منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى قيادة مصر، عظمت الدولة من جهودها تجاه القارة الأفريقية؛ من خلال تنشيط التعاون بين مصر والدول الأفريقية فى كل المجالات، لزيادة الاستثمار والاقتصاد والأمن فى القارة، لا سيما الاهتمام بالمجال الصحى فى القارة السمراء من خلال التعاون فيه ونقل الخبرات المصرية، وشهدت الشهور الأخيرة من العام الماضى دلائل واضحة على التعاون فى القطاع الصحى بين مصر وأفريقيا، ترصد أبرزها «انفراد» كما يلى:
الأكاديمية الأفريقية للطب الرياضى
تتبع الاتحاد الأفريقى للطب الرياضى الذى يرأسه الدكتور كونستانت أنطوان روكس من كوت ديفوار، ومقرها مصر، وتُعد بمثابة نقطة لتحول القاهرة مركزا ناجحا ومؤثرا نحو تطوير الطب الرياضى فى القارة الأفريقية، كما تستعد مصر لاستضافة رئيس المنظمة الدولية للمنشطات فى زيارة هى الأولى من نوعها، تأكيدا على الدور المحورى والرئيسى لمصر داخل القارة الأفريقية، وتهدف الأكاديمية إلى تعزيز الطب الرياضى فى الدول الأفريقية، ونشر ثقافة وعلوم الطب الرياضى، وتدريب الأطباء عليه، ومتابعة المستجدات، فضلا عن التعاون مع الدول العربية والأفريقية والدولية فى هذا الصدد، والتميز فى الخدمات الرياضية عبر تطوير عناصر المنظومة، وتوفير الخدمات المعرفية بأعلى جودة، ومن المُقرر أن يتم إصدار مجلة علمية بعد افتتاح الأكاديمية، يكتب فيها نخبة من الأساتذة والأطباء المتخصصين فى مجالات الطب الرياضى، وبدوره أكد الاتحاد الأفريقى للطب الرياضى، أن هناك ضرورة ملحة لإنشاء أكاديمية الطب الرياضى، ووجهت الشكر لمصر لتأسيس الأكاديمية لتكون الأولى فى قارة أفريقيا متخصصة فى الطب الرياضى وعلوم الرياضة، حيث أصبح الطب الرياضى له شأن كبير فى منظومة الطب العالمى، مؤكدا على ضرورة تحقيق أخلاقيات الطب الرياضى والرقمنة الصحية.
معاهدة تأسيس وكالة الأدوية الأفريقية
وافق مجلس النواب المصرى، على معاهدة تأسيس لوكالة الأدوية الأفريقية، والمعتمدة فى أديس أبابا، والصادر بها قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 504 لسنة 2021، وتعد المعاهده، اتفاقية دولية متعددة الأطراف لتأسيس وكالة الأدوية الأفريقية، وتهدف إلى تعزيز قدرة الدول الأطراف والمجموعات الاقتصادية الإقليمية على تنظيم المنتجات الطبية وذلك من أجل تحسين الوصول إلى منتجات طبية ذات نوعية جيدة وآمنة وفعالة عبر القارة الأفريقية، وتأتى موافقة مصر للانضمام إلى اتفاقية الـ«AMA»، لإنشاء وكالة الدواء الأفريقية، انطلاقًا من دورها المحورى فى القارة الأفريقية خاصة فى مجال تصنيع الدواء، وبهدف توطين التصنيع المحلى للأدوية واللقاحات بدول القارة الأفريقية، والتى بدأ العمل عليها خلال ترؤس الرئيس السيسى للاتحاد الأفريقى عام 2019، واستطاعت الوكالة البدء فى التوقيع على الاتفاقية من قبل الكثير من الدول الأفريقية، وتسعى مصر لاستضافة المقر الرئيسى للوكالة بالقاهرة، وتهدف الاتفاقية إلى توحيد القوانين والتشريعات الخاصة بتداول وتسجيل وتسعير الأدوية بين الدول الأفريقية، إضافة إلى تشجيع الحكومات فى الدول الأفريقية على زيادة الاستثمار فى مجال تصنيع الدواء، خاصة بعد جائحة فيروس كورونا المستجد، والتى أظهرت مدى أهمية امتلاك الدول للقدرات التصنيعية والتشريعية فى مجال الأدوية، وتعمل مصر على أن تصبح صرحا كبيرا يخدم الشعوب الأفريقية وإمدادها بالأدوية ولقاحات فيروس كورونا التى يتم إنتاجها محليا فى مصر بعد تحقيق الاكتفاء المحلى حسب الاتفاقيات الموقعة.
