خلال أقل من 3 شهور، كانت التحولات والثمار تظهر فى مصر، على أكثر من محور، وبدا منتدى شباب العالم بداية مرحلة جديدة ترسخ لمراحل متتالية من التنمية، وجاء منتدى شباب العالم بعد أسابيع من افتتاح طريق الكباش، والذى تم فى نفس عام موكب المومياوات الذى أذهل العالم، بما يليق بالحضارة المصرية، فى تذكير بأن الهدف هو عمران يمتد فى كل اتجاه.
قبل أيام من منتدى شباب العالم عقدت الحكومة أول اجتماع لها بكامل هيئتها فى مقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، وفاء بعهد قبل خمس سنوات، وفى نفس اللحظة كان الرئيس عبدالفتاح السيسى يفتتح عددا من المحاور والمشروعات الزراعية والصناعية والطاقة فى محافظات الصعيد، طرق ومحاور ومشروعات للطاقة ومناطق صناعية ومحطات تنقية مياه، مع مبادرة «حياة كريمة» التى تعيد صياغة الخدمات فى القرى وتوابعها، وتشمل أكثر من نصف سكان مصر، فى تأكيد أن العاصمة الإدارية مركز لإدارة التنمية فى الجمهورية الجديدة، تحمل وعودا سياسية واجتماعية واسعة لملايين المواطنين.
استراتيجية الدولة تقوم على محاور التنمية والعمران، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، وتتضمن المشروعات مدنا جديدة سكنية ومناطق صناعية، ترتبط بحركة الزراعة والرى والتصنيع، بالشكل الذى يعيد صياغة التنمية بناءً على وجود البشر وليس العكس كما كان متبعا فى السابق.
تنمية الصعيد تتسع لتصل إلى كل تفصيلة من تفاصيل حياة الناس فى الجنوب، هناك الجزء الظاهر، وتفاصيل تتداخل وتمتد إلى كل ركن، وإلى قرى وعزب تعانى التجاهل والإهمال على مدى عقود.
وخلال مداخلاته، يتابع الرئيس عبدالفتاح السيسى، ملفات التنمية بكل تفريعاتها، ثم إنه - بجانب دراسة التفاصيل - يستمع لآراء المواطنين بشكل مباشر، ويوجه الحكومة والمسؤولين، بناءً على المعلومات والدراسة، بأن تكون المشروعات مصادر لفرص العمل والتشغيل والدخل، وتأكيد توجه الدولة لمساعدة المستثمرين، ومن يريد أن يعمل، للتنمية والتشغيل، وخلق فرص عمل، وتحدث عن مضاعفة المجمعات الصناعية واستكمالها وتوصيل المرافق إليها ليتسلمها المواطن كاملة.
وقال الرئيس بوضوح: «اللى ينجح أكتر نساعده أكتر.. واللى ماينجحش نساعده أيضا»، كانت كلمات الرئيس تضع قاعدة انطلاق لمرحلة من العمل تتسلم من مرحلة جديدة، وخلال كلماته ومداخلاته، قبل يوم من افتتاح مشروع توشكى، قال الرئيس: «لما نروح توشكى، الهدف عمل نموذج قابل للنجاح فى ظل التطور الذى شهده العالم كله وليس مصر فقط».
هذه المشروعات بجانب قيمتها الاقتصادية، تضيف قيمة اجتماعية وقيمة مضافة وتوفير فرص عمل، تعد مصادر لصناعة الخبرة، وتخرج كفاءات وخبرات، تنعكس فى حجم الأعمال التى تنفذها فى دول أفريقية وعربية.
اللافت أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، دائما ما يعتبر أن كل ما تم من إنجازات برغم ضخامته للغاية، خطوات من مراحل تحتاج مزيدا من العمل، الرئيس فى منتدى الشباب أعلن أن الدولة أنفقت 400 مليار دولار للتنمية ومواجهة الفقر ودمج المواطنين فى التنمية، وتوفير فرص عمل وسكن لهم، كمرحلة أولى 250 ألف وحدة سكنية للشباب، مجهزة.. انطلاقا إلى حالة عمران، وفى نفس الوقت مبادرة «حياة كريمة»، التى تحمل كل معانى التنمية والعمران، وهى نفس الرسائل تنطلق من منتدى الشباب ومن طريق الكباش ومن الصعيد وبحرى والعاصمة الإدارية فى وقت واحد.