تشهد محاكم الأسرة العديد من النزاعات بين الأزواج والزوجات بسبب استخدام العنف بين الطرفين، كطريقة لحل الخلافات بينهما، ليعيش طرفي الخلاف مأساة حقيقة، في محاولة لإيجاد طريقة للخروج من دوامة الفشل الزوجي، بعد أن تحولت حياتهم الزوجية لحلبة صراع بسبب غياب الحكمة والعقل، ورفضهم مواجهة المشاكل سويا مما يدفعهم لخسارة الاستقرار الأسري..انفراد رصد أبرز النقاط التى جاءت على لسان الأزواج والزوجات وتسببت فى تدمير علاقتهم الزوجية من خلال الدعاوى القضائية المتبادلة بينهما، ورأي المختصون بالشأن الأسري لوضع حلول لتلك المشكلات.
"زوجتي هددتني بإلقائي من الشرفة".. مأساة زوج بمحكمة الأسرة
" عرضت حياتي للخطر وكادت أن تتخلص مني بسبب عصبيتها، مما دفعني لطلب الانفصال وأخذ كلا منا لحقوقه، ولكنها رفضت وثار جنونها، وساومتني على حضانة أطفالي، بخلاف دعاوي الحبس التى تلاحقني بها ودعاوي النفقات التي تصل لما يتجاوز 40 ألف شهرياً".. كلمات جاءت على لسان أحد الأزواج بدعوي بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة.
وتابع الزوج:" رفضت تمكيني من رؤية طفلي طوال 17 شهر، وذلك بعد امتناعها عن تنفيذ الاتفاق الودي بحل الخلافات الزوجية وتمكيني من الرجوع لشقتي، بخلاف ملاحقتها لي بقضايا النفقات والاتهامات الكيدية ".
وأكد:" زوجتي حاولت دفعني من الشرفة، وداومت افتعال الخلافات وسبي وقذفي، والسعي للزج بي بالسجن للانتقام مني ومنعي من حقوقي الشرعية، بعد أن عشت 12 عام برفقتها متحمل تسلطها وعنفها واعتيادها علي التعدي على بالضرب، والاستيلاء على ميزانية المنزل وراتبي".
"زوجي حاول التخلص مني بعد وضعه السم لولا تدخل أهله وإنقاذي".. معاناة زوجة بدعوي طلاق
"رفض تحرير بلاغات ضد زوجي، بسبب الجلسات الودية التي كان يعقدها أهله برفقته، رغم عنفه ضدي واعتياده علي ايذائي، واتهامه لي بأن عائلتي باعتني له بسبب حمل أطفالي الثلاثة، لأعيش في جحيم وأنا أخشي علي حياتي منه".. كلمات ذكرتها أحدي الزوجات بدعوي الطلاق للضرر خوفاً على حياتها من عنف زوجها بسبب محاولته التخلص منها بوضع السم لها وإنقاذها علي يد عائلته.
وأكدت الزوجة، بعد 11 عام من الزواج، اشتكت فيها من عنف زوجها، وبخله وتبديده أمواله علي علاقاته النسائية، مضيفة" كد أن أموت بسبب عنفه، أصابني بشكل خطير، وكاد أن يحرم أطفالي مني، وعندما طالبه أهلي بالانفصال عني وتحمل مسؤولية أطفاله رفض ولاحقني بعدها بدعوي طاعة لإجباري للعودة لمنزل الزوجية ليكمل مسلسل عنفه ضدي".
" عائلة زوجتي قامت بالتعدي عليه وتوثيق يدي وقدمي بالحبال وإجباري علي توقيع قائمة منقولات بمبلغ 850 ألف جنيه.. شكوي زوج
"عامين مضوا علي الزواج تعرض فيهم للعنف علي يد زوجتي، بعد أن اكتشفت حقيقتها وخداعها لي للارتباط بي طمعا في شقتي وسيارتي والراتب الشهري الذي أتقاضاه، ومطالبتها لي بمبالغ مالية تتجاوز قدرتي على الدفع للزج بي بالسجن والانتقام مني".. بتلك الكلمات وقف زوج يشكو عنف زوجته وملاحقتها له باتهامات كيدية، ورفضها السماح له بتنفيذ قرار التمكين المشترك لمنزل الزوجية بعد استيلائها عليه.
وأشار الزوج بدعوي النشوز المقامة ضد زوجته بمحكمة الأسرة بأكتوبر، إلي أن زوجته قامت بالإساءة له، وحرمته من رؤية طفلته المولودة حديثاً رغم سداده كافة النفقات الخاصة بها أثناء الحمل والولادة، وهجرته وأجبرته علي ترك المنزل، بعد قيام عائلتها بالتعدي عليه وتوثيق يديه وقدميه بالحبال وإجباره علي توقيع قائمة منقولات جديدة بمبلغ 850 ألف جنيه، و250 ألف مصوغات ذهبية، ليمر بحالة صحية سيئة بعد الواقعة.
تجاهل حل الخلافات يكون هو الدافع وراء نشوب الكثير من النزاعات بين شركي الحياة
وقالت مها سعيد المتخصصة بالشأن الأسري، أن تجاهل حل الخلافات يكون هو الدافع وراء نشوب الكثير من النزاعات بين شركي الحياة، وذلك نتيجة لغياب الاتصال وعدم التفاهم بينهما، وتخليهم عن استخدام لغة الحوار بينهما، ولجوء الطرفين للعنف واستخدام السباب والإهانة وتراشق الألفاظ الذي يودي بهم للوقوع فى دوامة من الصراعات التي تنتهي أما بالطلاق أو وقوع أحد طرفي الزواج فى كارثة إيذائه لشريك الحياة.
وأكدت:" وارتفاع استخدام العنف الزوجي بين الأزواج والزوجات مؤخرا مؤشر خطير يدل على التفكك المعنوي أو النفسي لشركي الحياة وعدم قدرتهم على تحمل المسئولية، فعندما يلجئ الزوج لسب وإهانة زوجته أو الاعتداء عليها بالضرب تتكون لديها قيم سلبية تجاه زوجها، وكذلك الوضع بالنسبة للزوج عندما يتعرض للعنف على يد زوجته يفقد القدرة على الثقة بنفسه ويرد على تصرفات زوجته-بعنف- ويشتد في نفس الطرفين الحقد والرغبة فى رد الاعتبار والانتقام".
وأشارت المختصة بأن على المقدمين على الزواج اختيار شريك الحياة بتأني، وخوض دورات تدريبية التى تقدمها الدولة من الأزهر والكنيسة والمجتمعات المدنية لتجنب الوقوع في تلك أزمة الخلافات الزوجية، وأن يستغلوا اى فرصة تتاح لهم لتعميق الصلات والتفاهم وتعويض الانشغال، حتى لا يقعوا فى فخ الانشغال بالحياة العملية على حساب الحياة الزوجية.