شهدت المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" احتفاء وإشادات دولية كبيرة من ضيوف منتدى شباب العالم المنعقد حاليا في مدينة شرم الشيخ، وسلط المتحدثون بالجلسة النقاشية التي عقدت تحت عنوان " تجارب تنموية في مواجهة الفقر"، الضوء على المبادرة التنموية الأكبر في مصر والعالم.
من جهتها، أشادت ألينا بانوفا، المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر، بجهود الحكومة المصرية في الاعتماد على الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات الكربونية، كاشفة عن اشتراك 5 مؤسسات تابعة للأمم المتحدة تعمل في مصر ببرنامج مشترك مع الحكومة المصرية من أجل دعم تمويل أول استراتيجية مصرية لتحقيق التنمية المستدامة.
وأثنت المنسق المقيم للأمم المتحدة فى مصر، على جهود مصر فيما يتعلق بإطلاق الموجة الثانية من الإصلاحات الهيكلية، مؤكدة أن مبادرة "حياة كريمة" فرصة رائعة للتخفيف من الفقر وعدم المساواة، فضلا عن زيادة شراكة الأمم المتحدة مع مصر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضافت: الأمم المتحدة تعمل عن كثب مع الحكومة المصرية فيما يتعلق بالإصلاحات الهيكلية التي تركز على توفير فرص العمل، وإطلاق قدرات القطاع الخاص وزيادة الإنتاجية والتصنيع، والتمهيد للمزيد من المساواة.
وكشفت المسؤولة الأممية، أن جائحة كورونا زادت من الفقر العالمي بحوالي نصف مليار شخص أى 8 % من تعداد سكان العالم، كما وضعت 120 مليون شخص بالفقر المدقع، معلقة: أدركنا أن الفقر هو أكبر تحدِ يواجه العالم، فالفقر المدقع زاد من عدم المساواة بين الشمال والجنوب، مشترطة بدء التعافي بشكل تحولى"، قائلة: "لا يجب أن نعود إلى الهياكل التي سبقت الجائحة وزادت من حالات الفقر".
سارة البطوطى: نتعاون مع التخطيط للعمل بـ"القرية الخضراء" ضمن "حياة كريمة"
وقالت سارة البطوطي، رئيس شركة استشارات، إن هناك مشروعا يتم العمل عليه حاليا بالشراكة مع وزارة التخطيط، وعندما طُرح هذا الأمر في COP 26 كأنه اكتشاف جديد، وهي فكرة القرية الذكية أو القرية الخضراء والتي تحتوي على مجموعة من الإرشادات البسيطة التي تستهدف ربة المنزل في مصر.
وأضافت سارة البطوطي، في كلمتها بجلسة "تجارب تنموية في مواجهة الفقر"، أن المشروع الجديد الذى يتم في مصر، يتعلق بقضية التغير المناخي وربطه بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة، مبينة: "لازم يكون عندنا مجموعة من الإرشادات تفكر في كيفية استهلاك الكهرباء والمياه والتقنيات لتكون شبيه للناس التي تستخدمها".
وتابعت: "الفرص الموجودة فى مبادرة حياة كريمة، سيتم من خلالها الربط بين المؤشرات والاحتياجات والتنبؤ والوقاية، وكيفية تأثير تغيير المناخ على المنازل، وكيف تقدم الدولة حلولا بسيطة ومحلية".
الاتحاد العربى للتطوع: حياة كريمة حققت المعادلة الصعبة بالجمع بين القطاعين الحكومى والخاص
واستهل حسن بو هزاع، رئيس الاتحاد العربي للتطوع، كلمته بجلسة "تجارب تنموية في مواجهة الفقر"، ضمن فعاليات اليوم الثالث بمنتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ، وبحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين.. ربي اجعل هذه الأرض واحة أمن وسلام"، فيما وجه شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: "يشرفني أن أرفع لكم أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة نجاح منتدى شباب العالم كما أشكر اللجنة المنظمة على حسن الاستقبال والتنظيم".
