واصلت محكمة أمن الدولة العليا، برئاسة الفريق أول محمد فؤاد الدجوى، جلساتها لليوم الثالث على التوالى، لنظر قضية «تنظيم حسين توفيق»، الذى كان يواجه اتهامات التخطيط والتدبير لاغتيال رئيس الجمهورية جمال عبدالناصر، «راجع، ذات يوم، 10 و11 يناير 2022».
اعترف حسين توفيق فى إجاباته على أسئلة رئيس المحكمة بأنه اشترى السلاح والذخيرة، وكان هدفه فرض وحدة وادى النيل بالقوة، وكان يرفض الاتجاه العربى فى توجهات السياسة المصرية، مؤمنا بضرورة تغييرها بالقوة، وفقا لتغطيات «الأهرام» و«الأخبار» لوقائع الجلسات فى أعداد 11 و12 و13 يناير 1966.
انتقل رئيس المحكمة فى أسئلته لحسين توفيق إلى حقيقة اتصاله بتنظيم جماعة الإخوان الإرهابى بزعامة سيد قطب، سأله عن الذين اتصل بهم غير الخمسة، الذى قال إنهم أعضاء تنظميه، أجاب: «اتصلت ببعض الناس اللى كنت فاهم أن لهم علاقات بالإخوان، مثل «سامى عبدالقادر» و«جمال الشرقاوى» و«أحمد قبودان» و«مصطفى راغب». أضاف:«كنت شاعر إن فيه تنظيم للإخوان، وكنت عاوز أعرف قوتهم واتجاهاتهم، وكنت عاوز أستفيد من تنظيمهم ماديا بالنقود والسلاح للتنظيم بتاعى»، سأله رئيس المحكمة: «مادية يعنى إيه؟.. أجاب: سلاح وفلوس، ووجدت أنهم غير راضين عن الأوضاع، ووجدت منهم استجابة وتفكير»، سأله رئيس المحكمة: «الاستجابة فى أى صورة من الصور؟.. أجاب: والله يا افندم، أنا كنت عاوز اضحك عليهم واستغلهم، وهم عايزين يضحكوا علىّ، وأخيرا محدش عرف يضحك على حد».
وعن خطط تمويل التنظيم، اعترف حسين بأنهم فكروا فى سرقة بنك مصر فرع مصر الجديدة، وقال:«لكن لقينا الحكاية مش نافعة، وكذلك الجمعية التعاونية بالإسكندرية»، واعترف بأنهم فكروا فى الاتصال بفرنسا، لأنه مؤمن بأن فرنسا من الدول التى تستطيع أن تفيد مصر، ولكن الاتصال لم يتم، وعن خطط الاغتيالات من أجل تنفيذ فكرتهم بوحدة وادى النيل، كشف عن أنهم تكلموا فى اغتيال السفير الأمريكى وحرق الأتوبيسات، وأضاف:«تكلمنا فيما هو أكثر من ذلك، تكلمنا فى اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، وكان ذلك يوم اغتيال الرئيس الأمريكى «كنيدى»، وكان ده أساس الحديث إنه يمكن اغتيال الرئيس بطريقة اغتيال كنيدى، سأله رئيس المحكمة: «اشمعنى التنشين على الرئيس، رد المتهم: لأنه رئيس الدولة، واحنا ناقشنا ذلك، ثم استبعدنا اغتياله، لأنه لا يوصلنا إلى الهدف، واستبعدنا اغتيال السفير الأمريكى، وكذلك حكاية حرق الأتوبيسات».
فى نهاية مناقشة حسين توفيق، سأله رئيس المحكمة: عندك كلام تانى؟..أجاب: نعم عندى كلام خاص بالإخوان، أنا لى اتجاه يختلف عنهم، سأله رئيس المحكمة: إيه رأيك فى الإخوان، أجاب: والله أنا ما فاهم الدولة كانت غافلة عنهم إزاى، ومع ذلك أنا كشفتهم ونبهت الدولة عنهم، وبعد كده يقولوا إنى رايح أعمل ثورة معاهم، كنت أقدر أسكت عن حكاية الإخوان.
واجه رئيس المحكمة باقى المتهمين، لكن مواجهته مع معروف الحضرى كانت الأكثر إثارة، واستخدم فيها رئيس المحكمة حيلة كشف من خلالها كذب «الحضرى»، وضحك بسببها الجمهور الذى كان حاضرا جلسة المحكمة، قال الحضرى: إنه فى أوائل عام 1965 حضر سعيد توفيق عنده فى بيته، ومعه شقيقه حسين الذى قدم نفسه على أساس ماضيه، أضاف الحضرى:«دى كانت أول مرة أشوف فيها حسين، وتكلمنا عن الأوضاع، وقال لى إنه تعين فى شركة شل بواسطة المشير عبدالحكيم عامر، وسألنى عن رأيى فى الرئيس جمال عبدالناصر، فقلت له: ده راجل عظيم، ده هبة من عند الله، وقال لى: إيه رأيك فى عملية السودان، قلت له فى أخطر من السودان وهى إسرائيل، واللى أنا فهمته من هذه اللحظات إن اللى مسيطر على عقلية حسين هى وحدة مصر والسودان».
سأله رئيس المحكمة: «يعنى لم يكلمك عن تنظيم؟.. أجاب الحضرى: لا.. ثم أضاف: أنا لم أسمعه بالمرة، لأن أنا عامل عملية فى أذنى، لأن طبلتها مخرومة، والظاهر إنه قال، ولكنى لم أسمعه»، هنا لجأ رئيس المحكمة إلى حيلته لكشف مصداقية الحضرى، سأله بصوت منخفض: كنتم قاعدين فين؟.. رد: فى حجرة.. سأله بصوت أكثر انخفاضا: مساحتها أد إيه؟.. رد 4 فى 4، سأله بصوت أكثر انخفاضا: كانت المسافة اللى بينك وبينه أد إيه؟.. رد: حوالى 3.5 متر.. فاجأه رئيس المحكمة: «طيب أنا بكلمك بصوت واطى جدا، والمسافة بينى وبينك 5 متر ونص، يعنى ما شاء الله كويس.. طيب اتفضل»، وهنا انفجرت القاعة بالضحك، واستمرت الجلسات.