاصا، فى كاتدرائية ميلاد المسيح، بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهى أكبر كنيسة فى الشرق الأوسط والتى تم تدشينها فى إطار توجُهات الجمهورية الجديدة التى تحرص على إرساء قيم التعايش والمواطنة، بدأت بإعادة ترميم وإصلاح وتجديد الكنائس التى تضررت أيام الإرهاب، حيث كانت مشاركة المصريين ووحدتهم عنوانا لعهد 30 يونيو، واليوم، أصبحت الكنائس فى كل مدينة جديدة، وتم تقنين مئات من الكنائس التى ظلت أوضاعها معلقة على مدار عقود، وعرضة لتداخلات غير ذات مضمون، بل وحتى فى مراكز التأهيل الحديثة التى تجرى ضمن تطوير التعامل مع المؤسسات العقابية، تقوم مراكز الصلاة الكنسية مع المساجد بشكل طبيعى.
وبالتالى، فإن مشاركة الرئيس السيسى فى احتفالات الأقباط، خاصة عيد الميلاد المجيد وحضور القداس بالكاتدرائية والحرص على تقديم واجب العزاء فى شهداء الإرهاب، تعبير عن التعامل مع التحديات باعتبارها تواجه الدولة بمواطنيها من دون تفرقة، وقد كان الثأر لشهدائنا فى ليبيا تعبيرا عن هذه السياسة التى تنطلق من المواطنة.
وفى يناير 2019 افتتح الرئيس، مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، وبعد عام شارك الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بكاتدرائية ميلاد المسيح، ولم يتوقف عن عادة التهنئة بالكاتدرائية إلا فى وقت كورونا، وبسبب الإجراءات الاحترازية.
سياسيا، كان التمكين عنوانا عريضا شاملا للدولة، حيث تم تخصيص نِسب بمجلسى النواب والشيوخ لمعالجة عيوب النظام الانتخابى الذى حرم المجالس من كفاءات، انطلاقا من ترتيب الحقوق والتكافؤ، واستنادا إلى وحدة شعب مصر التى ضمنت مواجهة تحديات وتهديدات أطاحت بدول ومجتمعات، مع إرساء قيم الاختلاف والتنوع باعتباره أمرا طبيعيا فى مواجهة أفكار متطرفة عرقية وطائفية، نجحت سياسة الدولة فى علاجها، ودائما ما يؤكد الرئيس السيسى، على هذه المفاهيم باعتبار الاختلاف والتنوع فى الشكل والفكر والعقيدة أساس الحياة وضمان نجاح الشعوب، وهذه القيم هى التى حفظت مصر وتحفظها دائما، بفضل تراث وتاريخ، نجح فيه المصريون فى التعايش معا، لأنهم أول من أرسى قيم الإيمان، والسير معا نحو المستقبل.