وأضاف حسن بو هزاع، في كلمته، أن مبادرة "حياة كريمة" في مصر، استطاعت أن تجمع بين القطاعين الخاص والحكومي، وهي مبادرة رئيسية استطاعت تحقيق المعادلة الصعبة في أن يشترك الجميع في مبادرة تساهم في التخفيف من أعباء الفقر والحاجة لـ60 مليون نسمة بالدولة المصرية، مردفا: "حقيقة كلنا معجبين بهذه المبادرة، وهذه المؤسسة العريقة التي استطاعت أن تخفف من الفقر وتعزيز الصحة وتوفير الغذاء والسكن الملائم للمواطنين، ويشرفني كاتحاد عربي للتطوع، أن نكون سفراء لمبادرة حياة كريمة والترويج لها ومساعدة حكوماتنا بتبني مثل هذه المبادرة".
وأكمل: "أنا معجب جدا بالتجربة المصرية وبمبادرات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، واهتمامه بالقطاع الأهلي ومنظمات المجتمع المدني، وإطلاق فخامته عام 2022 عاما للمجتمع المدني، وهذا دليل واضح على تنبي الحكومة المصرية للمجتمع المدني والقطاع الأهلى وإيمانها بدوره لدفع عجلة التنمية والمساهمة في تنمية المجتمعات".
وتابع أن هناك مليار و300 مليون نسمة حول العالم، يعانون الفقر، لذا يعد الفقر مؤثر جدا على جهود الدول في التنمية، فيما قال: "هناك أهمية كبيرة لوجود المتطوعين ومساهمتهم في الجهود الحكومية، وهناك 9 ملايين متطوعا في العالم العربي يمثلون 8.2% من عدد المتطوعين حول العالم، وهذه النسبة قليلة جدا، ولكن طموحاتنا كبيرة والمجتمعات العربية تحتاج لجهود المتطوعين، ويعمل الاتحاد العربي على استقطاب الأعضاء ومساندتهم وتشجيعهم على القيام بأعمال المتطوعين، وخصصنا جوائز لإبراز التطوع والنماذج المؤثرة التي استطاعت تكريس عمل التطوع في دولها".
صاحب شركة لدعم الفقراء فى بريطانيا: "حياة كريمة مفاجأة وعمل فى غاية الأهمية"
وأعرب أليكس ستيفاني الرئيس التنفيذي لشركة Beam، عن سعادته بالاطلاع على مشروع "حياة كريمة"، قائلا: "هنا في مصر الدولة تعمل على تحسين مستوى الفقراء.. إنها وظيفة في غاية الأهمية.. ومفاجأة أن يكون القائمين على هذا المشروع هم الشباب.. بالأمس شاركت في أحد أنشطة منتدى شباب العالم، وجدت الطموح والذكاء والنشاط مع الشباب الذين تحدثت معهم".
وأضاف خلال كلمته، أن شركته أول منصة لجمع التبرعات للفقراء في المملكة المتحدة، والملايين يتبرعون بالأموال لتحسين حياة الفقراء، ونحن شركاء مع الحكومة في لندن، ونتشارك لدعم الفقراء بالتعاون الحكومة المركزية ونقدم الخدمات لهم في مدن أخرى خارج لندن.
وتابع: "80 % من مستخدمي المنصة، حصلوا على وظائف"، لافتا إلى أن جائحة كورونا أكدت على أهمية التعاون والاستفادة من خدمات تكنولوجيا المعلومات".
"حياة كريمة": "المبادرة الرئاسية" الأكبر على مستوى العالم وتاريخ مصر الحديث
في نفس السياق، قالت آية عمر، رئيس مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة، إن المؤسسة شبابية ومظلة للشباب المتطوع، وتضم 21 ألف شاب، مشيرة الى أن جائحة كورونا كانت دافعا قويا لتخفيف حدة الجائحة على أهالينا من خلال "المبادرة الرئاسية".
وأضافت "عمر" خلال الجلسة، أن "مبادرة حياة كريمة" أكبر مشروع تنموى فى العالم وفى تاريخ مصر الحديث، حيث يستهدف تنمية وتغيير حياة 58 مليون مواطن مصر، مشيرة إلى أن أهداف المشروع في البداية كان يستهدف القضاء على الفقر متعدد الأبعاد وسد الفجوات التنموية وإحياء قيم المشاركة المجتمعية.
وواصلت: "مؤمنون أنه لا بد من أن نقيم التنمية الشاملة في كافة المحافظات المصرية من خلال مشروع قومي محاوره تشمل البنية التحتية والتمكين الاقتصادي والسكن الكريم للمواطن المصري البسيط، لتتلاقي مع أهدف التنمية المستدامة".