أطباء ينجحون فى إجراء أول عملية زراعة كبد فى كوت ديفوار
حيث تمكن 7 أطباء من وضع أساسات لرسم خريطة الطب فى القارة الأفريقية بأيد مصرية، وذلك بعد نجاح أول زراعة كبد فى ساحل العاج نهاية ديسمبر 2021، وسط ترقب من قبل حكومة «كوت ديفوار»، لنجاح أهم حدث طبى فى تاريخ دولتهم، تلك العملية الجراحية التى تمت بنجاح وأصبحت كوت ديفوار هى الدولة الثالثة فى أفريقيا التى أجرت زراعة الكبد بعد مصر وجنوب أفريقيا، وضم الفريق الطبى المصرى 4 جراحين، ويروى قائد الفريق الذى قام بإجراء العملية الجراحية فى كوت ديفوار، قائلا: فى عام 2006 كلفت الحكومة الإيفوارية الدكتور كيلى إيلى رئيس قسم الجراحة فى جامعة ريجفيل، لتشكيل فريق طبى وتدريبه على زراعة الكبد، فى جامعة «بيتسبرج» بأمريكا، وهى الجامعة التى كان يعمل بها الدكتور توماس ستارزل أول طبيب أجرى جراحة زراعة الكبد فى العالم، واستمرت ساحل العاج فى إرسال بعثات طبية بداية من عام 2006 للتدريب وتعلم زراعة الكبد، وكان ذلك على مدار عدة سنوات تكبدوا فيها مبالغ طائلة، إلا أنهم لم يستفيدوا لعدة أسباب منها اللغة وعدم اهتمام الجامعة الأمريكية بتعليمهم، إلا أنه فى عام 2018 تواصل «كيلى» وكذلك وزارة الصحة فى ساحل العاج معنا فى مصر، كما تواصلت معنا منظمة الصحة العالمية لتدريب الفريق الطبى الإيفوارى على زراعة الكبد.
وكان الفريق الطبى المصرى لزراعة الكبد بدأ منذ عام 2018 بعمل كورسات تدريبية فى مصر للفريق الطبى الإيفوارى والذى يتكون من أطباء تخدير وأشعة تداخلية ورعاية مركزة وجراحين وأطباء الباطنة والكبد وطاقم التمريض، وفى نهاية عام 2019 قام الفريق الطبى المصرى بزيارة أبيدجان لمعاينة المركز الطبى هناك، وإعداد قائمة بالتجهيزات المطلوبة لإنشاء وحدة لزراعة الكبد، وتم تجهيز الوحدة بالفعل والانتهاء منها خلال عامى 2020 و2021، وتم الانتهاء من تجهيز المرضى المحتاجين لزراعة الكبد فى كوت ديفوار وكذلك المتبرعين لهم، وخلال 3 أسابيع تقريباً تم الانتهاء من إجراء الفحوصات والتجهيزات اللازمة لأول حالة مرضية تحتاج زراعة كبد، وقام الجانب الإيفوارى بالمخاطبة رسميًا، وبالفعل سافر الفريق الطبى المصرى إلى أبيدجان وأجرى أول جراحة زراعة كبد فى ساحل العاج فى الأيام الأخيرة من عام 2021».
العملية الجراحية استغرقت حوالى 13 ساعة، وكانت لمريضة تبرع لها ابنها بجزء من كبده، وتمت العملية بنجاح، وبعد العملية فوجئ الفريق المصرى بوزير الصحة الإيفوارى «بيار انغو ديمبا» يقابلهم موجهًا الشكر لهم كما نقل رغبة وحرص رئيس الوزراء على مقابلة الفريق، وبالفعل اجتمع بهم رئيس وزراء كوت ديفوار«باتريك اتشى» وكرم الفريق الطبى المصرى فى مؤتمر مصور، كما تم تنظيم تشريفة رسمية من الحكومة الإيفوارية لهم طول الطريق من محل الإقامة إلى المطار، وحمل المواطنون الإيفواريون الجرائد التى نشرت صور الفريق مع توجيه الشكر لهم، قائلين إن الفراعنة فى نهاية عام 2021 تكبدوا عناء 15 ساعة سفر إلى أبيدجان لإنقاذ حياة مريضة، وقد دعمت منظمة الصحة العالمية بشكل كبير دولة ساحل العاج وساهمت بنسبة كبيرة فى تجهيز وحدة زراعة الكبد فى أبيدجان، وكذلك تحملت تكاليف انتقالات وإقامات الفريق الطبى الإيفوارى فى مصر للتدريب، وانتقالات وإقامات الفريق الطبى المصرى فى أبيدجان»، والجدير بالذكر بحسب أحد أعضاء الفريق الطبى المصرى، أنهم لم يتقاضوا أى مقابل عن تدريب الأطباء الإيفواريين أو إجراء العملية الجراحية هناك، فقط كان الفريق يسعى لنقل الخبرات المصرية فى المجال الطبى إلى دول أفريقيا، وكانت دولة غانا أرسلت فريقا طبيا كاملا حضر عملية زراعة الكبد التى تم إجراؤها فى أبيدجان، حيث يمكن تحويل وحدة زراعة الكبد فى كوت ديفوار كمركز لتقديم الخدمة فى الدول المحيطة بها، والتى تقدر بـ15 دولة أفريقية، وأيضا يتم نقل خبرات الأطباء المصريين إليهم من خلال هذا المركز.