فتنة طائفية قد تحرق قرية كاملة، يحفزها إهمال وغياب المسئولين عن المشهد، حيث حاول عامل بمسجد "الماس أغا" بقرية سقارة بالهرم، وضع يده على أرض ملك للدولة وبناء منزل على تلك الأرض، كما حاول هدم سور مسجد "الماس أغا"، الذى يحيط بمنظومة الصرف الصحى الخاص به، حسبما قال بعض الأهالى.
كما أكد الأهالى على قيام صاحب المنزل المخالف، على حد قولهم، بإصابة جاره القبطى بخرطوش فى قدمه، وأنقذته العناية الإلهية من الموت المحقق بعد اشتعال منزله بسبب إلقاء عدد من البلطجية المولوتوف عليه، حسبما أكدوا.
يروى رامى جرجس، تفاصيل إصابته بعد احتراق منزله المواجه لمنزل العامل مباشرة، حيث قال "صاحب البيت جاب بلطجية عشان يكسروا سور المسجد، وولعوا فى البيت بتاعنا، ولما طلعت أطفى الحريق من السطح، ضربونى بخرطوش بالقصد كل ده بسبب وقوفى فى وجهه ومنعه من التعدى على الأرض المخصصة للمسجد"، موضحًا أن الإصابة كانت من نصيب قدمه اليسرى، وحرر محضر بالواقعة وتقرير طبى، لافتًا إلى أنه ظل راقدًا بالمنزل لمدة شهر ونصف.
وأضاف: "المنطقة دى معروفة إنها أرض جامع، دى حاجة لربنا مش ملك حد، ومكان مخصص لخزان جامع، وفى الأول والآخر دى أرض ربنا، ومش من حقه أنه ياخدها مننا."
ويروى وليد خالد، أحد السكان القصة منذ البداية: "المسجد مبنى من 150 سنة، ومن ساعة ما اتولدت، لاقيت المسجد له سور خارجى، خلفه نظام صرف صحى مصدره حمامات المسجد"، لافتًا إلى أن هناك عاملا بالمسجد طلب من شيخ المسجد، أنور القط، بناء منزل له من الطين، وهدم سور المسجد لإدخال مواد البناء، فوافق الشيخ بدون تعهد، حيث أكد له أنه سيعيد بناء السور بعد انتهائه من بناء المنزل.
وأوضح خالد لـ"انفراد"، أنه بعد قيامه ببناء المنزل، قام ببناء محلات ومدخل للمنزل، فقدم الأهالى شكاوى للمركز التابعين له، فقامت لجنة بمعاينة المكان وأثبتت الضرر، وأصدرت قرار إزالة للمحلات التابعة للمنزل، موضحًا أنه بعد قيام الأهالى بإعادة بناء السور، قام العامل بهدمه مرة أخرى مستخدمًا لودر، على حد قوله.
ولم يكتف صاحب المنزل بذلك، فعندما تحداه الأهالى وقاموا بإعادة بناء السور مرة ثالثة، استعان بالبلطجية، متحديًا بذلك القانون، وقاموا بهدم السور، وأشعلوا النيران بمنزل يمتلكه مواطن قبطى يدعى رامى جرجس فى مواجهة المنزل، وحينما خرج للسطح ليطفىء النيران، أطلق عليه الخرطوش وأصابه بقدمه، حسبما قال وليد خالد.
"أنا معايا فلوس من هنا للسعودية، هاخد الجامع لحسابى وأقفله"، بهذه الكلمات هدد صاحب المنزل الأهالى فى حالة إعادة بنائهم السور، حسبما أوضح وليد خالد لـ "انفراد"، موضحًا أنه اتهم عددا منهم بسرقة بعض الأجهزة من منزله، إلا أن المحكمة قضت ببرائتهم من التهم المنسوبة إليهم.
فيما أكد رمضان حفظ الله عبد الفضيل حنفى، إمام المسجد، الواقعة، مشيرًا إلى أنه كان يتعين على الشيخ أنور القط، إمام المسجد الأسبق، أن يأخذ توقيعه على تعهد قبل هدم سور المسجد، موضحًا أن المشكلة مستمرة منذ أكثر من 10 سنوات، لافتًا إلى أن "ع.م" كان من عمال المسجد وتابع لوزارة الأوقاف.
وتابع حنفى، أنهم جلسوا مع صاحب المنزل فى جلسة عرفية فى البداية، وحاولوا إقناعه بأنه لا يستطيع قانونًا إقامة محلات ومدخل للمنزل تجاه شبكة الصرف الصحى الخاص بالمسجد، لأنها أرض تابعة للدولة، إلا أن محاولته قوبلت بالرفض حيث قال: "محدش له عندى حاجة"، لافتا إلى أنه قدم عدة شكاوى ضده بمديرية الأوقاف والنيابة الإدارية، مؤكدًا أن الأرض المتنازع عليها موجود بها "خزان صرف المسجد"، منذ أكثر من 25 عامًا، حسبما قال، مشيرًا إلى أن وكيل وزارة الأوقاف السابق طلب من المحافظة تخصيص الأرض للأوقاف، إلا أن المحافظة رفضت الطلب.
وطالب على همام، محافظ الجيزة بسرعة التدخل، قبل أن تشتعل نيران الفتنة الطائفية، وخاصة بعد إصابة قبطى، لافتًا إلى أن المرة القادمة قد يُقتَل شخص قبطى مما قد يؤدى لكارثة طائفية بين المسلمين والمسيحيين، لافتًا إلى أن رامى جرجس، الشاب المصاب، ليس له أى ذنب بها.
وزير الأوقاف: 2016 سيشهد نهاية "داعش" والجماعات المتطرفة.. مصلحة الدين لا تنفصل عن مصلحة الوطن.. الفكر لا يقاوم إلا بالفكر.. أصحاب الأجندات لهم القانون.. و"اللى بيفتوا الآن غير المختصين ودى مصيبة"