كلمة قصيرة ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى كاتدرائية ميلاد المسيح فى العاصمة الإدارية عبرت عن ثمار لسنوات تم فيها إرساء قيم المواطنة والتسامح، وحلم سنوات من العمل، اختصر الرئيس الكثير من المطالب التى ظلت معلقة على مدى عقود، وحسم الأمر وزار الكنيسة ليهنئ الأقباط بعيد الميلاد وتكررت الزيارة، للتهنئة وفى مناسبات متعددة.
للعام الثانى تقام فيه صلاة عيد الميلاد المجيد فى العاصمة الإدارية الجديدة لتحمل فى حد ذاتها تجسيدا لحلم العاصمة المتحقق والمسجد والكنيسة معا، يجسدان وحدة المصريين والطريق إلى حرية الاعتقاد، وضمان أن يؤدى كل أصحاب عقيدة صلواتهم واعتقاداتهم أمام الله، خلطة مصرية تستند إلى آلاف السنين وحتى قبل نزول الأديان السماوية حيث عرف المصريون الإيمان بجانب براعتهم فى الهندسة والعمران والطب والضمير والقانون والمعاملة والتسامح، وليس من قبيل المبالغة القول إن هذه القيم مسجلة على جدران المعابد والآثار، شاهدا على الحضارة، وهى الخلطة التى تميز المصريين، ويحملونها تحت الجلد ويسعون لاستعادتها.
وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، التهنئة للمصريين وخاطبهم بمناسبة أعياد الميلاد، متحدثا عن «الجمهورية الجديدة التى تتسع للجميع، بدون تمييز، نعيش فيها بسلام وأمان مع بعض.. جمهورية الحلم والأمل.. العلم والعمل، قادرة وليست غاشمة، مسالمة وليست مستسلمة، وأى تحد أو صعاب تهون طالما كنا دائما على قلب رجل واحد، كلنا مع بعض»..
كلمة الرئيس لخصت توجه الدولة فى بناء مشروعها الجديد، حاملا قيم التسامح والوحدة والقدرة والتنوع، وأيضا تأكيد ما يعلنه الرئيس دائما عن الشراكة والتعاون وليس الصراع، وأن القدرة تعنى امتلاك القوة الرشيدة التى تحمى ولا تهدد أو تعتدى، وهى تجارب سنوات أثبتت فيها مصر أنها قادرة على مواجهة التحدى وهزيمة الإرهاب، وردع أى محاولة لتهديد أمنها فى أى اتجاه، كلمة الرئيس تعنى أن الدولة لديها إرادة وقدرة لكنها تقدم السلام والتعاون وتدعو إليه وتقدم السلام مع قدرتها على بناء سلام قوى.
الرئيس عند زيارته الأولى للكاتدرائية كان يعبر عن مطالب المصريين الذين عاشوا وتعايشوا مع قيم التسامح والتنوع، وأرادوا دائما أن يكون الرئيس فى الكنيسة ممثلا للشعب كله، فعلها لينسف حسابات ضيقة وملتبسة.
اليوم تقطع الدولة الطريق نحو الدول التى تكون لمواطنيها من دون تمييز، وأكثر عهد تم فيه تمكين المرأة وذوى الهمم فى المؤسسات التشريعية والتنفيذية، واستمرار مبادرات تتعامل مع المواطن بصرف النظر عن معتقده، تم تحديد نسب فى المجالس النيابية لعلاج اختلالات نظام انتخابى لم يتح للكل الوصول، تعبر النسبة عن إرادة ووحدة المصريين، من دون تمييز، وبناء عليه تم منح نسبة للأقباط كانت مثار تردد فى السابق لكنها حسمت لتمكين يصلح اختلال نظام انتخابى ويعالج تأثيرات خطاب متطرف سعى للتفرقة والوقيعة والفتن، ولهذا حرص الرئيس على لفت نظر الجميع إلى الانتباه لمحاولات تجرى لعرقلة التقدم ووقف السير نحو المستقبل.
ولم ينس الرئيس أن يوجه تحية إلى البابا تواضروس الذى كانت له كلمة خالدة أن «وطنا بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن»، واليوم ارتفعت الكنائس والمساجد وعاش الوطن وأصبح يمتلك القدرة على السعى لتحقيق الحلم، وأكد الرئيس «يوزن الرجال فى المواقف والظروف الصعبة جدا»، تعبيرا عن وحدة المصريين التى تظل حائط الصد فى مواجهة أى تحد أو تهديد.